كاتب إماراتي
لا تتوقع أبداً أنك تعيش في زمان يمكن أن تقوم فيه بشتم والدي شخص ما أو إخوانه أو صديقه المقرب أو مدرب النادي الذي يحبه، أو حتى الحلاق الذي يحدد له الخط والزاوية، ويقوم ذلك الشخص (المشتوم وليس الحلاق)، بشكرك بعنف وهو يردد عبارة: فعلاً، فعلاً، كلامك صحيح. نحن لا نعيش في زمن الحواريين وقصص الخد الآخر الجاهز للصفع، ولا يوجد أي شخص ينتمي إلى تصنيف «بني آدم» يمكنه أن يتوقع ذلك، فإذا كنت لاتزال تعيش في ذلك الوهم، فابحث لنفسك عن تصنيف آخر، أنا شخصياً أنصحك بأن تجرب الانتماء للـ«سرسخيات الدنيا»!
ويمكنك الرجوع إلى كتاب الأحياء الموجود في «شنطتك» لمعلومات إضافية حول هذه الفصيلة، كما يمكنك فتح كتاب التربية الإسلامية، وأنا أعلم بأنك لن تفعل وتراجع حديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: «إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه. قيل: يا رسول الله، وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: يسب الرجل أبا الرجل، فيسب أباه ويسب أمه».
ظاهرة قيام البعض بتفصيل الوطنية على لباس مشوّه أساسه سبّ ولعن مسؤولين في دول أخرى ربما كان مقبولاً في فترة احتقان معينة أو فترة انتقال حضاري من أبواب الحمامات العمومية إلى المدونات الإلكترونية، لكن تطوره إلى الوصول إلى عوائلهم وأعراضهم فهذا أمر علينا جميعاً إنكاره، لأنه سيعود على رؤوسنا مرة أخرى كهجمات ومسبات تنال من الذين لا نرضى لهم شيئاً من هذا العبث.
الغريب والمصيبة أن يصبح بعض المراهقين الذين لم يحصلوا على تربية جيدة ولا على تعليم جيد، وأضاعوا «الشنطة» المدرسية بما فيها من كتب، بين ليلة وضحاها أبطالاً يشار إليهم بالبنان لمجرد أنهم «فصخوا» الحياء والأدب وقاموا بإطلاق مسبة أو مسبتين هنا أو هناك.
البطل والوطني هو من خدم وطنه بإنجاز على الأرض، أو موقف شهد له العالم، أو دفع مسيرة التنمية، أو أبدع في مجال ما، وإلا فليس أسهل من الجلوس في الخلاء أو «الخلاء» وقذف الناس في أعراضهم وأصولهم، وما أسهل الحصول على البطولة بضغطة زر! يا أخي ابذل أقل مجهود، فحتى «سوبرمان» كان يضطر إلى تغيير ملابسه في «كابينة» الهاتف قبل أن يصبح بطلاً!
عن نفسي أقولها وبفم ملآن: أبطال «الديجيتال»، هذا ليس ديني، وهذه ليست أخلاقي!
أبطال «الديجيتال»: أنتم لا تمثلونني!
المصدر: الإمارات اليوم