أبوظبي تواجه «القاتل الصامت» بـ 5 مراكز نموذجية جديدة

أخبار

تخطط شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، لإنشاء 5 مراكز نموذجية جديدة للغسيل الكلوي، تشتمل على 324 وحدة غسيل للمصابين بالمرض المعروف بـ «القاتل الصامت»، بحسب الدكتور نيك ريتشاردز، الرئيس التنفيذي ورئيس إدارة الخدمات الطبية، فيما توقع الدكتور علي عبد الكريم العبيدلي، مدير الشؤون الأكاديمية، ارتفاع عدد المصابين بأمراض الكلى في الدولة.

وقال ريتشاردز لـ «الاتحاد»، إن «صحة» ستنشئ 3 مراكز للغسيل تشتمل على 260 وحدة غسيل كلوي، كما سيتم في مرحلة لاحقة إنشاء مركزين أحدهما في مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي، ويضم 66 وحدة غسيل كلوي مجهزة بأحدث التقنيات، والثاني في مدينة العين، هو مركز توام لغسيل الكلى بسعة 98 وحدة، مشيراً إلى نجاح استراتيجية الشركة الهادفة لمواجهة الزيادة المطردة في أعداد مرضى الفشل الكلوي في الإمارة، والذين تقدر نسبتهم بـ 15% سنوياً.

وأكد ريتشاردز، أن صحة أولت قطاع الخدمات الصحية لمرضى الفشل الكلوي، عناية فائقة من خلال المراكز الحديثة المتطورة التي تم إنشاؤها وتشغيلها، والمراكز الجديدة التي سيتم إنشاؤها خلال المرحلة المقبلة للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمرضى.

من جانبه، توقع الدكتور العبيدلي، ارتفاع معدلات المصابين بأمراض الكلى في الدولة، لكون الإمارات تحتل المركز الخامس عشر عالمياً في انتشار مرض السكري، الذي يصيب 1 من كل 6 أشخاص بالدولة، مشيراً إلى أن مرضى الكلى في الإمارات يتلقون قرابة 300 ألف جلسة غسيل كلوي سنوياً، وتحتل مستشفيات أبوظبي المرتبة الأولى في تقديم الخدمات للمراجعين المنومين والخارجيين.

وأضاف: قدمت العيادات الخارجية لخدمات الغسيل الكلوي التابعة لشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» الرعاية الطبية لـ 100 ألف مريض خلال الفترة من يناير وحتى نوفمبر من العام الماضي، فيما قدمت العلاج لـ 8260 مريضاً داخلياً من المنومين الذين يتلقون العلاج داخل مستشفيات «صحة»، ويتم إجراء غسيل كلوي لنحو 760 مريضاً، كما يتم إجراء الغسيل الكلوي للمرضى الخارجيين بواقع ثلاث جلسات أسبوعياً، بإجمالي 120 ألف جلسة سنوياً، بالإضافة إلى تقديم الرعاية الطبية لنحو 25 مريض غسيل بريتوني، كما يتم علاج بعض الحالات الأخرى من القصور الكلوي الحاد في إدارات أخرى من مستشفيات «صحة».

وقال يتوزع مرضى الغسيل الكلوي البالغ عددهم 760 مريضاً على مستشفيات «صحة» بعدد 228 مريضاً في مدينة الشيخ خليفة الطبية، و226 بمستشفى المفرق، و265 في توام، و7 بالمرفأ، و4 بالسلع، و3 بدلما، و7 في غياثي، و20 في مستشفى مدينة زايد، من خلال تقديم خدمة الغسيل الكلوي بمستويات عالمية وبنتائج تضاهي التي حققتها المراكز التابعة لفريسينيوس ميديكال كير.

وأضاف: تتكون مراكز خدمات الغسيل الكلوي التابعة لـ«صحة» حالياً من 12 مركزاً طبياً موزعة على 10 مواقع في أبوظبي تتوزع على مدينة الشيخ خليفة الطبية، والمفرق، والرحبة، والعين بمستشفى توام، والوجن، ومدينة زايد، وغياثي، والمرفأ، والسلع، وجزيرة دلما.

وأكد الدكتور العبيدلي، أن مرض الكلى معروف بـ« القاتل الصامت»، لأنه في الغالب لا تظهر أعراضه إلا بعد أن يصبح التلف في الكلى كبيراً، وأن واحداً من كل 12 شخصاً في أبوظبي يصاب بالمرض، إذ يصل معدل زيادة عدد الذين يصابون بالمرض في العاصمة 15٪ تقريبا، وهذا يفوق عواصم الدول الأخرى، حيث يتراوح النمو السنوي لمرضى غسيل الكلى ما بين 6٪ و12٪ في جميع أنحاء العالم.

