عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

«زخوهم..!»

آراء

حينما كانت الثورات تتفجر هنا وهناك، والمشهد العام يتغير، أو لنقل قواعد اللعبة تتغير، كما تنبأ مبعوث السلام إلى الشرق الأوسط، توني بلير، سيئ الصيت.. كانت الشلة مشغولة بشكل كامل بأحداث كأس العالم في جنوب إفريقيا.. هناك أولويات كما تعلم.. وحينما كان السخفاء يتحدثون عن أزمة البترول وهبوط أسعاره، كانت الشلة تتحدث عن أزمة شمس – أحلام، والكيفية التي سيؤثر بها هذا الخلاف في المشهد الغنائي الخليجي.. ولما أزعجنا الإعلام العالمي بقضايا اللاجئين والغرق هرباً من العروبة.. كان الربع يتراهنون في تخمين سن «عقروبة»، وهلدخل إلى الخدمة الوطنية فعلياً، أم أنه سيتحايل للحصول على عذر طبي!

أنت تعلم بأنك لا تختار شلة «مقهاك».. فهي من الأمور التي تندرج ضمن «التسيير» في حياتك، وليس «التخيير»، هناك عناصر عدة في تشكيل هذه الشلة.. مزاج مدرس ابتدائي في توزيع الطلبة.. مقدار القرض الذي استلفه المرحوم جدك، لاختيار الفريج والشارع الذي ستقضي فيه بقية حياتك.. رفقاء الزنزانة التي زرتها لأول مرة بسبب القيادة بلا «ليسن» في شارع الوحدة.. وعدد آخر من المحددات، أهمها تناغم الأرواح!

ما أعرفه عنهم أنه مهما كانت الأمور في الخارج مقلقة، أو تستدعي التوقف والتفكير والخوف، فإنهم سيبقون يضحكون من قلوبهم، التي لا تحمل أي هم في هذه الحياة لدرجة اللامبالاة.. أهم الأمور هي: ألا يقفل «الدومنه» عندما يكون لديه عدد كبير من النقاط.. ألا تعرف زوجته أنه «يشيش».. ألا ينتهي شحن الموبايل أثناء وجوده في المقهى!.. لهذا فأن تدخل على شلة كهذه يوم أمس، وتجد أن على رؤوسهم الطير، وكل منهم يكاد أو اغرورقت عيناه بالدموع فعلاً، هو أمر يستدعي القلق!

هل مات أحد؟ لا.. هل سيموت أحد؟ لا نعرف.. ما المشكلة؟ يُخرج لي أحدهم بيد مرتجفة هاتفه، لأقرأ الخبر الذي نشرته وكالة أنباء محلية، ويقول نصه: «حذّرت دائرة القضاء في أبوظبي المواطنين والمقيمين، من مغبة تصفح المواقع الإباحية»، مشيرة إلى أن «جميع المواقع الإباحية على شبكة الإنترنت مراقبة من قبل جهات ومؤسسات أمنية، تعمل على تزويد دول العالم بأسماء المتصفحين وتواريخ دخولهم لهذه المواقع».

الخبر في مجمله جيد، للحفاظ على ما تبقى من أخلاق في خضم العالم الافتراضي المفتوح، لكن قلق الشباب في رأيي سببه العبارة الكبيرة في نهاية الخبر: «تزويد دول العالم بأسماء المتصفحين وتواريخ دخولهم».. لا أعتقد أن صديقي سيكون سعيداً حينما يأخذ ضابط الجوازات في لندن جوازه، ويبتسم رافعاً حاجبه، وهو يقول: «نيو سلبريتيز دوت كوم.. هاه؟!».

خبر يحتاج إلى التوضيح والتأطير بين المنظومة الأخلاقية، ومنظومة الستر والحرية الشخصية.. خصوصاً وقد أرسل لي صاحبي 16 رسالة نصية تحمل السؤال والخوف ذاتيهما: «قضاء أبوظبي محلي ولا اتحادي؟».

المصدر: الإمارات اليوم