أعلنت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» وصندوق أبوظبي للتنمية أمس، عن تقديم قروض ميسرة بقيمة 57 مليون دولار «209,2 مليون درهم» لتمويل 5 مشاريع للطاقة المتجددة في الأرجنتين وكوبا وإيران وموريتانيا، إضافة إلى سانت فنسنت وجزر جرينادين بمنطقة البحر الكاريبي، ما يرفع قيمة إجمالي التمويل المقدم من الصندوق حتى الآن إلى نحو 98 مليون دولار (360 مليون درهم) في 11 دولة.
وتبلغ الاستطاعة الإجمالية للمشاريع الخمسة الجديدة 35 ميجاواط، وستضمن إمدادات موثوقة ومستدامة من الطاقة لأكثر من 440 ألف شخص في المناطق الريفية التي تفتقر إلى خدمات الطاقة العصرية، منهم 22500 شخص بالأرجنتين، و5300 بكوبا، و150 ألفا بإيران، و160 ألفا بموريتانيا، و104 آلاف بمنطقة الكاريبي.
وقال عادل عبدالله الحوسني مدير دائرة العمليات في صندوق أبوظبي للتنمية، خلال مؤتمر صحفي عقد بأبوظبي أمس، على هامش اجتماع الجمعية العمومية للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» إن تمويل 5 مشاريع جديدة، يأتي ضمن إطار الدورة الثانية لبرنامج التمويل المشترك مع «آيرينا».
وأوضح أن العام الماضي شهد الإعلان عن تمويل الصندوق لـ 6 مشاريع في 6 بلدان نامية، هي الإكوادور ومالي وجزر المالديف وموريتانيا وساموا وسيراليون، موضحا أن هذه البلدان حصلت على تمويل بقيمة تزيد على 41 مليون دولار على شكل قروض ميسرة.
ويعد التمويل الأخير، بمثابة الدورة الثانية من أصل 7 جولات تمويلية تقدم على مدى سبع سنوات 350 مليون دولار لنشر حلول الطاقة المتجددة في البلدان النامية من خلال مشروعات جديدة للطاقة المتجددة بقيمة إجمالية تفوق 800 مليون دولار، كما يساهم التمويل الذي يقدمه صندوق أبوظبي للتنمية في استقطاب مزيد من التمويل بما يساعد على مضاعفة الأموال المستثمرة في تلك المشاريع.
وقال الحوسني: انسجاماً مع التزامنا بتحقيق أثر إيجابي عميق في اقتصادات البلدان النامية، يتعاون صندوق أبوظبي للتنمية مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة لدعم قطاع الطاقة النظيفة بوصفه أداة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية. ولتحقيق هذه الأولوية، فإننا نحرص على تعزيز التنمية الاقتصادية وتوسيع انتشار مشاريع الطاقة المستدامة في البلدان التي تنطوي على إمكانات هائلة بمجال الطاقة المتجددة، ولكنها بحاجة ماسة إلى الموارد المالية والخبرات الضرورية لإدارة المشاريع.
مشاريع جديدةوحصل أحد المشاريع المبتكرة لإنتاج الطاقة الكهرومائية بقدرة 4 ميجاواط في مدينة ناهويفي بالأرجنتين على قرض بقيمة 15 مليون دولار، وسيستفيد من المشروع أكثر من 22500 شخص.
وحاز مشروع الطاقة الشمسية بقدرة 10 ميجاواط في كوبا، على تمويل بقيمة 15 مليون دولار، وسيتيح المشروع إمدادات مستقرة من الطاقة، فضلاً عن تأكيد الجدوى الاقتصادية المجزية للطاقة المتجددة في الدولة، وتوفير وظائف جديدة، والمساهمة في حماية البيئة. وسيستفيد من المشروع أكثر من 5300 شخص.
وتلقى مشروع الطاقة الحرارية الأرضية في محافظة «أردبيل» قرضاً تمويلياً بقيمة 6 ملايين دولار في إيران، وسينتج المشروع – الأول من نوعه – الطاقة الكهربائية والحرارية الأرضية من محطة توليد بقدرة 5 ميجاواط من أجل تزويد ريف محافظة أردبيل بالطاقة لأغراض التدفئة المنزلية والزراعة في البيوت البلاستيكية وتربية الأسماك، وسيستفيد من المشروع المؤسسات والإدارات الحكومية المسؤولة عن الكهرباء والغاز والبيئة، إضافة إلى 150 ألف نسمة.