وقال، إن الإمارات تحتل المركز الخامس عشر عالمياً في انتشار مرض السكري، حيث يصيب 1 من كل 6 أشخاص في الدولة، لذلك ليس من المستغرب أن معدل انتشار مرض الكلى في أبوظبي يشهد زيادة ملحوظة، مشيراً إلى أن مرضى الكلى في الإمارات يتلقون قرابة 300 ألف جلسة غسيل كلوي سنوياً. وأضاف العبيدلي، أن هناك قرابة مليوني مريض في جميع أنحاء العالم الآن يحتاجون إلى العلاج بغسيل الكلى حفاظاً على حياتهم، وهذا يكلف الحكومات مبالغ كبيرة، إذ يستنزف مرض الكلى مصادر الإنفاق على الرعاية الصحية في معظم دول العالم، ففي عام 2007 تجاوزت النفقات الطبية على مرضى الكلى في الولايات المتحدة الأميركية 60 مليار دولار.

وأشار العبيدلي إلى أن أي شخص معرض للإصابة بمرض الكلى بغض النظر عن الجنس، أو العرق أو الحالة الاجتماعية، وأن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة هم: مرضى السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والمصابون بالسمنة، ومن لديهم تاريخ عائلي لأمراض الكلى، مشيراً إلى أن الكشف المبكر والعلاج المناسب يمكن أن يبطئ أو يمنع تقدم أمراض الكلى، هذا إلى جانب زيادة الوعي العام بأمراض الكلى، وتعزيز نمط حياة صحي، وتثقيف المرضى.

وقال، إنه في حال حدوث الفشل الكلوي الحاد فإن نسبة شفاء المرضى الذين يشتكون من الأمراض المزمنة، تقل بالمقارنة مع المرضى الآخرين الذين لا يشكون من الأمراض المزمنة، مشيراً إلى أنه غالباً ما تتحول الحالة إلى فشل كلوي مزمن.

مركز المفرق يعالج 38 ألف مريض

يعد مركز المفرق لغسيل الكلى التابع لـ «صحة» أول مركز مستقل من نوعه في منطقة الشرق الأوسط الذي يقدم العلاج لمرضى الكلى بعيداً عن أية تبعية لأي مستشفى، وتم تصميمه بأسلوب عصري وفقاً لأعلى المعايير الصحية العالمية، لتحقيق الاستدامة من حيث التخطيط الطبي للمبنى والمساحات الداخلية وحركة المرضى.

وقدم المركز العلاج لنحو 38 ألفاً و491 مريضاً منذ بداية عمله في شهر مايو عام 2012 وحتى شهر نوفمبر من العام الماضي، إذ يتوفر في المركز 66 وحدة غسيل كلى، إضافة إلى وحدتي عزل للحالات المعدية، ما يؤهله لتقديم خدماته لأكثر من 325 مريضاً في اليوم الواحد. ولتطوير خدمات المركز تعاقدت شركة صحة مع شركة عالمية متخصصة لإدارة المركز حسب المعايير الدولية، وزودت المركز بمعدات طبية متطورة، إلى جانب وسائل الترفيه التي تم توفيرها ليقضي المراجع ساعات الغسيل دون ملل مع الطاقم الطبي الذي يقدم له الوسائل العلاجية الحديثة.

خدمة جديدة لمرضى «الديال الصفاقي»

في إطار حرص «صحة» على تطوير خدمات الغسيل الكلوي، أطلقت خدمة جديدة لمرضى «الديال الصفاقي»، تتمثل في توصيل المستلزمات الطبية التي يحتاجونها في علاجهم مباشرة إلى منازلهم، إذ توفر صحة لخدمات الغسيل الكلوي، يستفيد منها 30 مريضاً، إذ يقوم سائق متخصص باستلام المستلزمات الطبية الخاصة بالمرضى وتوصيلها مباشرة إلى منازلهم في مختلف الإمارات، وبواقع مرة واحدة شهرياً، بعد أن كان المرضى يحضرون إلى مستشفيات «صحة» في أبوظبي لاستلام مستلزماتهم الطبية.

المصدر: إبراهيم سليم (أبوظبي) – الاتحاد