
قتل 9 فلسطينيين وأصيب عدد آخر، أمس الثلاثاء، في خروقات إسرائيلية جديدة لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، فيما نقلت تقارير إخبارية عن مسؤولين إسرائيليين، أن تأخير تسليم رفات الرهائن الإسرائيليين في القطاع، تحول إلى أزمة باتت تنذر بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حيث بدأت إسرائيل باتخاذ إجراءات فعلية مثل عدم فتح معبر رفح كما كان مقرراً اليوم الأربعاء، وتقليص إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وذلك على الرغم من تأكيد الصليب الأحمر أن إعادة الرفات من غزة ربما تستغرق وقتاً، بينما سلمت إسرائيل عبر الصليب الأحمر الدفعة الأولى من جثامين الفلسطينيين القتلى إلى غزة، في وقت طالبت الأمم المتحدة والصليب الأحمر بفتح جميع المعابر لإدخال المساعدات إلى غزة.
وذكرت مصادر فلسطينية، أمس الثلاثاء، أن 9 فلسطينيين قتلوا بنيران إسرائيلية في قطاع غزة، رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ لليوم الخامس. وأوضحت المصادر أن 5 أشخاص قتلوا جراء إطلاق طائرات مسيّرة إسرائيلية من طراز كوادكبتر النار على مواطنين كانوا يتفقدون منازلهم في حي الشجاعية شرق مدينة غزة. كما قتل مواطن وأصيب آخر في قصف مماثل على بلدة الفخاري شرق خان يونس جنوبي القطاع. وفي تعقيبه، قال الناطق باسم حركة حماس، حازم قاسم، إن «قتل الجيش الإسرائيلي عدداً من أهالي قطاع غزة صباح أمس عبر القصف وإطلاق النار يشكل انتهاكاً واضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار»، داعياً الأطراف الراعية إلى متابعة سلوك إسرائيل ومنعها من التنصل من التزاماتها. في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أطلق النار على مدنيين فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي قطاع غزة، مُبرراً ذلك بأنه تصرّف وفقاً لشروط اتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع حركة حماس.
ومن جهته، أعلن مستشفى ناصر جنوب قطاع غزة استلام رفات 45 فلسطينياً أفرجت عنها إسرائيل بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وقال محمد زقوت مدير عام المستشفى في مؤتمر صحافي «استلمنا من اللجنة الدولية للصليب الأحمر 45 جثماناً. هناك لجنة مختصة تقوم بفحص الجثث ومحاولة التعرف عليها. لا يوجد معلومات عن هوية الشهداء، لكن حصلنا على وعد من الصليب الأحمر بالحصول على قائمة بأسمائهم قريباً». وبالمقابل، ذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن القيادة السياسية قررت عدم فتح معبر رفح اليوم الأربعاء رداً على عدم تسليم «حماس» بقية جثامين الرهائن. ووافق المستوى السياسي في إسرائيل على توصية جهاز الأمن في البلاد بفرض عقوبات على «حماس» في ظل ما وصفه ب«انتهاكها للاتفاق» وبذلك لن يُفتح معبر رفح اليوم الأربعاء، وسيتم تقليص إدخال المساعدات الإنسانية حتى تعاد رفات جميع الرهائن القتلى. غير أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أكدت أمس الثلاثاء أن تسليم رفات الرهائن والمعتقلين الذين سقطوا في الحرب الإسرائيلية على غزة سيستغرق وقتاً، ووصفت الأمر بأنه «تحد هائل» بالنظر إلى صعوبة العثور على الرفات وسط أنقاض غزة. وقال كريستيان كاردون المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر «هذا تحد أكبر من حتى إطلاق سراح الأحياء. إنه تحد جسيم»، مضيفاً أن الأمر ربما يستغرق أياماً أو أسابيع وأن هناك احتمالاً ألا يتم العثور عليهم أبداً. وأضاف «أعتقد أن هناك خطراً واضحاً يتمثل في أن يستغرق ذلك وقتاً أطول بكثير. نطالب الأطراف بأن يكون هذا الأمر على رأس أولوياتهم».
من جهة أخرى، طالبت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس الثلاثاء بفتح جميع المعابر إلى غزة للسماح بإدخال المساعدات الحيوية بالنسبة للقطاع المدمّر. وأكدت الهيئتان الدوليتان أن الهدنة التي تم التوصل إليها في غزة في إطار خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تتطلب فتح المعابر للسماح بتدفق المساعدات إلى القطاع الذي يعاني من المجاعة. وقال الناطق باسم الصليب الأحمر كريستيان كاردون للصحفيين في جنيف «هذا ما يدعو إليه العاملون في المجال الإنساني، بما في ذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في الساعات الأخيرة، وهو ضمان إمكان فتح جميع نقاط الدخول نظراً إلى الاحتياجات الهائلة».
من جانبه، أكد المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس ليركه «نحتاج إلى أن يتم فتحها كلّها». وأقر بأن بعض المعابر حالياً «مدمّرة جزئياً» بينما توجد حاجة لإزالة الأنقاض من شوارع في غزة لإفساح المجال لدخول الشاحنات. وقال «ندعو إلى إصلاحها (المعابر) ليكون بالإمكان تشغيلها». وأكد ليركه أن الأمم المتحدة لديها 190 ألف طن من المساعدات المعدّة بانتظار إدخالها إلى غزة.
إلى ذلك، ذكر مصدر أمني في قطاع غزة أن قوة «رادع» نفذت عمليات أمنية واسعة شملت مختلف محافظات القطاع، وأسفرت عن القبض على عدد كبير من العملاء والعناصر الخارجة عن القانون. وأوضح المصدر أن القوة واصلت التحقيق وملاحقة المتورطين، وتمكنت من السيطرة على مواقع ميليشيا مسلحة في مدينة غزة، إضافة إلى تنفيذ عمليات تمشيط واعتقال لعناصر شاركت في إطلاق النار وقتل نازحين ومهاجمة مدنيين.
وأشار إلى أن الجهات المختصة منحت المطلوبين مهلة لتسليم أنفسهم، إلا أن بعضهم رفض، ما استدعى التعامل معهم ضمن قواعد الاشتباك حفاظًا على الأمن العام والنظام الداخلي في القطاع.(وكالات)