استكمالا للجولة الدبلوماسية التي شهدتها عواصم خليجية، زار وفد سعودي رفيع المستوى مكون من الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، والأمير خالد بن بندر رئيس الاستخبارات العامة، والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، العاصمة الإماراتية أبوظبي، أمس، حيث كان في استقبالهم الشيخ الفريق أول محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وذلك لبحث تفاصيل الجولة التي قام بها، في كل من قطر والبحرين، حسبما ذكرت مصادر مطلعة.
ونقل وزير الخارجية السعودي في بداية اللقاء تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وأخيه الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، إلى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وإلى ولي عهد أبوظبي، وتمنياتهما لرئيس دولة الإمارات بموفور الصحة والسعادة، ولشعب الإمارات بدوام التقدم والرقي.
وحمّله الشيخ محمد بن زايد تحيات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد السعودي، وتمنياتهما للمملكة العربية السعودية وشعبها الشقيق بكل تقدم وازدهار، مثمنا رؤية الملك عبد الله بن عبد العزيز تجاه مستقبل المنطقة واستقرارها وتنميتها، في هذه الفترة الدقيقة من تاريخها.
وقال مسؤول إماراتي إن اللقاء كان متميزا ويعكس العلاقة الاستراتيجية المثمرة والمبنية على أساس الثقة والمودة، وقال الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي: «إن تقدير الشيخ محمد بن زايد لخادم الحرمين الشريفين لا حدود له، وكلماته عنه كمن يتحدث عن والده، وثقته في حكمته مطلقة، وإنه قيادة استثنائية في زمن صعب».
وتابع قرقاش في تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «السعودية والإمارات، ما أجمل أن تكون الثقة والمصداقية بهذا المستوى العالمي، وكم هو مطمئن التعاون المخلص لخير المنطقة وتنمية استقرارها».
وبحث الجانبان، خلال اللقاء، سبل تعزيز وتطوير علاقات التعاون الوطيدة بين دولة الإمارات والسعودية في مختلف المجالات، تحقيقا للمصالح الاستراتيجية المشتركة بين البلدين والشعبين، في ظل سعي قيادتي البلدين الدائم إلى تعزيز آفاق التعاون بينهما، والتنسيق والتشاور بما يخدم مصالح البلدين.
واستعرض اللقاء مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وحرص البلدين على دعم العمل الخليجي المشترك، وتبني المواقف التي تصب في وحدة الصف الخليجي، وبما يعود بالخير على شعوب دول الخليج في حاضرها ومستقبلها، ويمكّنها من مواجهة الأخطار والتحديات المحدقة، إلى جانب بحث مجمل المستجدات والتطورات الراهنة، وآفاق العمل المشترك والجماعي، لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قد رحب بالأمير سعود الفيصل والوفد المرافق له، معربا عن اعتزازه بالعلاقات الأخوية التي تربط البلدين، والتطور الاستراتيجي الذي تشهده هذه العلاقات التاريخية بفضل حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وأخيه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة.
حضر اللقاء الشيخ الفريق سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب مستشار الأمن الوطني، والشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، والدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، وعدد من المسؤولين.
وغادر الأمير سعود الفيصل يرافقه الأمير خالد بن بندر، والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، بعد زيارة أخوية قصيرة لدولة الإمارات.
وكان في مقدمة مودعي الأمير سعود الفيصل والوفد المرافق لدى مغادرته أبوظبي الشيخ الفريق أول محمد بن زايد آل نهيان.
وتأتي هذه الزيارة، التي استمرت قرابة الخمس ساعات، في إطار المباحثات التي ذكرت مصادر مطلعة أنها كانت من أجل الحفاظ على استقرار المنطقة وتنميتها، بعد الجولة الخليجية التي قام بها الوفد السعودي.
وكانت أبوظبي المحطة الثالثة للوفد في جولته الحالية، التي شملت، أول من أمس، الدوحة والمنامة، حيث اجتمع الوفد السعودي، أول من أمس، مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر في الديوان الأميري بالدوحة، قبل أن يغادر إلى المنامة للقاء العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
كما تأتي هذه الجولة، وفقا لمصادر تحدثت في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط»، في إطار تنسيق المواقف، قبل اجتماع غد (السبت) لوزراء الخارجية، الذي سيناقش تقرير اللجنة الفنية التي تتولى متابعة إجراءات تطبيق اتفاق الرياض الخاص بالخلاف الخليجي مع قطر، الذي أدى إلى سحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين.
المصدر: أبوظبي: مساعد الزياني – الشرق الأوسط