شارك آلاف من فلسطيني الأراضي المحتلة عام 1948، أمس، في إحياء ذكرى النكبة الفلسطينية ال 68 في مسيرة في قرية سبالة المهجرة في النقب، ورفعوا الأعلام الفلسطينية ولافتات تطالب بحق العودة، في حين فتحت قوات الاحتلال «الإسرائيلي» نيران رشاشاتها تجاه المزارعين وأراضيهم الزراعية جنوب قطاع غزة، كما أطلقت زوارق الاحتلال النار تجاه قوارب الصيادين بشكل متقطع قبالة شاطئ مدينة غزة، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
ووقف المشاركون عند بدء المهرجان دقيقة صمت حداداً على أرواح «شهداء فلسطين»، وانشدوا بعدها النشيد الوطني الفلسطيني واقسموا قسم حق العودة. وسيحيي الفلسطينيون غدا (السبت) الذكرى في قرية طيرة الكرمل جنوب حيفا التي بنيت على أنقاضها مدينة «طيرات هكرمل» الاستيطانية. ونظمت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في فلسطين 48 مسيرة العودة ال19، أمس، في النقب تحت شعار «يوم استقلالكم ذكرى نكبتنا».
ويحيي الفلسطينيون في الضفة الغربية وغزة والشتات ذكرى النكبة في 15 مايو/أيار التي شهدت تهجير نحو 760 ألف فلسطيني من أراضيهم مع قيام الكيان عام 1948.
وهي المرة الأولى التي تقام فيها المسيرة على أراضي النقب الفلسطيني في قرية وادي سبالة المهجرة التي أقيم على أراضيها كيبوتس شوفال.
وقال علي الهزيل من قرية سبالة: «إن سكان النقب وبئر السبع هاجروا نتيجة الخوف والترهيب وارتكاب المجازر مثل مجزرة بايكة القواسمي وعسلوج وجبارات وغيرها. ولقد وثقها باحثون يهود وعرب». وتابع «كان يسكن 150 ألف بدوي فلسطيني في النقب ومدينة بئر السبع هاجروا إلى الأردن وقطاع غزة والضفة الغربية ولم يبق منهم بعد حرب 1948 سوى 9400 فلسطيني جمعتهم «إسرائيل» في منطقة أطلقت عليها اسم السياج».
ويوجد نحو 260 ألف بدوي في فلسطين 48 معظمهم يقيمون في صحراء النقب في الجنوب، ويقيم أكثر من نصفهم في قرى غير معترف بها، دون بنى تحتية وفي فقر مدقع.
وغداً (السبت) 14 مايو، ستنظم «مسيرة العودة» في قرية الطيرة جنوب حيفا في شمال فلسطين المحتلة. وكانت الطيرة ذات منازل حجرية تقع على سفح جبل الكرمل وتحيط بها بساتين الزيتون واللوز. وكان عدد سكانها 6113 نسمة تقريبا قبل أن تحتلها قوات الهجاناه اليهودية «الإسرائيلية» في 16 يوليو 1948 بعدما قصفتها البحرية «الإسرائيلية».
وبنيت على أنقاضها مدينة «طيرات هكرمل» التي يسكنها نحو 19 ألف يهودي ولا يوجد فيها سكانها الأصليون.
وقال مجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية إنه في الوقت الذي يعيش فيه اللاجئون والمهجرون الفلسطينيون، الذين يشكلون 66 في المئة من الشعب الفلسطيني في العالم، ويلات اللجوء والتهجير، سواء في الشتات أو في وطنهم التاريخي فلسطين للعام الثامن والستين، تستمر «إسرائيل»في خلق ظروف معيشية قهرية تؤدي إلى تهجير المزيد من الفلسطينيين. وأضاف المجلس الذي يضم 13 منظمة حقوق فلسطينية في بيان بمناسبة الذكرى 68 للنكبة الفلسطينية، أن هذه النكبة المستمرة تتكرّس من خلال استمرار تنكر «إسرائيل» لحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم التي هُجّروا منها، وحرمان الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير، وممارسة سياساتها التي تؤدي باطراد إلى تهجير الفلسطينيين قسريا.
وأكد البيان أن «إسرائيل» لا تزال مستمرة في سياسة التهجير القسري داخل شرق القدس المحتلة وما يُسمى بمناطق ج (والتي تشكل 60 في المئة من مساحة الضفة الغربية المحتلة)، وذلك من خلال مصادرة الأراضي ومنع استعمالها، وهدم المنازل، والحرمان من حقوق الإقامة والسكن، إضافة إلى استمرار التوسع الاستيطاني.
واعتبرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، أن كل يوم والأراضي الفلسطينية محتلة، هو نكبة جديدة للفلسطينيين أولاً والعالم بأسره ثانياً.
وأكدت الهيئة مع اقتراب الذكرى ال 68 للنكبة الفلسطينية، على الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني في أرضه، وعلى رأسها عودة اللاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، مستعرضةً ما مر به الفلسطينيون من تدمير لبيوتهم وتهجير من أراضيهم وقتل الآلاف، وما حل بالملايين منهم من تهجير قسري رهيب بقوة السلاح وإرهاب المحتل بالمجازر والمذابح.
المصدر: الخليج