أكدت شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» مضاعفة إنتاجها من الكبريت خلال العقد المقبل، مشيرة إلى أنها تستهدف أسواقاً جديدة في أفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية وأستراليا.

وكشف عمر صوينع السويدي، مدير دائرة الغاز في شركة أدنوك في كلمة أمس خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الأولى لمؤتمر الشرق الأوسط للكبريت، الذي تستضيفه إمارة أبوظبي على مدار 5 أيام في فندق أبراج الاتحاد بحضور 460 مسؤولاً وخبيراً من 33 شركة من 33 دولة، أن أدنوك التي تنتج حاليا نحو 6 ملايين طن من الكبريت سنوياً، تتوقع أن يتضاعف الإنتاج خلال العقد المقبل نتيجة توسعها في عمليات معالجة الغاز الحامض مما يعزز موقع الإمارات كأكبر دولة مصدّرة للكبريت والمنتج الأكبر لهذه المادة عالمياً.

وشدد السويدي على أن أدنوك تركز على الحفاظ على قدراتها التنافسية وتعزيزها وعلى تحقيق القيمة المثلى من الموارد الثمينة للدولة بما في ذلك الكبريت الناتج عن عمليات معالجة الغاز. وأشار إلى أنه رغم أن الكبريت يصنف تقليدياً كمنتج ثانوي في قطاع النفط والغاز، إلا أن شركة أدنوك تثق في إمكانية الاستفادة تجاريا من هذا المنتج كسلعة ذات جدوى اقتصادية تمنحها المزيد من الفرص لتحقيق قيمة إضافية من مواردها؛ مما يسهم في زيادة وتعزيز هوامش الأرباح من منتجاتها.

وأضاف: نهدف إلى الاستفادة من كافة الإمكانات المتوفرة في أصولنا وتحقيق أفضل العائدات لكلٍ من أدنوك وأبوظبي والدولة عموما. وأوضح أن شركة أدنوك ستستفيد من زيادة قدراتها لإنتاج الكبريت في دعم تطوير الصناعات المحلية القائمة عليه، عبر إنتاج جيل جديد من الأسمدة المتطورة، كما تخطط على المستوى العالمي لعقد شراكات في أسواق الأسمدة القائمة على الفوسفات في أفريقيا، وآسيا، وأميركا الجنوبية، وأستراليا.

مضاعفة الاستثمارات

ودعا خبراء مشاركون في المؤتمر أبوظبي لمضاعفة استثماراتها في الكبريت لتزايد الطلب عليها محليا وعالميا، وأكدوا في تصريحات لـ«البيان الاقتصادي» على العوائد الكبرى المتوقعة من تصدير الكبريت للخارج.

وأوضح الدكتور بيتر هارسيون مستشار المعادن والكبريت في مجموعة شركة سي أر يو البريطانية المنظمة للمؤتمر أن إنتاج العالم من الكبريت حاليا يتراوح بين 55 – 60 مليون طن، حيث تستهلك الصين وحدها 39.7 مليون طن متبوعة بالمغرب والسعودية والهند.

وذكر أن الطلب على الكبريت عالميا سيتزايد خلال السنوات المقبلة حتى عام 2021 بنسبة تتراوح بين 42- 43%، كما سيرتفع الطلب في المنطقة العربية بنسبة 30 % إلى20 مليون طن بدلا من 16 مليون طن حاليا. وأوضح أن المغرب تعد أكثر البلدان العربية طلبا للكبريت بسبب دوره الكبير في صناعة الفوسفات والأسمدة التي تبرز فيها المغرب، وتصل نسبة الزيادة في المغرب على الكبريت سنويا بنحو 2.3 % تليها السعودية بنسبة 1.4% والهند 0.5 % ثم الأردن 0.3%. وأشار إلى أن تزايد الطلب على الكبريت عالميا وعربيا يعد عاملا مشجعا لإمارة أبوظبي لزيادة استثماراتها في الكبريت.

وأوضح يوسف بوسليخن مدير مشتريات الكبريت والحامض الكبريتي في شركة أو سي بي المغربية أن المغرب سيظل المستورد العربي الأكبر للكبريت خلال السنوات الخمس المقبلة على الأقل، مشيرا إلى أن السبب في ذلك يرجع إلى النمو الكبير بصناعة الأسمدة الفوسفاتية في المغرب. ونوه بأن صناعة الأسمدة الفوسفاتية تعتمد بشكل رئيسي على الكبريت، لافتا إلى أن دولا أبرزها تونس ومصر تنفذان مشاريع ضخمة في قطاع الأسمدة الفوسفاتية .

وأشار إلى أن الدراسات تؤكد أن منطقة الشرق الأوسط ستكون المنتج الأكبر للكبريت، لافتا إلى أن أبوظبي وقطر والسعودية بدأت تنفيذ مشاريع ستزيد إنتاجها من الكبريت بنسبة 15- 20%. وأوضح أن التباطؤ الاقتصادي الذي يعيشه العالم أدى إلى تراجع سعر طن الكبريت من 150 دولارا إلى 100 دولار، لكنه لفت إلى أنه رغم هذا التراجع فإن السعر الحالي جيد ومشجع للغاية.شل

وقالت جاريه بوربانك مديرة العمليات التكنولوجية لقطاع الغاز في شركة شل إن الطلب على الكبريت سيتزايد في العالم خلال السنوات العشر المقبلة بنسبة لا تقل عن 50، مشيرة إلى أن هذه الزيادة ترجع إلى الاستخدامات الضرورية العديدة للكبريت في تصنيع المعادن بشكل خاص. وأوضحت أن مناطق الإنتاج الرئيسية للكبريت في السنوات المقبلة تشهد تغييرات كبيرة، حيث تتراجع كندا وأميركا الشمالية لصالح الشرق الأوسط، ما يؤكد أهمية هذه المنطقة خاصة إمارة أبوظبي في إنتاج أهم السلع التي يحتاجها العالم بقوة خاصة النفط والغاز والكبريت وغيرها من المعادن المهمة.

تطور تقني

وأوضح جيمي سالو الرئيس التنفيذي لشركة خبراء الكبريت المتخصصة في معدات استخلاص الكبريت من حقول الغاز أن منطقة الخليج تشهد تطورا تقنيا غير مسبوق في استخلاص الكبريت من حقول الغاز، مشيرا إلى أنه رغم التكلفة العالية لاستخلاص الكبريت إلا أن عوائده كبيرة على المديين المتوسط والبعيد.

3.1 ملايين طن نفط إنتاج «أدنوك»

تشارك 33 شركة في معرض الشرق الأوسط للكبريت المصاحب للمؤتمر، ويتصدر جناح شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» أجنحة الشركات المشاركة. وتضمن الجناح لوحات ومنشورات حول الوضع الحالي للشركة، وكشفت اللوحات عن أن الشركة تنتج حاليا 3.1 ملايين طن من النفط يومياً، ونحو 9.6 مليارات قدم مكعب من الغاز يومياً، كما تكرر 900 ألف برميل يومياً وأن إنتاجها من الكبريت يصل إلى 5.8 ملايين طن.

ويتم تصدير منتجات الشركة إلى قارات العالم، وتمتد عمليات أدنوك التشغيلية لتشمل سلسلة القيمة الهيدروكربونية بأكملها، وذلك من خلال 16 شركة متخصصة كما تميز جناح شركة الحصن المسؤولة عن تطوير حقل شاه للغاز باعتبارها أكبر الشركات المعنية بإنتاج الكبريت، وتواجد منصور المحيربي الرئيس التنفيذي للشركة في المعرض ليستعرض إنجازات الشركة.

المصدر: البيان