طارق إبراهيم
طارق إبراهيم
رئيس تحرير جريدة الوطن السعودية سابقاً

كذابون.. الملك لم يقل هذا

آراء

قلت هنا في مقالة سابقة إننا نفتقد الأشخاص المبدعين المبادرين ونفتقد من يكسرون المألوف ويصنعون جديدا فالأكثرية باتوا رهن ما سبق، ورهن ما وجدوا، واستشهدت ببعض ما يكتب ويبث في نشرات الأخبار وما يكتب في العقود الحكومية وضربت بعض الأمثلة التي عايشناها وتسببت في إحراج مصادرها كونها ارتهنت لعبارات وكلمات ليس لها علاقة بواقع الحال الذي نعيشه.

اليوم سأتطرق إلى عبارة أخرى أجزم أنه لم يصدر أي توجيه من أي سلطة في الدولة تؤكد على وجوب ذكرها في كل كلمة تقال أو تكتب في أي مناسبة، وفي أي حديث صحفي أو لقاء تلفزيوني أو في أي مؤتمر.

(وفقا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين).. هي العبارة التي أعنيها هنا، وهي العبارة التي يستخدمها بعض المسؤولين في سياق سليم ومتسق مع المناسبة أو الحدث الذي قيلت فيه وتكشف فعليا عن توجيه مهم جاء في وقت مهم ليحقق مصلحة مهمة، وهي العبارة نفسها التي ينبغي ألا يتلفظ بها المسؤول المقصر ليبرر فشله وأخطاءه وما يوجه إليه من نقد محتميا بها.

فتوجيهات الملك تؤكد بقوة وبشدة على خدمة المواطنين وعلى ضرورة الإخلاص في العمل وسرعة إنجاز المشاريع وإعطاء كل ذي حق حقه، لكن بعض المسؤولين ممن بيدهم مصالح الناس (عينهم قوية)، يظهرون بكل جرأة عبر وسائل الإعلام مادحين ما يقومون به وما تقوم به إداراتهم أو القطاعات التي يرأسونها، وكل الناس يعلمون أنهم غير صادقين ثم يقولون إنهم يعملون وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين، أو يظهرون على الناس ليبرروا التهم الموجهة لهم ولقطاعاتهم بما لا يمكن قبوله أو تصديقه ثم يقولون العبارة محل الاعتراض عندي إنهم يعملون وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين، وهم هنا يكذبون، فالملك لم يوجه بتأخير المشاريع، ولا بهدر المال العام، ولا بتعطيل مصالح المواطنين.

يا ليت هؤلاء فعليا يقومون بما وجه به خادم الحرمين الشريفين، لا أن يكذبوا على الناس ظنا منهم أن مثل هذه العبارة ستشفع لهم، فقد شاهدنا وسمعنا وعايشنا كثيرا ممن أعفاهم الملك من مناصبهم رغم كثرة ترديدهم لمثل هذه العبارة، التي كما قلت ليس الاعتراض على قولها إنما الاعتراض على استخدامها بخلاف ما أمر ووجه به خادم الحرمين الشريفين.

المصدر: الوطن اون لاين