يؤكد «نظام الحمَدين» في قطر توجهه عكس المطالب العربية، وفي كل يوم يؤكد مسؤولوه أنهم ذاهبون إلى المجهول. وأكد أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، أمس الأربعاء، أن بلاده تختلف تماماً عما كانت قبل اندلاع الأزمة الحالية في يونيو الماضي، مشدداً على ضرورة الاستمرار بما أسماه «روح التحدي»، وهو معنى يحيل إلى توخي توجهات جديدة، منها ارتماؤه المتواصل خارج الحضن العربي. وفي هذا التوقيت أعلن التلفزيون الإيراني أن تميم بن حمد سيكون حاضراً بعد غد السبت في طهران لحضور حفل تنصب الرئيس حسن روحاني لولاية ثانية، في مؤشر يؤكد الروابط الوثيقة بين الطرفين التي لا تقتصر على الفترة الحالية، بل تمتد إلى سنوات طويلة. وستكون لهذه الزيارة أبعاد كثيرة، لكونها الأولى من نوعها التي يؤديها «آية الإرهاب» تميم بن حمد، إلى إيران المسؤولة عن الكثير من الأعمال الإرهابية، ونشر الميليشيات الطائفية في المنطقة. وفي كل مرة يتأكد حجم التنسيق والتآمر المتبادل بين الطرفين على أمن المنطقة، واستقرارها.
وبعد اندلاع الأزمة لم ينقطع مسؤولو نظام الملالي عن زيارة الدوحة، وسط تأكيدات قطرية بعدم نسيان «الموقف الإيراني» الداعم للدولة الصغيرة الداعمة للإرهاب.
ولم يتفاجأ الساسة في الدول الداعية لمكافحة الإرهاب وقوف نظام الملالي مع الدوحة عقب إجراءات الخامس من يونيو الماضي التي جاءت بعد قطع علاقات الدول الأربع مع قطر، فالتقارب الإيراني القطري الذي تمثل في الأدوار الثنائية التخريبية في المنطقة، كان إحدى أهم ركائز مآخذ الدول الأربع على الدوحة.
ويبدو أن العباقرة الذين تستخدمهم قطر لإدارة أزمتها مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، الإمارات والسعودية والبحرين ومصر، قد تفتّقت عقليّتهم عن استراتيجية جديدة، اعتقدوا أنها الأجدى في هذه المرحلة من مراحل الأزمة، وأشاروا إلى المسؤولين القطريين بتطبيق هذه الاستراتيجية، المتمثلة في الهجوم، بلا هوادة، على مجلس التعاون الخليجي؛ هذا الكيان الذي يجمع دول الخليج الست، والذي يعتبر من أكثر التجمّعات الإقليمية قوة وترابطاً، والذي يدرس قادته الانتقال من مرحلة التعاون إلى الوحدة.
وعلى الرغم من أن اجتماع وزراء خارجية الدول الأربع في المنامة أكد رغبتهم الصادقة في أن تمضي مسيرة المجلس بكامل عضويته، وأنه لا نية لديهم في طرد قطر؛ بل يتمنّون أن تستجيب قطر لمطالبهم، بدأ المسؤولون القطريون حملة إعلامية ضد المجلس ابتدرها وزير الدفاع القطري الذي اعتبر أن مستقبل مجلس التعاون الخليجي أصبح على المحك، وفقاً لقناة «العربية»، أمس الأربعاء. واتهم الوزير خالد بن محمد العطية، الدول الخليجية الثلاث المقاطعة للدوحة بالتدخل في الشؤون القطرية، زاعماً محاولة هذه الدول الانقلاب على حكومة بلاده.
واعتبر العطية في حوار تلفزيوني، أن الأزمة السياسية الجارية لن تساعد أي أحد متورّط فيها. وأكد الوزير أن الوقت والانتظار سيُساهمان في استمرار الأزمة، وسيُفاقمان أزمة العلاقات أكثر وأكثر. وأشار إلى أن البقاء في هذا الوضع المتجمّد، سيجعل مجلس التعاون الخليجي عرضة للخطر. ولمح الوزير القطري إلى أن أمير الكويت، منع الأزمة من الذهاب بعيداً، زاعماً أن الدول الخليجية الثلاث لديها نيات مبيّتة تجاه قطر. واتهم هذه الدول بعدم الالتزام بمبادئ اتفاقي 2013 و2014.
وفي السياق الهجومي نفسه، تقدمت قطر بشكوى لمجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، تطاولت فيها على مصر، زاعمة «استغلال القاهرة عضويتها داخل المجلس لتحقيق أغراض سياسية خاصة». وقالت الدوحة إن تلك الأغراض «لا تمت بصلة لعمل مجلس الأمن، ولجانه حيث تقوم القاهرة بتوجيه اتهامات ومزاعم لا أساس لها من الصحة ضد دولة قطر»، حسب تعبير دوحة الإرهاب.
المصدر: الخليج