كاتب متخصص في الإدارة
عكف باحث بريطاني على دراسة أدوار أعضاء فرق العمل لمدة 9 أعوام في دراسة علمية شهيرة ليحاول معرفة ما الذي يجعل فريق العمل Team فعالا أكثر من غيره. فتوصل إلى نتائج عدة أبرزها أن الفريق الفعال هو الذي يقوم أعضاؤه بأدوار أشمل.
إذا اكتشف الدكتور ميريديث بلبن أن الناس يقومون بتسعة أدوار رئيسة قسمها إلى 3 فئات: الأولى «المفكرون». وتضم هذه الفئة دور «المفكر» أو «الزارع» «plant» وهو ذلك الذي يمتاز بخياله الواسع وبالإبداع وبمهارة توليد الأفكار ولذا فإن مقدرته على حل المشكلات المستعصية أكبر. وتضم هذه الفئة أيضا «المراقب/المقيم» وهو الرزين الذي يفكر بطريقة عقلانية واستراتيجية ويحسن وزن الخيارات المطروحة أمامه لانتقاء الأفضل. والدور الثالث في هذه الفئة «الأخصائيون» الذين يعملون عادة بمفردهم ولديهم دأب عال dedication ويقدمون المعلومة الفنية الدقيقة لفريق العمل مثل المحلل المالي.
أما الفئة الثانية من الأدوار فيطلق عليها «الاجتماعيون» ومن الأدوار التي تنضوي تحتها «العضو العامل» teamworker وهو من يتحلى بالدبلوماسية بالتعامل مع الآخرين ويحسن الاستماع إليهم ويسعى للتنسيق مع زملائه بدلا من الصدام. وهناك أيضا «الباحثون عن المصادر» وهم المتحمسون الذين يبنون علاقات ويبحثون عن الفرص المناسبة ولديهم مقدرة جيدة على التواصل. والدور الأخير هو «المنسق» وهو شخص ناضج وواثق ويكتشف المواهب ويوضح الأهداف المرسومة ويحسن التفويض الفعال.
أما الفئة الثالثة والأخيرة من أدوار أعضاء فريق العمل فيطلق عليها «المؤدون» action ومنها دور «المشكل» shaper المفعم بالحيوية الذي يحب التحدي ويعمل تحت الضغط ولديه الدافعية والشجاعة اللازمة لتخطي العوائق. وهناك «المنفذ» أي العملي الذي يمكن الوثوق به وهو كفؤ ويحول الأفكار إلى خطوات عملية وينظم ما يتطلب إنجازه. والدور الأخير هو «المنجز» finisher أي من يعمل بضمير لإنهاء العمل المكلف به الفريق ولديه شعور عال بالمسؤولية والحاجة الملحة في البحث عن الأخطاء وإصلاح ما يمكن إصلاحه وهو يعد من الأشخاص الشغوفين بإنجاز أعمالهم.
هذه الأدوار التسعة لا تعني بالضرورة أن يكون عدد أفراد الفريق 9 أشخاص ذلك أن من الأفراد من يقومون بأكثر من دور في آن واحد. كما يمكن لمدير الفريق أن يسد غياب فرد ما بإيكال مهامه إلى شخص آخر يمتلك هذه القدرات أو الأدوار.
إن فن إدارة فريق العمل علم تسنده أبحاث كثيرة اطلعت عليها، لا سيما آلية اختيار القائد لأعضاء فريقه، غير أن هذا لا يعني أنه ليس هناك قياديون لديهم ملكة حسن انتقاء أعضاء فريقهم، ومنهم قياديون عرب تشرفت بالعمل معهم. وزبدة الكلام أن نحسن اختيار فريقنا سواء بطريقة علمية أو بحدس القائد بعيدا عن المحسوبية والمحاباة لتتقدم أوطاننا ومؤسساتنا بكفاءة ونجاح.
المصدر: الشرق الاوسط
http://classic.aawsat.com/leader.asp?article=785959