استأنفت قوات النظام السوري أمس السبت قصفها للأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في القسم الشرقي من مدينة حلب، ما أدى إلى سقوط أربعة قتلى، كما أعلن الدفاع المدني في الأحياء الشرقية استهداف مقر له بالقصف، ما أدى إلى مقتل أحد المتطوعين العاملين معه.
وأطلقت الفصائل المعارضة المسلحة السبت صواريخ وقذائف على الأحياء الغربية التي تسيطر عليها قوات النظام.
وكانت القوات التابعة للنظام وصلت أمس السبت إلى مسافة تبعد حوالي 500 متر فقط من طريق الكاستيلو الواقعة شمالي مدينة حلب. وبات بامكان قوات النظام إطلاق النار على أي سيارة أو شخص يسلك هذا الطريق سواء من المدنيين أو من المعارضين المسلحين. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن رجلاً مع ولديه قتلوا الجمعة في قصف استهدف هذا الطريق.
من جهة أخرى ارتفع إلى 34 عدد القتلى و200 عدد المصابين من جراء قذائف أطلقتها الفصائل المعارضة على مناطق سيطرة النظام في مدينة حلب بشمال سوريا أول أمس الجمعة، وفق حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري، في وقت تواجه أحياء المدينة التي تسيطر عليها فصائل المعارضة أزمة تموين خانقة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس «ارتفع إلى ما لا يقل عن 34 بينهم 6 أطفال و8 نساء، عدد القتلى الذين قضوا من جراء استهداف مناطق تسيطر عليها قوات النظام في مدينة حلب». وأضاف «لا يزال العدد قابلاً للازدياد لوجود أكثر من 200 جريح بعضهم لا يزال بحال حرجة، فيما تعرض البعض الآخر لجروح بليغة».
من جهتها، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) ارتفاع حصيلة خرق المجموعات المسلحة نظام التهدئة في حلب عبر اعتدائها على حيي الفرقان والفيض والسكن الجامعي بقذائف صاروخية عدة إلى 30 قتيلاً وإصابة أكثر من 140 شخصاً بجروح.
وكانت الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة تعرضت لقصف جوي وصاروخي من قبل قوات النظام الجمعة، وفق مراسل فرانس برس. وأفاد المرصد السوري عن مقتل «تسعة مدنيين غالبيتهم أطفال في قصف جوي على الأحياء الشرقية وطريق الكاستيلو»، المنفذ الوحيد للفصائل المعارضة في حلب.
وتزامن ذلك مع اشتباكات عنيفة تدور في شمال مدينة حلب في ظل سعي قوات النظام لإحكام الحصار على الأحياء الشرقية. وقال عبد الرحمن إن «القصف العنيف للفصائل يأتي رداً على تقدم قوات النظام باتجاه طريق الكاستيلو». وكانت قوات أعلنت هدنة على كامل الأراضي السورية لمدة ثلاثة أيام انتهى مفعولها منتصف ليل الجمعة/السبت.
من جهة أخرى يخشى سكان الأحياء المحاصرة من حلب الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة أزمة تموين خانقة قد تواجههم، بعد أن تمكنت قوات النظام السوري من قطع آخر طريق تموين لهم.
ويعيش نحو 200 ألف شخص في الأحياء الشرقية من حلب التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة منذ العام 2012، وتحاول قوات النظام إطباق الحصار عليها تماماً قبل السيطرة عليها.
وقال بلال القاطرجي أحد سكان حي بستان القصر في القسم الشرقي من حلب «قبل يومين توجهت إلى السوق وعبأت خزان دراجتي النارية بالوقود. أما اليوم فلم أجد نقطة وقود ولا حتى أي خضار للبيع بعد أن قطعت طريق الكاستيلو».
وقال أحمد كنجو الأب لأربعة أولاد والعاطل عن العمل حالياً «أخشى أن تطول فترة قطع طريق الكاستيلو ما سيؤدي إلى نقص كبير في الخبز والمواد الأساسية».
المصدر: الخليج