إنه إنتاج من الخيال العلمي، فعلماء «أبل» داخل مختبرهم السري خرجوا بأحدث جهاز لـ«آي باد» الذي يشبه جدا الجهاز القديم، لكنه أصغر منه بكثير، وأخف وزنا أيضا. وقد طرح في محلات البيع أخيرا. والسؤال هنا: بماذا يختلف عن الأجهزة اللوحية الأخرى الأكبر منه، بشاشته الصغيرة المشابهة لأجهزة «أمازون كيندل فاير إتش دي»، و«بارنز أند نوبل نووك إتش دي»، و«غوغل نيكسوس 7».
كومبيوتر لوحي صغير
إن الشكل الصغير غيّر من أسلوب التعامل مع الأجهزة اللوحية، فبالنسبة للكثيرين فإنهم لم يترددوا لحظة في السفر مع الجهاز ألأكبر. فهو رائع للقراءة، ومشاهدة الأفلام، وممارسة الألعاب داخل الطائرة. لكن إذا ترك الخيار لهم، فإنهم يفضلون الجهاز الصغير أثناء السفر. فهو يقدم الحجم المناسب للاستغراق في قراءة إحدى الروايات. وإذا ما أمسكت به جانبا، فهو يبسط عملية التعامل مع الرسائل الإلكترونية عن طريق استخدام الأصابع. كما أن حياة البطارية جيدة.
وجهاز «ميني» هذا مزود بزر صفحة المدخل العادي في أسفل واجهته الأمامية، وزر التشغيل (الطاقة)، مع أداة سماعة الرأس في ألأعلى، وأدوات التحكم بارتفاع الصوت في الجانب. كما أن الكاميرتين الأمامية والخلفية موجودتان في كلا الجانبين، تماما كجهاز «آي باد» الكبير. أما تخطيط صفحة المدخل (الصفحة الرئيسية) على الشاشة فيضم أيقونات لـ«سفاري» وللبريد، والفيديو، والموسيقى مصفوفة في ألأسفل. ويمكن حتى استثمار المساعد الصوتي «سيري»، إذ يعمل «ميني» على نظام «آي أو إس 6»، وهو التغيير الأخير لبرنامج نظام التشغيل الجوال في «أبل».
نجاح وتنافس
وسبب نجاح «آي باد»، أكان صغيرا أو كبيرا، يعود إلى تطبيقاته المتعددة التي تناسبه، والتي يبلغ عددها نحو 275 ألفا المتوفرة في متجر «أبل»، مقرونة مع بيئة «آي تيونز» من «أبل» أيضا، الحافلة بكل أنواع الموسيقى، والأفلام السينمائية، والبرامج التلفزيونية.
لكن هذا لا يعني أن «كيندل فاير إتش دي»، و«نووك إتش دي»، و«نيكسوس 7» لا تمثل بدائل قوية لـ«آي باد ميني». فهذه الأجهزة اللوحية تبدأ أسعارها بـ199 دولارا مقابل السعر الابتدائي لـ«ميني» البالغ 329 دولارا، والمزود بـ«واي – فاي» فقط، وبسعة تخزين تبلغ 16 غيغابايت.
إن «أمازون» على سبيل المثال، شرعت سلفا بنشر إعلانات تقارن فيها «كيندل فاير إتش دي» مع «ميني» وتتبجح بشاشة جهازها العالية التحديد، ومكبرات الصوت الاستيريو. أما مكبرات الصوت في «ميني» فهي عادية، كما أن شاشته على الرغم من جودتها لا تؤمن الوضوح العالي الجميل الخاص بشاشات «ريتينا» المتوفرة في أجهزة «آي باد» الكبيرة الحديثة، وفي هواتف «آي فون»، وفي كومبيوترات «ماكنتوش». لكن «كيندل» ثقيل الوزن، ولا يملك سوى تطبيقات قليلة.
وتصل أسعار «ميني» المزود بـ«واي – فاي» فقط إلى 429 دولارا بالنسبة إلى الطراز المزود بسعة تخزين تبلغ 32 غيغابايت، و529 دولارا لسعة 64 غيغابايت. أما الطرز التي ستكون مجهزة بشبكة خليوية، إضافة إلى «واي – فاي»، فستتوفر لاحقا في الولايات المتحدة، عن طريق «إيه تي أند تي»، و«سبرينت»، و«فيريزون وايرليس»، بأسعار 459 و559 و659 دولارا على التوالي.
