صعّد الرئيس رجب طيب أردوغان، من حدة انتقاداته للاتحاد الأوروبي أمس السبت، مؤججاً التوترات في العلاقات مع الاتحاد، في حين تستعد تركيا للتصويت في استفتاء يمنحه سلطات واسعة. ووعد أردوغان مجدداً بإعادة العمل بعقوبة الإعدام.
وفي كلمة له أمام آلاف من مؤيديه عشية الاستفتاء الذي يجري اليوم الأحد، وصف أردوغان الاتحاد الأوروبي «برجل مريض»، وتعهد بإعادة النظر في العلاقات مع الاتحاد منتقداً قواعد عضوية الاتحاد الأوروبي المعروفة ب«معايير كوبنهاغن».
وقال أردوغان، في ثاني مؤتمر جماهيري بإسطنبول، إن فوز معسكر «نعم» في الاستفتاء التركي غداً سيمهد الطريق أمام عودة عقوبة الإعدام. وأضاف: «إخواني، قراري بشأن عقوبة الإعدام واضح. في حال تم تمريره في البرلمان ووصلني فسأقره، وأنهي هذا الأمر». ويتطلب التعديل الدستوري أغلبية الثلثين لتمريره في البرلمان.
وتابع: «إذا لم يحدث هذا، سنُجري استفتاء آخر من أجل هذا، وستقرر أمتنا». ويمكن للبرلمان طرح تعديل ما للاستفتاء في حال حصل على أغلبية ثلاثة أخماس، وهو ما يوضح كيفية بدء الاستفتاء الحالي. وقال: «قرار غداً سيفتح المسار أمام هذا». وأضاف أن التصويت سيكون «نقطة تحوّل» في العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.
وتتوقع استطلاعات الرأي نتيجة متقاربة، مع تقدم لخيار التصويت ب«نعم». وقال أردوغان إن صناديق الاقتراع ستمتلئ ببطاقات التصويت ب «نعم»، و«ستحتفل هذه الدولة بعيدها الخاص مساء غد، الأحد»، داعياً أنصاره إلى التصويت، قائلاً: إنه شرف، بينما انتقد المعارضين للاستفتاء، الذي بادر إليه، مكرراً رأيه بأن الجماعات الإرهابية تدعم حملة «لا».
وأضاف أردوغان «في 16 أبريل/نيسان، سننهي العمل الذي بدأناه في 15 يوليو/تموز الماضي» في إشارة إلى تاريخ محاولة انقلاب فاشل، العام الماضي.
وكثّف أردوغان من انتقاداته لزعيم أكبر حزب معارض في البلاد، حيث اتهم كمال قليجدار أوغلو، بالتواطؤ مع الأشخاص الذين تتهمهم الحكومة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب العام الماضي. وزعم أردوغان أن ثمة دليلاً على أن قليجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري (يسار الوسط) على اتصال بأفراد الجيش الذين نفذوا محاولة الانقلاب، على الرغم من أنه لم يقدم أي دليل.
وقال أردوغان: «إنه يقول ما يهمس له به دجال بنسلفانيا في أذنيه بالضبط»، مشيراً إلى الداعية المقيم في الولايات المتحدة فتح الله جولن، الذي تتهمه الحكومة التركية بتدبير محاولة الانقلاب.
من جانب آخر، أعرب ساسة ألمان عن قلقهم إزاء احتمالات تأييد غالبية الأتراك للتعديلات الدستورية الهادفة إلى تطبيق النظام الرئاسي في تركيا خلال الاستفتاء. وقال فولفغانغ بوسباخ، خبير الشؤون الداخلية في الحزب المسيحي الديمقراطي، الذي تتزعمه المستشارة أنجيلا ميركل، في تصريحات لصحيفة «زاربروكر ناخريشتن» الألمانية الصادرة اليوم السبت، إنه يأمل بالطبع فشل الاستفتاء الذي دعا إليه الرئيس التركي. وأضاف: «لكن أيضاً في هذه الحالة أخشى ألاَّ تهدأ التوترات في تركيا، كما أخشى من استمرار الانقسام بين الجالية التركية في ألمانيا. بهذه الطريقة فإننا نستورد نزاعات سياسية تنطوي للأسف أيضاً في كثير من الأحيان على عنف».
وأشار خبير شؤون الدفاع في الحزب الاشتراكي الديمقراطي راينر أرنولد، إلى أعباء محتملة على حلف الناتو في حال جاءت نتيجة الاستفتاء لصالح أردوغان. وقال: «بذلك سيواصل شريك جيوستراتيجي مهم مثل تركيا ابتعاده عن القيم الغربية».
وقال خبير الشؤون الخارجية في حزب الخضر، يورغن تريتين: «الأمر يدور حول مسألة الديمقراطية أو الديكتاتورية»، موضحاً أنه إذا وافق غالبية الأتراك على التعديلات الدستورية، فإن هذا يعني «نهاية مؤقتة للديمقراطية ودولة القانون في تركيا»، مضيفاً أنه سيتعيّن في هذه الحالة إعادة تقييم العلاقات بالكامل، .
وتوقع الرئيس السابق للكتلة البرلمانية لحزب «اليسار»، غريغور غيزي، إمكانية حدوث تزوير في الاستفتاء، معرباً عن خشيته من أن يدعي أردوغان بعد ذلك أن استبداده الرئاسي يقره غالبية الشعب. (وكالات)
المصدر: الخليج