كاتب بصحيفة الحياة
«يمكنك أن تسافر جواً، وستصل حقيبتك لاحقاً»! هذه طريقة جديدة في السفر، هي حاصل الرؤية الجديدة لإدارة المطارات والخطوط السعودية!
لكن هناك تجربة أكثر نجاحاً غفلنا عنها، على رغم أنها استطاعت التعامل مع واقع «الكركبة» التي لا بد أن تحدث لدينا بشكل متكرر، هذه التجربة تتلخص في الاستفادة من تجربة العمالة في «النفاذ» الإداري، والخدمة «الشاملة»، ليس من مكتب واحد أو نافذة واحدة، بل من خلال شخص واحد، يمكنك من خلال عامل في المطار أن تريح رأسك فـ«تدفع له رسوم الصداع» ليقوم بإكمال المهمة بعيداً عن وجع الرأس، ولا علاقة لك بالآخرين من المزدحمين في الطابور، لأن اتباعك للنظام يعرضك لأمراض نفسية، وخصوصاً أن «سيورك» النفسية لا تختلف عن سيور المطار المثقلة منذ عقود بكثير من الحقائب والصناديق والعلب، مغلفة ومن دون تغليف.
لذلك اقترح أن يتم التعاقد مع مكينزي، أو أية شركة استشارات إدارية أخرى من «المشهود لها عالمياً بالإقناع» لاستيعاب هذه التجربة ثم تفصيلها على مقاس إدارة المطارات والرحلات الجوية والبرية، فتجري الشركة الإدارية لقاءات شفافة مع عمالة المطار، وكلما كان العامل قديماً في العمل كان أكثر أهمية في اكتشاف مخزون التجربة «الإدارية»، وبعد هذه الخطوة يتم تفصيل برنامج «السيور الذكية»، ولا مانع من وضع فئات لكل سير، «ألماسي وذهبي وبرونزي».
خبرة العمالة المكتسبة من «إدارتنا» أو أسلوبنا الإداري كنز ثمين، فهي تعلمت وعلمت المداخل والمخارج ومراكز الضعف والقوة في المنظومة الإدارية، كيف لا، وهي جزء أصيل منها، واستطاعت إنشاء شبكة إدارية نافذة موازية، مثل محطة توليد طاقة للطوارئ؛ تعمل آليا عند خروج المحطة الرئيسة من الخدمة لأي سبب؟ سواء أكان من سيور حملت الأسية أم من إدارة لم تتحمل المسؤولية، لتجد الأعذار دائماً في الحديث عن التطوير المستقبلي، فهو من لذيذ أحاديث الإرجاء التي لا يمكن المحاسبة عليها.
وكل عام وأنتم بخير وصحة وعافية.
المصدر: الحياة