ناصر الصرامي
ناصر الصرامي
إعلامي سعودي وكاتب صحفي

غوغل وفيسبوك: «الأخبار الكاذبة» خارج السيطرة…!

آراء

في عصر مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقاته والمشاركة في كل شيء تقريبًا، تتدفق ملايين الرسائل حول العالم، وملايين الأخبار والتعليقات، والتفاعل بشكل مذهل، حيث يوجد نحو 2.7 مليار إنسان على هذه الشبكات والتطبيقات.

وتظهر «الأخبار الكاذبة» والشائعات بشكل يهدد مصداقية التعاطي معها، أو أخذها بجدية كمصدر موثق، بل يصل الأمر إلى تزوير للمصادر والصور بشكل احترافي مقصود ومركب.

الأسبوع الماضي قالت شركة فيسبوك، إنها تعمل على اختبار أداة جديدة مصممة للمساعدة في تحديد وإخفاء ما يسمى بـ»الأخبار الكاذبة» على شبكتها، وهي باعتقادي لا تعدو كونها محاولة لتحسين الصورة، ولتهدئة الانتقادات المتزايدة التي توجه لها لدورها في نشر الأكاذيب والدعاية والشائعات كذلك.

حيث لا يمكن لشبكة تجمع مئات ملايين المشاركيين من العالم وتعتمد على مساهمتهم في المحتوى أن تفحص كل شاردة وواردة، ولا يمكن لها أيضًا أن تحقق تقدمًا في هذا الجانب عبر الطلب من القراء أن يصنفوا على مقياس من واحد إلى خمسة، إلى أي مدى يعتقدون أن عنوان الرابط «يستخدم لغة مضللة».

ولدينا أيضًا عبر تويتر مثلاً، «الروابط المضللة»، التي تأتي لأهداف دعائية في الغالب تأخذنا إلى روابط خارجية مستفيدية من ميزة «الهشتاقات» الأكثر تداولاً وتفاعلاً.. أو لاطفاء قصة ما..!

عودة على إشكالية الأخبار الكاذبة، الحقيقة أن فيسبوك ومعها غوغل أيضًا، لم تهتم جديًا إلا بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية – الشهر الماضي، ومفاجأة فوز دونالد ترمب، وبعد ردود الفعل العنيفة على الدور الذي لعبتاه في الانتخابات ونشر وانتشار معلومات كاذبة، وممنهجة بهدف حمل الناخبين الأمريكيين على تغيير رأيهم تجاه المرشح الجمهوري ترمب.

وبعد هذه الموجة من الانتقاد، أعلنت الشركتان عن تدابير جديدة ترمي إلى وقف انتشار «الأخبار الكاذبة».

كما أعلن زوكربيرغ الشهر الماضي عن خطوات جديدة لمواجهة الأخبار الكاذبة على الشبكة الاجتماعية، وكتب أن شركته تأخذ التضليل على محمل الجد، وأضاف: «ندرك أن الناس يريدون معلومات دقيقة. نعمل على حل هذه المشكلة منذ فترة طويلة ونحن نأخذ هذه المسؤولية على محمل الجد».

رغم الوعود من قبل الشركتين لمكافحة المشكلة، إلا أن شركة غوغل أثبتت فشلها، ورصد الموقع الهندى Phonearena، ظهور نتائج بحث خاطئة وغير صحيحة عند البحث عن هاتف جلاكسىs8 الذي لم تعلن عنه سامسونج حتى الآن.

وبحسب تقرير الموقع، فإنه وبمجرد البحث عن جلاكسي s8 تسلط خوارزميات غوغل الضوء على جدول منسق يعرض جميع المعلومات اللازمة عن الهاتف بدءًا من مواصفاته الكاملة وصولاً لسعره وموعد طرحه، إِذ تظهر الإجابة في الجزء العلوي من نتائج البحث، مما يعني أن غوغل ترغب في أن تلفت أنظار المستخدمين بهذه الإجابة.

كذلك الحال مع هاتف آيفون 8، رغم عدم إعلان شركة أبل حتى الآن عن هاتف آيفون 7، لكن فور البحث عنه تظهر عدد من النتائج التي تعرض تفاصيل الهاتف ومواصفاته وجميع المعلومات التي يرغب المستخدم في معرفتها، التي تبدو دقيقة ومنسقة لكنها غير صحيحة وتستند على مجرد تسريبات وشائعات..!

يبدو أن الأخبار الكاذبة والمضللة أصبحت خارج السيطرة… خارج سيطرة خورزميات شبكات التواصل الاجتماعي بالتأكيد، وخارج قدرة محرك بحث عملاق على تقصيها أو حصرها… وهذا جزء طبيعي يحدث حين يكون مئات الملايين من البشر ناشرين ومحدثين وناقلين… وعندما تكون هناك مصالح مختلفة ومتضاربة أيضًا.

كل ما عليك أن لا تصدق ما يصلك عبر الواتساب مثلاً، أو ما تجده منشورًا من مصادر مجهولة أو غير معروفة… وأن تبحث عن المعلومة والمعرفة من مصادر موثقة.

المصدر: الجزيرة