كشف مؤتمر النور الدولي الثاني للتمريض، الذي عقد أمس في كلية التقنية للطالبات في أبوظبي، عن أن الاحتياجات المستقبلية لإمارة أبوظبي من الكوادر التمريضية حتى عام 2021 تصل إلى 5900 ممرض وممرضة، ونحو 3200 طبيب وطبيبة، وهو ما دفع العديد من الجهات إلى استحداث برامج تعليمية لتخريج كوادر تمريضية، وتخصصات طبية أخرى، منها كليات التقنية العليا التي توفر 17 برنامجاً في العلوم الصحية وبرامج طبية.
وقال سلطان كرمستجي، مدير كليات التقنية العليا في أبوظبي، في كلمته، خلال الجلسة الافتتاحية: «إن الجهات المعنية في أبوظبي، بدعم من المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وبالتعاون مع هيئة الصحة في أبوظبي، وكليات التقنية، تسعى لتوفير احتياجات المنشآت الصحية من الكوادر التمريضية، من خلال التركيز على استقطاب وتدريب الطلبة في مجالات التمريض والقابلات»، مؤكدا أن 90 % من خريجي الدفعة الأولى في مجال التمريض من كليات التمريض تعمل في القطاع الصحي في الدولة.
وأشار إلى ارتفاع نسبة الكوادر التمريضية المواطنة إلى 10 % من إجمالي 22 ألف ممرض وممرضة في الدولة، مقارنة بنسبة 4 % في عام 2007، حيث كان عدد الكوادر التمريضية في ذلك العام نحو 18200 ممرض وممرضة، ووفقاً لإحصاءات هيئة الصحة في أبوظبي ارتفعت نسبة الكوادر التمريضية لعدد السكان، حيث أصبح هناك ممرض لكل 229 شخصاً من السكان في عام 2011، بعد أن كان ممرضاً لكل 344 شخصاً في عام 2008.
وحضر افتتاح المؤتمر كل من الدكتور قاسم العوم الرئيس التنفيذي لمجموعة مستشفيات النور، والدكتورة فاطمه الرفاعي مدير الإدارة المركزية للتمريض في وزارة الصحة، وأكثر من 350 مشاركاً من الكوادر التمريضية، ومتحدثون من وزارة الصحة، ومدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي، وهيئة الصحة في دبي، ومجموعة مستشفيات النور.
ومن جانبه، قال الدكتور قاسم العوم: «إن المؤتمر يناقش الدور المهم للتمريض، والذي تطور على مر السنين ليكون العمود الفقري، والقلب النابض في نظام الرعاية الصحية، مستشهداً بعبارات مؤسسة التمريض في العالم فلورنس نايتنجيل «إذا لم نتقدم في التمريض كل سنة وكل شهر وكل يوم فنحن سائرون إلى الوراء».
وأضاف أن المؤتمر يفتح المجال أمام المشاركين لمناقشة مختلف الموضوعات المتصلة بالتمريض والبحث في إدخال تحسينات على الخدمات التمريضية، ما ينعكس إيجاباً على مستوى الخدمات الصحية المقدمة.
وتطرق العوم إلى مشكلة نقص التمريض، مؤكداً أنها مشكلة عالمية، وليست مقتصرة على منطقة بحد ذاتها، مشيراً إلى أن الاستراتيجيات التي تنفذها وزارة الصحة وهيئة الصحة في أبوظبي والقطاعات الصحية الأخرى ساهمت في توفير احتياجات الكوادر التمريضية بشكل أفضل، وذلك من خلال امتحانات مزاولة المهنة التي تتم عن طريق الإنترنت، وتسريع عمليات إصدار تراخيص مزاولة المهنة مقارنة مع السنوات الماضية.
وأوضح أنه يعمل في مجموعة مستشفيات النور نحو 700 ممرض وممرضة، ويتم سنوياً تعيين نحو 100 ممرض وممرضة، لتلبية احتياجات منشآت المجموعة من المستشفيات والمراكز الصحية، مشيرا إلى أن غالبية نقص الكوادر التمريضية يكون في العناية المركزة، والعناية بالأطفال حديثي الولادة، والطوارئ والحوادث، والعمليات الدقيقة والتخصصية.
اللمسة الإنسانية
ومن جانبه قال الدكتور أمان الدويني، الأمين العام للمؤتمر ومدير التعليم الطبي المستمر لمجموعة مستشفيات النور: «عقدت 4 جلسات علمية، وتحدثت الدكتوره سامية المعمري من مدينة الشيخ خليفة الطبية عن اللمسة الإنسانية في ممارسة مهنة التمريض، كما تم في الجلسة الأولى التحدث عن الحقائق الست في ممارسة مهنة التمريض، وركزت الجلسة الثانية على السلوك الإيجابي في التمريض، وأسباب الضغط في مكان العمل، وفي الجلسة الثالثة تم التركيز على كيفية التعامل مع ضغوط العمل والوقاية والعلاج، بينما ركزت الجلسة الرابعة على اليقظة والحفاظ على اللباقة والإنسانية في ممارسة التمريض».
توصية بطرح تخصصات في التمريض
أوصى المؤتمر في ختام فعالياته أمس بتكثيف التعاون بين القطاعات الصحية، ومؤسسات التعليم العالي في الدولة، لاستحداث المزيد من تخصصات التمريض لتخريج كوادر تمريضية بأعداد تلبي احتياجات المنشآت الصحية، ووضع الآليات التي تساهم في تشجيع الطلبة في المرحلة الثانوية على الانخراط في دراسة التمريض، وتكثيف عقد الدورات التدريبية وورش العمل للكوادر الطبية لصقل خبراتها.
وأقيم على هامش المؤتمر معرض بمشاركة عدد من الشركات التي عرضت أحدث منتجاتها في مختلف المجالات الصحية، وبالذات التمريضية.
آليات تطوير مهنة التمريض
قال الدكتور الدويني: «إن المؤتمر يأتي في سياق المؤتمرات العلمية التي تعقدها المجموعة سنوياً، وعددها خمسة مؤتمرات متخصصة في الطب وطب الأسنان والإدارة الصحية والعلوم الصيدلة، إلى جانب التمريض التي بدورها تناقش مختلف الموضوعات والقضايا الصحية الحديثة، والتي تهدف إلى صقل خبرات العاملين في القطاع الصحي، واطلاعهم على آخر المستجدات العالمية في شتى التخصصات الطبية.
كما يهدف المؤتمر إلى تطبيق المعرفة في ممارسة مهنة التمريض، لتقديم رعاية طبية وبإدراك عالٍ، ومناقشة أسس ممارسة مهنة التمريض، وتقييم العوامل الأساسية والأسباب التي تقف وراء نقص الكوادر التمريضية، وتقييم أثر ضغط العمل على رعاية المريض، وطريقة القيادة وتطويرها من أجل تطوير مهنة التمريض ما ينعكس إيجاباً على مستوى الخدمات الصحية المقدمة»، مشيراً إلى أن هيئة الصحة في أبوظبي قررت معادلة جلسات المؤتمر بست ساعات تعليمية معتمدة.
أحمد عبدالعزيز (أبوظبي)
صحيفة الاتحاد