«السباق إلى المكلا»

آراء

رغم مرور أيام عدة على ختام العرس الثقافي المتجدد، معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ33 الاستثنائية والمتميزة، فإن فعالياته وما تضمنته وقدمته من عناوين وإصدارات وندوات ما زالت حاضرة في الذاكرة.

من الإصدارات النوعية التي ضمها المعرض وتحديداً في جناح «كلمة»، كتاب «السباق إلى المكلا» لمايكل نايتس المؤرخ العسكري والباحث البارز في معهد واشنطن، والذي يجيء عقب إصداره الأول منذ عامين «25 يوماً إلى عدن»، والذي يروي فيه بعضاً من صفحات المجد التي سطرها أبطال قواتنا المسلحة هناك.

في هذا الكتاب الذي قال فيه معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة: «كتاب (السباق إلى المكلا) للمؤرخ العسكري مايكل نايتس يوثق احترافية الجيش الإماراتي والمقاومة اليمنية في معركة مأرب وتحرير المكلا من قبضة القاعدة»، واعتبر معاليه أن الكتاب «إضافة معرفية مهمة عن الحرب في اليمن وتشعباتها، وتجسيد دقيق للروح العسكرية الفذة والقدرة على تخطي الصعاب وتنفيذ المهمة».

جاء طرح الكتاب في المعرض قبل أيام معدودات من احتفالاتنا الوطنية بالذكرى الـ48 لتوحيد قواتنا المسلحة الباسلة.

وفي إصداره الجديد -كما في السابق- يواصل نايتس «توثيق التاريخ الكامل لحرب اليمن بألسنة صانعيه، وينقل في (السباق إلى المكلا) قصصاً غير مروية من معركتي مأرب والمكلا في شرق البلاد، ودور الإمارات في مساعدة اليمنيين على تحرير هاتين المدينتين الاستراتيجيتين، وخطتها لمنع الحوثيين أو تنظيم (القاعدة) الارهابي من استغلال فوضى الحرب الأهلية». وذلك في معارك شرسة خاضتها قوات النخبة الإماراتية في مواجهة التنظيم الإرهابي و«شكّلت من نواحٍ عدة التحدّي الأصعب لدولة الإمارات العربية المتحدة، وأظهرت قدرة استثنائية على تجاوز الصعاب».

كما يركز الكتاب على معركتين في شرق اليمن، حيث أراد الحوثيون الاستيلاء على مأرب، مركز النفط والغاز، وأراد «القاعدة» الاستيلاء على المكلا، الميناء الرئيسي على المحيط الهندي. بينما سيخصص نايتس الجزء الثالث من ثلاثيته عن هذه الحرب لمعركة الحديدة.

كتاب «السباق إلى المكلا» يُعتبر ثمرة جهد استغرق من مؤلفه أكثر من 5 سنوات من البحث التدقيق والتحقق، وشمل شهادات العديد ممن شاركوا في المعارك لاستكشاف تفاصيل غير معروفة، إضافة إلى وثائق مهمّة تسلّط الضوء على محطات بقيت في الظل.

هذه السلسلة من الكتب تعتبر إضافة نوعية تثري مكتبتنا الوطنية ومهمة للأجيال للتعرف على محطات مضيئة ومشرّفة لقواتنا المسلحة.

المصدر: الاتحاد