وسيحصل مشروع الطاقة الهجينة (الرياح والطاقة المائية والشمسية) بقدرة 1 ميجاواط في موريتانيا، على قرض تمويلي بقيمة 6 ملايين دولار، ويهدف المشروع إلى تزويد القرى الصغيرة بالكهرباء عبر منصات شمسية متعددة الوظائف بما فيها 10 محطات للطاقة الكهروضوئية الشمسية، وتحسين وصول الطاقة إلى مجموعة من القرى عبر شبكة للطاقة الكهرومائية.
وقال سيد محمد ولد معاذ المدير العام لوكالة ترقية النفاذ الشامل إلى الخدمات بموريتانيا لـ «الاتحاد» إن المشروع يوفر الطاقة النظيفة لأكثر من 160 ألف شخص.
وسيحصل مشروع الطاقة الحرارية الأرضية بقدرة 10– 15 ميجاواط في سانت فنسنت وجزر غرينادين، على قرض بقيمة 15 مليون دولار ، وسيسهم المشروع في تعزيز انتشار مشاريع الطاقة الحرارية الأرضية في منطقة البحر الكاريبي. وسيستفيد من المشروع جميع السكان البالغ عددهم 104 آلاف نسمة.
قروض ميسرة لتمويل مشاريع الطاقة المتجددة
أبوظبي (الاتحاد)
أشار عدنان أمين إلى فتح المجال لتقديم طلبات الحصول على قروض ميسّرة لتمويل مشاريع الدورة الثالثة لبرنامج التمويل المشترك بين أبوظبي للتنمية» و«آيرينا»، وبمعدل فائدة يتراوح بين1- 2%، متوقعا أن تساعد هذه المعدلات المنخفضة على توفير الدعم لمجموعة أوسع من مشاريع الطاقة المتجددة خلال الدورات التمويلية الخمس المتبقية.
وأكد أن تخفيض أسعار الفائدة، بحيث لا تتجاوز 1-2% وتيسير شروط الإقراض للدول المتقدمة بطلبات التمويل، يسهم في دعم انتشار وتطبيق مشاريع الطاقة المتجددة.
ويعتبر مشروع التمويل بين الوكالة الدولية للطاقة المتجددة وصندوق أبوظبي للتنمية من المشاريع الرائدة لدعم الطاقة المتجددة باعتبارها أحد مجالات التركيز المستدامة للمساعدات الإنمائيّة الخارجية التي تثمر عن العديد من المنافع الاجتماعية والاقتصادية في البلدان النامية على المدى الطويل.
وقال: توفر المصادر المتجددة إمدادات مستقرة ومعقولة التكلفة من الكهرباء لحوالي 1,3 مليار شخص لا يرتبطون بالشبكات الوطنية. ويمثل التمويل تحدياً رئيسياً أمام انتشار حلول الطاقة المتجددة بالرغم من وفرة مواردها في العديد من المجتمعات التي تفتقر إلى الكهرباء، وهو ما يعزز أهمية الشراكة المثمرة بين الوكالة الدولية للطاقة المتجددة‘ وصندوق أبوظبي للتنمية في هذا المضمار.
بدوره، قال الدكتور ثاني أحمد الزيودي الممثل الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة: إن دولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر الطاقة المتجددة بمثابة حجر زاوية جديد لتحقيق التنمية المستدامة بالتوازي مع الانخفاض اللافت للتكاليف، مما جعلها الخيار الأكثر تنافسية للحصول على الطاقة في العديد من البلدان النامية. ويوفر مشروع التمويل بين الوكالة الدولية للطاقة المتجددة وصندوق أبوظبي للتنمية، وسيلة فعالة لإثبات جدوى الطاقة المتجددة وتسريع انتشارها على نطاق أوسع.
المصدر: سيد الحجار (أبوظبي) – الاتحاد