كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
أن تحضر حدثاً بحجم “آرت دبي” فإنك من خلاله تتعرف على فنون العالم وإبداعات كثير من الفنانين ممن ينتمون إلى مختلف المدارس الفنية بأساليب متنوعة قد يغرق بعضها بالحداثة بما يتجاوز حدود المقنع فنياً، لكنه يبقى بكل الأحوال جزءا من التجارب التي تحاول إيجاد مساحة لها في ميدان إبداعي مبهر.
“آرت دبي” الذي افتتحت الدورة السابعة منه أول من أمس للإعلاميين، وبدأ الجمهور بالتوافد على صالاته أمس يعد كرنفالا فنيا عالميا ضخما، تؤكد ذلك الأرقام الإحصائية الرئيسة، مثل 500 فنان تشكيلي، و75 صالة عرض من 30 دولة…
تقول مديرة معرض آرت دبي أنتونيا كارفر: “نحرص في آرت دبي على الجمع بين عرض الأعمال الفنية والبرامج التثقيفية وعقد النقاشات، بما يهدف إلى تعزيز المكانة الحالية التي وصل إليها المعرض، وخلق نموذج مستدام يوفر منصة عالمية بطابع محلي مميز للمشاركين والزوار على حدٍ سواء”. ومن حضوري ومتابعتي لـ”آرت دبي” منذ انطلاقه فالحال في تطور مستمر والمعرض يكبر عاما بعد عام، وحرص صالة “أثر” السعودية على المشاركة فيه سنويا بإبداعات فناني المملكة يشير إلى أن الطموحات في تصاعد.
بالإضافة إلى “أثر”، توجد إبداعات تنتمي إلى قارات العالم، ومما يلفت هذا العام تسليط الضوء على الفن الأفريقي متمثلا بأعمال من منطقة غرب أفريقيا، أعمال تتسم بطابع القارة واستكشاف طبيعة الحياة والمؤثرات المجتمعية. وما يلفت أيضاً في “آرت دبي” إطلاق متنزه المنحوتات الذي يحتوي على أعمال فنية تم عرضها بصورة جمالية على شاطئ ميناء السلام، بالإضافة إلى تقديم 14 مشروعا فنيا مكلّفا جديدا ضمن قائمة الأعمال غير الربحية.
ومثل كل عام، يحضر الحوار الفني والتشكيلي وتتوزع النقاشات الفكرية والمعرفية والثقافية في منتدى الفن العالمي مع التركيز على موضوع النظريات الفكرية للمفاهيم.
كذلك، فإن فكرة المعرض الفني المتنقّل التي تطرح كحالة جديدة قد تؤدي ولو جزءا من أهدافها عبر نقل الفن المعاصر إلى الجمهور الخارجي من خلال صالة عرض متجوّلة.
“آرت دبي” تظاهرة فنية ناجحة بشكلها العام، هو حالة جامعة تضم من كل نبع قطرة، ومن كل بستان زهرة… تحقق غايتها إلى حد كبير، تلك الغاية التي تلخصها أنتونيا كارفر بقولها: “نتطلع إلى استقطاب وتعليم الأجيال الجديدة من هواة الفن، بما يساعد على تعزيز تواصلهم مع الفن وتنمية قدراتهم الإبداعية”.
ربما نحتاج ما يشبه هذا الحدث في كل مدينة عربية لتنمية الذائقة الجمالية لدى الناس، فالإبداع ينمي الحواس البشرية، ويرتقي بها.
المصدر: الوطن أون لاين