كاتب بصحيفة الحياة
لا يختلف وزير الخارجية العراقي، في نظرته الدونية للعرب، فالتذاكي سمة «القوم». خرج إبراهيم الجعفري من لقاء مع شيخ الأزهر في القاهرة ليصرح بـ «أن وجود الحشد الشعبي في العراق و»حزب الله» في لبنان هو لتوطيد دعائم النظام وحفظ الأمن إلى جانب القوات المسلحة».
هذا الاستغلال المكشوف والتذاكي على الجميع أريد به الإيهام بتأييد الأزهر لهذا الموقف، وهو ما دفع مشيخة الأزهر إلى الرد السريع ببيان واضح وشفاف، إذ أعرب الأزهر عن أسفه واستنكاره الشديدين «لما ورد على لسان وزير الخارجية العراقي من تصريحات مرفوضة تشيد بممارسات تنظيمات تم تصنيفها جماعات إرهابية»، مشدداً على أن ذلك «يعد استغلالاً غير مقبول لمواقف الأزهر المعتدلة ولحسن النوايا». وأوضح البيان «أن شيخ الأزهر أكد خلال اللقاء ضرورة وقف الممارسات الإجرامية لكل التنظيمات الإرهابية المسلحة كـ «داعش» وأخواتها، والميليشيات والأحزاب الطائفية كافة ضد أهل السنة والجماعة».
استغلال حسن النوايا والصبر و«لعل وعسى» هو ديدن هذه الفئات الطارئة على السياسة المشبعة بالأحقاد الطائفية، التي جاءت بدعم من حكومة الملالي على ظهر الدبابات الأميركية.
أكمل الجعفري ما بدأه بعد خروجه من الأزهر بكلمة تحت سقف الجامعة العربية. اتهم بكل «وقاحة» الدول العربية بالإرهاب، بقوله: «من يتهم «حزب الله» والحشد بالإرهاب هو الإرهابي». معظم الدول العربية عند الجعفري – أو الوجه الآخر لنوري المالكي – هي دول إرهابية، وأية دولة منها قد تستقبله لاحقاً هو أو أحد أفراد حزبه توافق على ذلك.
لهذا التصريح حسابات «جعفرية» إيرانية وداخلية عراقية، جاءت نتيجتها باستقباله من قادة الحشد الطائفي المتخصص في حرق الأرض طائفياً. وهي تتعارض بل تتصادم مع ما ذكره من «حفظ للكرامة العربية»، لأن هذه الكرامة مرغت بالوحل، خصوصاً في العراق وعلى يده، وهو السياسي المتصدر للمشهد منذ الاحتلال الأميركي، الكرامة العربية في العراق تقتل وتهجر وتذل وتغتصب، والمواطن العراقي في وطنه يلزم بكفيل ويمنع من دخول مدنه ونواحيه. على يد الجعفري وأمثاله تحول ملايين العراقيين إما لمهاجرين أو لاجئين داخل أراضيهم في وطنهم. اغتصبت منازلهم، وقتل أطفالهم، وتركوا تحت خيام مهترئة يستجدون الطعام والبطاطين والأمن صيفاً وشتاء.
تصريحات وزير الخارجية العراقي هي انتحار سياسي، وهو اختار أن يكون الانتحار على عتبات الولي الفقيه.
المصدر: صحيفة الحياة