كاتب سعودي
رغم أهمية التعبير، والحديث بإسهاب عن حقيقة الأشياء، إلا أن التفاصيل بالأرقام أكثر قدرة على شرح الحقائق، وتقديمها بلغة لا تقبل سوى التسليم، وتوضح لنا الأمور بطرائق منطقية، وكل هذا يأتي عندما نتحدث عن رحيل ملك الإنسانية، الإنسان عبدالله.. فملايين المشاعر المنثورة في مساحات “الشبكات الاجتماعية” على وجه الخصوص، و”الفضاء الرقمي” بشكل عام، تقول لنا كم هو حجم الفقد، لملك اتفق عليه الجميع حباً.
ما سبق، يجبرنا على التطرق لأرقام إحدى الاحصائيات، والتي نشرت عبر “الرياض”، والتي قالت إنه ورد في وسم “وفاة خادم الحرمين الشريفين” أكثر من 913,034 تغريدة، أما في وسم “اللهم ارحم الملك عبدالله” ما يقارب 432,940 تغريدة، كما نشر في وسم “وفاة الملك” فقد نشر 110,738 تغريدة، كما نشر في وسم “وداعاً ابو-متعب” قرابة 44,580 تغريدة، كما نشر في وسم “اللهم ارحم الملك عبدالله” أكثر من 423,940 تغريدة، أما في وسم “وفاة الملك” فقد نشر 110,645 تغريدة. كما ذكرت الاحصائيات، التي قامت بها “تاكت”، الشركة المتخصصة في مجال التسويق الإلكتروني والحلول الإبداعية للإعلام الاجتماعي وشبكاته، أنه تم تداول كلمة “وفاة الملك” في أكثر من 228,377 تغريدة، كما ذكر “عبدالله بن عبدالعزيز” في 1,206,193 تغريدة، أما “حبيب الشعب” فقد وردت فيما يقارب 767,759 تغريدة، و”ابو متعب” في 256,469 تغريدة، أما “الملك عبدالله” فكانت متضمنة في 1,297,139 تغريدة.
ورغم كل هذا الحزن، وفوق كل هذا الفقد، إلا أن الاستبشار بالملك سلمان لم يختلف قدرا، وجاء موازيا في الاهتمام، ومعبرا عن مشاعر انتثرت صدقا، وجاءت مبايعة على الحب والإخلاص، ففي وسم “نبايع الملك سلمان” كتبت أكثر 8,831 تغريدة، وتم تداول كلمة “سلمان بن عبدالعزيز” في 347,695 تغريدة، أما “الملك سلمان” فقد وردت في 458,245 تغريدة.
وبعيدا عن مراسم الحب، يجب أن نتحدث عن غياب الأمنيات “المريضة”، التي كان يروج لها أصحاب مصالح، راهنوا على سقوط غيرهم فسقطوا، بعد أن احترفوا ترويج الشائعات، وتداولوا “سيناريوهات” تعبر عن أحلامهم، وكذبوا بعد أن تغنوا ب”المصادر الزائفة”.. ومثل كل مرة، تأتي الأحداث لتبرهن عكس ما يقولون، ولتقول للجميع – ولذواتهم أولا – إنهم مجرد هوامش على متن الحقيقة، وعابثون في زمن الاستقرار، ونكرات دهسهم التاريخ وتجاوزهم.. ومضى!
ولنتذكر اليوم معا، ما قاله لنا يوما، مبرئا ذمته تجاه مواطنيه؛ قائلا: “ليعلم كل مواطن كريم على أرض هذا الوطن الغالي، بأنني حملت أمانتي التاريخية تجاهكم واضعا نصب عيني همومكم وتطلعاتكم وآمالكم، فعزمت متوكلا على الله في كل أمر فيه مصلحة ديني ثم وطني وأهلي، مجتهدا في كل ما من شأنه خدمتكم.. فإن أصبت فمن الله وتوفيقه وسداده، وإن أخطأت فمن نفسي، وشفيعي أمام الخالق جل جلاله ثم أمامكم اجتهاد المحب لأهله الحريص عليهم أكثر من نفسه.. ولا تنسوني من الدعاء”. والسلام
المصدر: الرياض
http://www.alriyadh.com/1016464