أحكمت قوات النظام السوري الحصار على الأحياء الشرقية في مدينة حلب وسط قصف مدفعي غير مسبوق، بعد تمكنها من التقدم لتقطع بشكل كامل آخر منفذ إلى تلك الأحياء التي يقطنها عشرات آلاف المواطنين.
وشهدت مدينة كنسبا ومحيطها في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي معارك طاحنة بعدما شنت الفصائل هجوماً معاكساً لاستعادة المنطقة من قوات النظام التي سيطرت عليها الجمعة، بالتزامن مع معارك عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم «داعش»، في ريف الرقة الشمالي، حيث يحاول التنظيم التقدم في المنطقة.
وبعد عشرة أيام على قطع قوات النظام طريق الكاستيلو نارياً، فشلت الفصائل المعارضة في وقف تقدم تلك القوات باتجاه الطريق المذكورة، وخصوصاً أن الأخيرة تدعمها طائرات حربية سورية وروسية على السواء.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن «قطعت قوات النظام طريق الكاستيلو بشكل رسمي بعد وصولها إلى أسفلت الطريق من جهة الليرمون (غرب الطريق)»، مضيفاً «تحاصرت الأحياء الشرقية بشكل رسمي وكامل». وأوضح عبد الرحمن أن «قوات النظام تقدمت في شمال مدينة حلب بغطاء جوي روسي». وقال المرصد إن 16 مقاتلاً من الفصائل لقوا حتفهم أثناء معارك تقدم قوات النظام.
وأكد مقاتل في فصيل «ثوار حلب» لوكالة فرانس برس «تحاصرت حلب مئة في المئة». وأضاف المقاتل «وصل الجيش إلى الطريق وبات الآن على الأسفلت، ويضع الآن حواجز ترابية». ونقلت صفحة «مركز حلب الإعلامي» على فيس بوك عن ناشطين تحذيراً للمدنيين من محاولة عبور الكاستيلو «بعد قيام قوات النظام بأسر مدنيين كانوا يساعدون سيارة تحاول عبور الطريق». وأفاد المرصد السوري بأن اشتباكات عنيفة تدور داخل بلدة كنسبا وبمحيطها في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي.
وقال إن الاشتباكات بدأت إثر هجوم عنيف لجبهة النصرة على البلدة ومحيطها، بعد تمكن قوات النظام خلال ال 48 ساعة الماضية من استعادة السيطرة عليها وعلى مناطق عدة في جبل الأكراد في الريف الشمالي للاذقية.
وأضاف المرصد أن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على قائد لواء الفتح المبين، وذلك في مدينة نوى، وأردوه قتيلا.
وشهدت مناطق في ريف دمشق الغربي مواجهات عنيفة إثر هجوم الفصائل على تمركزات قوات النظام، وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، ترافق مع قصف قوات النظام على مناطق في أطراف بلدة بيت سابر، بينما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة، مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية، ترافق مع قصف مكثف من قبل قوات النظام على مناطق في الجهة الغربية من المدينة، كذلك نفذت طائرات حربية ما لا يقل عن 6 غارات على مناطق في أطراف بلدات ومدن زملكا ودوما وكفربطنا وحزة وعربين وبيت سوا بالغوطة الشرقية، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى بينهم امرأة وطفلان على الأقل، أيضاً دارت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المعارضة من جهة أخرى في محور مزارع جسرين بالغوطة الشرقية.
وقصفت قوات النظام أماكن في منطقة وادي العزيب جنوب طريق اثريا – الشيخ هلال بريف حماة الشرقي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، كما قصفت قوات النظام مناطق في قرى تبارة الديبة وأبو حنايا وأبو حبيلات والحردانة بريف حماة الشرقي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، بينما استهدفت الفصائل الإسلامية بصواريخ غراد مناطق في بلدة عين الكروم الخاضعة لسيطرة قوات النظام في ريف حماة الغربي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.
وفي الرقة دارت معارك عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية من جانب، وتنظيم «داعش» من جانب آخر، في ريف الرقة الشمالي، حيث يحاول التنظيم التقدم في المنطقة، وسط غياب لطائرات التحالف عن سماء المنطقة، كما علم نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان من مصادر أهلية أن التنظيم المتطرف أعدم رجلين من تدمر بريف حمص، في إحدى ساحات مدينة الرقة، بتهمة العمالة، حيث جرى ذبحهما وهما رجل وابنه وسط تجمهر مواطنين وأطفال، ومن ثم تم نقل جثتيهما إلى مكان مجهول.
على صعيد متصل ارتفع إلى 30 على الأقل عدد عناصر التنظيم الذين قتلوا جراء إصابتهم في قصف واشتباكات مع قوات سوريا الديمقراطية بشرقي نهر الفرات، عقب هجوم نفذه التنظيم في ال 48 ساعة، بينما قضى 3 مقاتلين على الأقل من قوات سوريا الديمقراطية في الاشتباكات ذاتها، ومعلومات عن مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين.
كما دارت اشتباكات في محيط حقلي المهر وجزل بريف حمص الشرقي، بين قوات النظام ومسلحي «داعش» وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، بينما نفذت طائرات حربية عدة غارات على أماكن منطقة الصوامع بريف حمص الشرقي، كما قصفت قوات النظام مناطق في مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، ولم ترد أنباء عن إصابات. (وكالات)
المصدر: الخليج