تطوّع المواطن الإماراتي عبدالحميد سلطان الحمادي (أبوفيصل) في فرق الإغاثة بالهلال الأحمر الإماراتي، ليعمل في فرق توزيع المعونات على اللاجئين السوريين في مخيم الإمارات بالأردن، منذ نحو ستة أشهر، تاركاً أبناءه التسعة في الإمارات، بعد أن غرس فيهم حب الخير وقيم الإيثار.
عندما بدأت «الإمارات اليوم» جولتها في مخيم الإمارات للاجئين السوريين في الأردن، لاحظت التفاف الأطفال من كل الأعمار حول أحد العاملين التابعين لـ«الهلال الأحمر»، يدعونه (عمّو فيصل)، واكتسب (أبوفيصل) شعبية جارفة بين أطفال المخيم، فهو كما يقولون «الحليم» والمعلم الذي يستوعب الجميع ويبادلهم الحب، ويستمع إلى شكاواهم واحتياجاتهم بصبر وسكينة، يحكم بينهم ويعالج أخطاءهم. يقول (أبوفيصل- 56 عاماً) لـ«الإمارات اليوم» إنه جاء من الإمارات مع وفد «الهلال الأحمر» منذ ستة أشهر، في البداية كانت المشاهد الجديدة التي لم يعتدها من الفقر والمرض وفقدان الأهل والبيت والوطن، تؤثر في نفسه، لكنه شيئاً فشيئاً لم يعد يندهش، وقرر أن يبذل ما في وسعه من أجل التخفيف من معاناة الأطفال، وأن يكون أباً لكل طفل يتيم، وأخاً لكل محتاج، لا يشعر بالساعات الطويلة وهو يمر على «كرافانات» اللاجئين ليوزع المساعدات، ولا يشعر بالملل من تكرار طلبات أكثر من 1000 طفل يعرفونه ويحبونه ولا يخاطبون غيره، ولا يشعر بالتعب وهو يتابع الصغار في مناطق اللعب التي أعدّها المخيم، ويشاركهم أحياناً.
يقول (أبوفيصل) إن الإمارات استطاعت أن تعيد البسمة إلى شفاه أكثر من 4000 إنسان سوري، لكن ما رأيناه أنه وحده يعيد البسمة إلى آلاف الأطفال، طلب منه طفل في الصف الرابع أن يجلب له «طابة»، فوعده أن يحقق طلبه إذا استطاع أن يكمل حفظه لما هو مقرر عليه من جزء «عمّ». يقول (أبوفيصل) إن تجربة التطوع تثري وجدان الإنسان، وتجعل كل شيء رخيصاً في سبيل رسم البسمة على شفاه المحتاجين والمكلومين. ولا يعرف (أبوفيصل) متى سيقرر الرجوع إلى الدولة، فقد اختار مهمة صعبة وارتبط به كثيرون، لا يرغب في أن يعيد إليهم شعور فقدان الأحباء.
المصدر: علاء فرغلي – أبوظبي – الإمارات اليوم