منوعات
الخميس ٣٠ يونيو ٢٠١٦
الجامع الكبير في المهدية أو جامع المهدية، في تونس هو أحد الآثار الإسلامية التي لا تزال قائمة منذ القرون الإسلامية الأولى إلى اليوم، فقد بني هذا الجامع في عهد عبيد الله المهدي الفاطمي، مؤسس الدولة الفاطمية، الذي حكم تونس، وأسس مدينة المهدية في عام 303 ه، وجعلها عاصمة لدولته حتى عام 360ه./970م، حيث انتقلت العاصمة إلى القاهرة، وفيها أنشأ الجامع الكبير الذي عرفت به، وجاء شكل الجامع فريداً من نوعه، فهو أشبه بالقلعة، وجداره القِبلي يستند إلى السور البحري للمدينة. شُيِّد جامع المهدية الكبير على نتوء صخري، يطل على البحر، ونظراً للموقع الاستراتيجي للمدينة التي تقع على البحر الأبيض المتوسط، فقد ظلت عبر التاريخ عرضة للغزاة الأوروبيين، ومسرحاً لصراعات الحكام والدول الإسلامية المتعاقبة، مما انعكس على الجامع الذي شهد عمليات هدم وإعادة بناء منذ تأسيسه إلى عصرنا الحاضر، وقد تسببت الأمواج التي كانت تلطمه بشدة في تصدع محرابه القديم عدة مرات ما كان يستدعي ترميمه باستمرار، ورغم ذلك فقد حافظ هذا المسجد على مخططه الذي أنشئ به وطابعه المعماري الخاص، ومساحته الكبيرة التي شيد عليها، ولا يزال مدخله الحجري الأصلي الذي أنشئ به قائماً لم يتغير، وهو يتألف من قوس بارز إلى الأمام مستند على دعامتين، وصُمِّمَت واجهة المدخل الخارجية بطابقَين من الكُوّات ذات الأقواس البارز تفصل بينها زخارف ناتئة،…