يقوم فريق عمل مكون من 80 مهندساً وتقنياً بتركيب الطائرة العاملة بالطاقة الشمسية «سولار إمبلس 2»، التي وصلت إلى أبوظبي عن طريق الشحن الجوي قادمة من سويسرا، تمهيداً لقيامها بأول رحلة حول العالم في شهر مارس المقبل دون استعمال قطرة وقود واحدة.
وتقوم «مصدر» بدور الشريك المضيف لمشروع «سولار إمبلس»، في إطار التزامها بالاستثمار وتطوير قطاع الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة محلياً وعالمياً.
وسيُقيم فريق عمل الطائرة في أبوظبي لمدة شهرين بدءاً من يناير الحالي لإجراء الاختبارات وتدريبات التحليق التجريبي اللازمة قبل انطلاق الرحلة التي من المتوقع أن تستغرق 25 يوم طيران يتم تنفيذها على خمسة أشهر، تتوقف خلالها الطائرة في عدة محطات تشمل آسيا والولايات المتحدة الأمريكية وجنوب أوروبا، قبل عودتها مجدداً إلى أبوظبي.
وسيتم عرض الطائرة الشمسية للجمهور خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي تنطلق فعالياته ما بين 17 ولغاية 24 من يناير الحالي، فضلاً عن تنظيم ورش عمل وفعاليات خاصة للطلاب بمشاركة قائدي الطائرة، حيث سيتمكن الحضور من التعرف على التكنولوجيا المتطورة المستخدمة في الطائرة وتحفيزهم على التفكير الإبداعي في مجال الطاقة المتجددة والاستدامة، وكيفية استخدامها لتحقيق طموح التحليق حول العالم.
ويسهم وجود الطائرة في الإمارات بتسليط الضوء على الدور الفاعل، الذي تقوم به أبوظبي كمركز عالمي رئيسي للطاقة التقليدية والمتجددة، إضافة إلى التعريف بجهودها لدعم الابتكار من أجل تسخير الطاقة النظيفة لإيجاد حلول عملية تلبي احتياجات الناس بأقل تأثير ممكن على البيئة.
وقال الدكتور أحمد عبدالله بالهول، الرئيس التنفيذي لـ «مصدر» إن وجود طائرة «سولار إمبلس2» في أبوظبي تمهيداً لرحلتها التاريخية حول العالم سيسلط الضوء على الدور الهام للابتكار واستكشاف مجالات جديدة في التقنيات المتطورة، حيث تتيح الرحلة آفاقا جديدة لنشر تطبيقات التكنولوجيا النظيفة على المستويين المحلي والعالمي.
وأضاف أن «مصدر» تهدف من خلال استضافة الطائرة «سولار إمبلس2» إلى تشجيع أجيال المستقبل على ابتكار حلول جديدة من شأنها المساهمة في ضمان تحقيق مستقبل مستدام»، لافتاً إلى أن الرحلة تؤكد التزام «مصدر» بتطوير التكنولوجيا النظيفة وتحفيز الشباب على التعرف على هذا القطاع الحيوي.
وتقوم «مصدر» بجميع الترتيبات اللازمة لتسهيل عمليات تركيب أجزاء الطائرة وتجهيزها في مطار البطين للطيران الخاص، وسيتم إجراء سلسلة من التدريبات واختبارات السلامة أثناء فترة وجود الطائرة في أبوظبي استعداداً لانطلاقها في رحلتها حول العالم بقيادة الطيارين بيرتراند بيكارد، مؤسس المشروع ورئيس مجلس ادارته، وأندريه بورشبيرج، المؤسس الشريك والرئيس التنفيذي.
ومن جانبه، قال بورشبيرج: «لقد وجدنا في «مصدر» الشريك المثالي لمشروعنا، ونتطلع إلى العمل معاً من أجل استكمال التحضيرات وإجراء الاختبارات اللازمة لانطلاق رحلتنا التاريخية حول العالم. وسنقوم على مدى الشهرين المقبلين بإجراء بعض التحسينات على الطائرة لتعزيز فرص نجاح الرحلة».
وبدوره، قال بيكارد: «توفر أبوظبي منصة مناسبة لنشر رسالتنا وتحقيق هدفنا المنشود من مشروع «سولار إمبلس2»، لاسيما أن الإمارة تستثمر في إعداد جيل واعد من رواد التكنولوجيا النظيفة. فنحن لم نقم ببناء «سولار إمبلس 2» بهدف نقل الركاب، بل لإيصال رسالة قوية عن أهمية الابتكار وروح الريادة، وتشجيع الناس على إعادة النظر في الأفكار والمفاهيم التقليدية حول الطاقة».
وأضاف: «نحن ممتنون لهذه الفرصة التي أتاحتها لنا «مصدر» من أجل التواصل مع الشباب وتشجيع الجيل القادم من القادة في عاصمة الابتكار أبوظبي على تبني تقنيات التكنولوجيا النظيفة».
يذكر أنه تم الإعلان عن الشراكة بين «مصدر» ومشروع «سولار إمبلس» واختيار أبوظبي لتكون المدينة المضيفة للطائرة على هامش قمة الأمم المتحدة للمناخ التي عقدت في نيويورك في اكتوبر 2014.
المصدر: أبوظبي (الاتحاد)