توقع الخبير الاقتصادي، رئيس مجموعة طلال أبو غزالة الدولية، رئيس الائتلاف الدولي لتقنية المعلومات والاتصالات في الأمم المتحدة، طلال أبوغزالة، أن يحقق الاقتصاد الإماراتي نمواً إيجابياً العام المقبل يصل إلى نسبة 6٪، مشيراً إلى قوة اقتصاد الإمارات ونجاحه في التغلب على تداعيات الأزمة المالية العالمية وأزمة الديون الأوروبية.
وقال أبوغزالة، في تصريحات صحافية أمس، على هامش اجتماع مسؤولي «مجموعة طلال أبوغزالة» في أبوظبي، إن «نسبة نمو اقتصاد الإمارات مستمرة في الزيادة في اتجاه تصاعدي، بعد تراجعها بسبب تداعيات الأزمة المالية العالمية، بينما لاتزال نسب نمو أغلبية البلدان الأوربية تتراجع وتحقق معدلات تقترب من الصفر أو تقل عنه».
وأكد أن «الاقتصاد الأساسي أو الحقيقي المتمثل في الأنشطة الإنتاجية الرئيسة للدولة لم يتأثر سلباً بالأزمات المالية العالمية، إذ إن سوق المال فقط هو الذي تأثر بالأزمات كنتيجة طبيعية لتأثر أسواق المال في العالم»، مشيراً إلى أن «اقتصاد الإمارات نجح في استيعاب الأزمات المالية، بسبب القيادة الحكيمة، إضافة إلى قوة وسلامة القرارات المالية التي اتخذها المصرف المركزي». وأوضح أن «تأثر الإمارات بالأزمة العالمية جاء من حقيقة أنها تمثل مركزاً مالياً عالمياً مرموقاً»، لافتاً إلى أن «اقتصاد الدولة الحقيقي لم يتأثر ولم يتم إغلاق أي منشآت اقتصادية، خصوصاً المنشآت الصغيرة والمتوسطة نتيجة الأزمة».
وأوضح أن «تداعيات الأزمة المالية العالمية كانت ضخمة للغاية على أغلبية بلدان العالم المتقدم، إذ أغلقت شركات وبنوك ومؤسسات عملاقة لم يكن يتصور أحد إغلاقها على الإطلاق»، مشيراً إلى أن «الوضع في الإمارات أفضل كثيراً».
ولفت أبوغزالة إلى أهمية اتخاذ إجراءات تصحيحية تزيد اقتصاد الإمارات قوة تمكنه من مواجهة أي أزمات أخرى، موضحاً أن «أول هذه الإجراءات يتمثل في ضرورة استقلال سوق المال في الإمارات عن أسواق المال العالمية، بحيث يكون لسوق المال الإماراتية قدر كبير من الاستقلال في اتخاذ القرارات، إضافة إلى ضرورة التركيز على المشروعات الإنتاجية وعدم التركيز على النشاطات التبادلية، مثل أسواق المال والعملات والمضاربات العقارية، وإعطاء أولوية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، إذ إن اقتصادات الدول القوية تعتمد بصفة رئيسة على مشروعاتها الصغيرة والمتوسطة، وهذه المشروعات تمثل ما يصل إلى 80٪ على الأقل من حجم المشروعات في الدول المتقدمة».
وقال إن «اقتصادات العالم لن تتمكن من التغلب نهائياً على تداعيات الأزمة المالية العالمية إلا في غضون 10 سنوات على الأقل، ما يتطلب إجراءات حاسمة ومتجددة بصفة مستمرة».
وكشف أبوغزالة أن مؤسسته تنفذ حالياً برنامجاً بالشراكة مع منظمة «يونيسكو» لوضع مؤشرات جديدة لتقنية المعلومات في المنطقة العربية، إذ إن المؤشرات الأولية تشير إلى أن الإمارات ستحتل المرتبة الأولى في استخدام تقنيات المعلومات على مستوى العالم العربي، وذلك نتيجة مستوى البنية التحتية والاتصالية والتقنية في الدولة ومدى استعمال تقنية المعلومات، خصوصاً في التدريس، ومدى كفاءة المدارس والمدرسين، ومدى التحول إلى التعليم الرقمي.
وأشار إلى أنه «سيتم إطلاق أول تقرير متكامل عن هذه المؤشرات قبل نهاية العام الجاري»، لافتاً إلى أن «القطاع الاقتصادي القادر على إحداث نمو كبير في اقتصادات الدول حالياً هو قطاع المعلومات وتقنية الاتصالات».
وكشف أبوغزالة عن اختياره من قبل منظمة التجارة العالمية الأسبوع الماضي ضمن فريق عالمي مكون من 11 خبيراً لوضع تصور مستقبلي للتجارة العالمية وما تحتاجه للتغلب على الأزمات المالية والتجارية العالمية، منبهاً إلى أنه سيركز عمله ضمن أعضاء الفريق على ضرورة تشجيع القطاعات الإنتاجية في العالم على النمو المستدام والتغلب على العقبات التي تواجهها.
وذكر أن المؤسسة التي يترأسها ستطلق مطلع العام المقبل أول جامعة افتراضية في المنطقة العربية تشكل نوعاً جديداً من الجامعات، إذ تتيح لكل طلاب العالم فرصة الدراسة في الجامعات العالمية المرموقة، مثل هارفارد الأميركية وكامبردج البريطانية. وأوضح أن «هدف الجامعة الرئيس يتمثل في تقديم التعليم المتفوق للراغبين من مختلف أنحاء العالم من خلال التنسيق مع أهم 500 جامعة عالمية معتمدة في العالم لتقديم برامجها للطلاب عبر الإنترنت، وسيحق لكل طالب أو راغب في الدراسة أن يلتحق بها على أن يدفع رسوم الجامعة التي يريد التعلم فيها من البلد أو القرية التي يعيش فيها من دون تحمل كلفة السفر والإقامة، والهدف الرئيس يتمثل في تغيير النظرة التقليدية للتعليم والتوجه نحو التعلم في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الجامعة ستعمل بالشراكة مع الجامعات العربية والعالمية، ولن تكون منافسة لها».
المصدر: الإمارات اليوم