وشاشة «ميني» التي يبلغ قياسها 7.9 بوصة، مقابل 9.7 بوصة للجهاز الأكبر، لا توفر مساحة كبيرة للعب عليها. ولكن بزنة تبلغ أقل من 0.7 رطل، وسماكة 0.28 بوصة، يكون جهاز «ميني» أخف وزنا بنسبة 53 في المائة، وأرق بنسبة 23 في المائة من جهاز «آي باد» الجديد. وهو بالمقارنة مع شاشة 7 بوصة المتوفرة في بعض نماذج «كيندل»، و«نووك»، و«نيكسوس» فإن «ميني» هو أكثر مساحة بنسبة 35 في المائة.
ولدى الجلوس في طائرة مزدحمة بالركاب، أو لدى الاستلقاء على الفراش أثناء القراءة، فإن «ميني» كما يقول إدوارد بيغ في «يو إس إيه توداي» هو أكثر لذة من استخدام «آي باد» الكبير. وعلى الرغم من إمكانية استخدام «ميني» حاليا عن طريق يد واحدة، فما زال يميل إلى استخدام اليدين.
جهاز متميز
بالنسبة إلى السرعة، فقد زود «ميني» بمعالج «إيه5» الثنائي النواة من تصميم «أبل»، الذي تقوم نسخة منه بتشغيل «آي باد 2». لكنني مع ذلك لاحظت بعض الخمول، وهو أمر لم ألاحظه في «آي باد» الكبير.
وهو مزود بكاميرتين جيدتين، الأمامية منهما لمكالمات «فيس تايم» الفيديو، والخلفية بقدرة 5 ميغابيكسل يمكنها من التقاط فيديو عالي التحديد «1080 بي». لكن جودة «فيس تايم» ترتبط مباشرة بالتواصل مع الشبكة، وحتى لدى الاستخدام في بيئة «واي – فاي»، كنت أحيانا أفقد الاتصال مع الشخص الأخر على الخط.
أما بالنسبة إلى حياة البطارية فتزعم «أبل» أنها تدوم 10 ساعات في طراز «واي – فاي»، أثناء تصفح الشبكة، أو مشاهدة الفيديو، أو الاستماع إلى الموسيقى. وقد تمكن بيغ في اختباراته من تحقيق تسع ساعات عن طريق استخدام «واي – فاي» بنسبة بريق تصل إلى 75 في المائة، ومع تشغيل الفيديو. وتبقى نحو 25 في المائة من الطاقة. وتعدنا «أبل» بساعة أقل من حياة البطارية بالنسبة إلى الطرز الخليوية.
وفيما يخص الموصلات، فإنه على غرار هاتف «آي فون 5»، والجيل الرابع من «آي باد» الذي أعلن عنه أخيرا، يستخدم «ميني» موصل «لايتنغ» الجديد من «أبل». فإذا لم تقوم بشراء مهايئات للوصل، فقد لا يمكن استخدامه مع بعض التجهيزات القديمة. والحديث عن هذه التجهيزات الإضافية فقد صممت «أبل» غطاء ذكيا «ميني سمارت كوفر» بسعر 39 دولارا، الذي يتراصف مغناطيسيا مع الجهاز. وهو مصنوع من بطانة من خيوط وألياف دقيقة التي تحافظ على الشاشة نظيفة.
ولكن مع غياب موصل «يو إس بي»، أو فتحة لبطاقة «إس دي»، فأنت تحتاج إلى تجهيزات إضافية تتكون من مهاييء وصل «لايتنغ» غالي الثمن (29 دولارا) لوصل «ميني» إلى كاميرا رقمية، أو لإيلاج بطاقة ذاكرة من الكاميرا في الجهاز. لكن في أجهزة «آي باد» القديمة، مع طقم الكاميرا الموصولة بالمرساة ذات الدبابيس الـ30، يمكن الحصول على الموصلين مقابل 29 دولارا.
وأخيرا يعتبر «ميني» خيارا ممتازا بالنسبة إلى الأشخاص الذين يمتنعون عن شراء «آي باد» نظرا إلى حجمه الكبير، أو سعره الغالي.
المصدر: صحيفة الشرق الأوسط