سمكة الخيل.. «حورية» صيادي كلباء

منوعات

52 مليون درهم حصيلة موسم استثنائي بطلته سمكة الخيل التي تصدرت المشهد بكميات صيدها في منطقة الساحل الشرقي خلال الموسم المنقضي، المحدد بين شهري أغسطس وفبراير من كل عام، وهي السمكة المهاجرة المعروفة لدى الصيادين، إذ أضحت ذات قيمة اقتصادية كبيرة بالنسبة إليهم، لا سيما بعد نجاح أهل الساحل الشرقي في صيد ما يزيد على 6 آلاف طن من أسماك الخيل خلال موسمها العابر، متجاوزين بذلك جميع إيرادات مختلف أنواع الأسماك المحلية التي بلغ متوسط مبيعاتها خلال الموسم نفسه 8 ملايين درهم فقط.

أعلن عن ذلك إبراهيم يوسف، رئيس جمعية الصيادين في كلباء، موضحاً لـ«البيان» أن التقدم الذي أحرزته الجمعية في صيد أسماك الخيل على مستوى الدولة أكّده تصدّر تلك الأسماك قائمة كميات الإنتاج في موسم ظهورها في السواحل الشرقية من الدولة، وتزداد قيمة سمكة الخيل وأهميتها بعد النجاح الذي حققته في سرعة وقابلية تصديرها للخارج.

وعن اقتراب الموسم المقبل لصيد سمكة الخيل في المنطقة الشرقية المنتظر خلال الشهر المقبل حتى نهاية فبراير من العام المقبل، أوضح إبراهيم يوسف أن أسماك الخيل باتت تمثل قيمة اقتصادية وعائداً مادياً كبيراً على صيادي الجمعية، حيث يخرج ما يقارب 300 صياد يومياً للبحر بحثاً عنها، مشيراً إلى أن التراجع الذي طال وجودها في المنطقة خلال الأشهر الماضية كان بسبب هجرتها في موسم الصيف، بسبب دخول أسماك «الجد» الكبيرة التي تتغذى عليها، حيث من المعروف عن أسمالك الخيل أنها توجد بكثرة في فصل الشتاء.

تزايد الإنتاج

وحول ارتفاع منتوج جمعية كلباء من صيد الأسماك خلال العام المنقضي، لفت إبراهيم يوسف إلى أن سببه كان سمك الخيل الذي يصدّر كاملاً لدول شرق آسيا التي تفضل أكل سمكة الخيل واستغلالها صناعياً، وتأتي في مقدمتها اليابان وكوريا والصين وإندونيسيا، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن كمية الأسماك التي تم اصطيادها من قِبل المسجلين بالجمعية بلغت 7200 طن، من بينها 1200 طن فقط للأسماك المحلية المطلوبة في أسواق الدولة.

وأضاف أن أعداد الصيادين المقبلين على صيد سمكة الخيل، التي تعرف محلياً بـ«سمكة السيف» أو «سيف رندوه»، تزايد بشكل كبير خلال السنوات الثلاث الأخيرة بالذات، حيث يخرج الصيادون في رحلات يومية خلال موسم ظهورها في البحر، ويعودون بمعدل صيد ألف سمكة في اليوم، وأدت وفرتها إلى إنشاء 3 مصانع في مدينة كلباء متخصصة بتجميد وتصدير الأسماك، مشيراً إلى أنه بعد بروز قيمتها التجارية ارتفع سعرها إلى 7 دراهم للسمكة الواحدة، بعد أن كانت تباع بدرهم أو درهمين في الأسواق المحلية، بل كان الصيادون المحليون يعيدونها إلى البحر لعدم استساغة أكلها محلياً وركود مبيعاتها.

وقال إبراهيم يوسف إن الدخل الشهري للصياد من وراء بيع سمك الخي يراوح بين 20 و30 ألف درهم، لافتاً إلى أن إدارة الجمعية حققت خلال العام الماضي من عملية الدلالة على بيع تلك الأسماك 2.5 مليون درهم، استقطعت منها المصروفات الإدارية للجمعية، ووزع ما يقارب 60% من المبلغ على أعضاء الجمعية، وتصدرت على مثيلاتها من الجمعيات في الساحل الشرقي في قيمة العائد المادي.

طريقة الصيد

عن طريقة صيد سمكة الخيل، أوضح رئيس الجمعية أن استخدام الخيط هو أفضل السبل لصيدها، كما يفترض من الصيادين، بحسب اشتراطات التجار، عدم صيدها بالشباك، إذ تقل قيمتها، وعليهم حفظها في الثلج فور خروجها من البحر بطريقة طولية في الحافظات، للحفاظ على لونها الفضي المعروف، إذ تتعرض لتغير سريع في اللون في حال بقائها فترة طويلة خارج الماء، لافتاً إلى اختلاف أنواع أسماك الخيل الموجودة في مياه خليج عمان، حيث تعيش في سواحل البحار المفتوحة، وفي الغالب توجد على سواحل عمان وإيران، وتحظى مدينة كلباء بأفضل تلك الفصائل، حسب التجار الذين يعملون على تصديرها، ويؤكدون جودة المنتج القادم من صيادي الجمعية.

مبنى جديد

أعلن إبراهيم يوسف عن قرب تسلُّم مبنى الجمعية الجديد الذي أنجزته دائرة الأشغال في الشارقة بكلفة 3 ملايين درهم، ويقع بجوار سوق السمك بكلباء، ويمتد على 550 متراً مربعاً، ويتألف من مبنى رئيس مكون من طابقين، يمتاز بطرازه المعماري المحلي الذي يمزج الأصالة بالحداثة، ومن المقرر الانتقال إليه بعد تسلمه من دائرة الأشغال نهاية الشهر الجاري.

المصدر: البيان