اختتم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الاثنين، جولته الخليجية في العاصمة القطرية الدوحة؛ حيث أجرى مباحثات مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، بحث خلالها تطورات الأحداث الإقليمية والدولية، لا سيما الأزمة الخليجية، والمساعي والجهود المبذولة لاحتوائها وحلها بالحوار والطرق الدبلوماسية، فيما اعتبر مراقبون أن جولة أردوغان لم تحدث أي اختراق أو تغيير في موقف الدول الداعية لمكافحة الإرهاب من قطر أو تخفيف الضغوط عليها.
وتناولت المباحثات التي استمرت لساعتين ونصف الساعة في الديوان الأميري بالدوحة، وأعقبتها مأدبة طعام، الجهود المشتركة للبلدين في مكافحة الإرهاب والتطرف للعمل على الحد من هذه الآفة التي تهدد أمن المنطقة؛ وذلك من خلال الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لمحاربته بكافة صوره وأشكاله ومصادر تمويله.
واستعرض الجانبان العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وآفاق تعزيزها في مختلف المجالات، بما يحقق مصالح البلدين، ويعود بالنفع على الشعبين الشقيقين. وتناول الجانبان في هذا الشأن مجالات التعاون المشتركة، وسبل تطويرها في المجالات الدفاعية والعسكرية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية. وثمّن الجانبان وساطة الكويت لحل الأزمة الخليجية.
وتربط قطر وتركيا صلات قوية بعد أن تم الاتفاق بينهما على إنشاء قاعدة تركية في الدوحة ثم بدء توافد الجنود الأتراك إلى قطر على دفعات.
وكان أردوغان وصل إلى الدوحة قادماً من الكويت في نطاق جولة خليجية استهلها بالسعودية، وأجرى خلالها محادثات رسمية مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، كما عقد مباحثات مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد تركزت على بحث جهود الوساطة الكويتية في الأزمة الخليجية، والمساعي المبذولة لحل الخلاف.
وفيما اعتبرت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية، «أن أردوغان، فشل في وساطته بين قطر والدول العربية المقاطعة لها على خلفية اتهامها بمساندة الإرهاب»، قال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية التركية إبراهيم قالن، إن أردوغان اتفق مع الزعماء الذين التقاهم في جولته الخليجية على ضرورة استمرار مبادرة الكويت والمبادرات الراهنة لحل الأزمة عبر التفاوض والحوار.
على صعيد آخر، أكد مراقبون أن جولة أردوغان لم تنجح في تخفيف الضغوط على قطر، وقال طارق رضوان وكيل لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب المصري، إن نتيجة الضغوط التي مارستها الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب الممول من قطر، جعلت الدوحة تلجأ للدفع بالرئيس أردوغان لتخفيف الضغوط عليها.
وأشار في تصريحات لصحيفة «اليوم السابع» المصرية، إلى أن كل تصريحات دول المقاطعة تؤكد أنه لا بديل على التزام قطر بالشروط، والتخلي عن دعم الإرهاب، وأن أردوغان لن يستطيع تخفيف الضغوط التي تمارس على الدوحة.
بدوره، علق طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، على جولة أردوغان، قائلاً: «إن مستوى إدارة الأزمة مع قطر ارتفع لمستوى أعلى بداية بخطاب تميم مروراً بالدفع بالرئيس التركي لحل الأزمة».
وأضاف فهمى لذات الصحيفة، أن خطاب أمير قطر كان بداية لسلم التنازلات التي ستتبعها الدوحة لتخفيف الضغوط عليها، وأنها ترمي بثقلها على الجانب التركي والغربي لحل الأزمة.
في الأثناء، أفاد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، استعداد بلاده لبذل جهود الوساطة لحل الأزمة المترتبة حول قطر، في حال ورود طلب بذلك. وقال لافروف، وفقاً لوكالة «سبوتنيك» الروسية، أمس الاثنين، «نحن ندعم جهود الوساطة التي يبذلها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، إذا رأت كل الأطراف فإن روسيا يمكن أن تقوم بشيء مفيد أيضاً في إطار هذه الجهود، فنحن مستعدون للتجاوب مع هكذا طلب». وأفاد لافروف، أن بلاده على اتصال بكافة أطراف الأزمة عملياً، وأضاف: «نحن مهتمون بأن يتم تجاوز هذه الأزمة على أساس أخذ القلق المتبادل بعين الاعتبار، والبحث عن الحلول التي تناسب كافة المشاركين بهذه العملية».
على صعيد آخر، رحبت فرنسا، أمس، بالحوار الذي دعا إليه أمير قطر، معتبرة الدعوة القطرية «تطوراً واعداً». وقالت الخارجية الفرنسية في بيان، إن باريس ترحب «بحرارة» بالدعوة إلى الحوار مع الدول الأربع التي جاءت في خطاب أمير قطر يوم الجمعة الماضي. وأكدت مجدداً دعم فرنسا للوساطة التي يقودها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، معربة عن تشجعيها لجميع الجهود الرامية للتوصل لتسوية سريعة للأزمة.(وكالات)
المصدر: الخليج