كاتب سعودي
اصطف كثير من حركيي الأحزاب والتنظيمات الإسلامية مع صدام حسين في غزوه للكويت وتهديده للسعودية، وتعاطفوا مع الحوثيين في حر بهم ضد السعودية، فكيف لا يصطفون اليوم مع السلطة القطرية في أزمتها مع السعودية ؟!
فمناكفة السياسة السعودية ليس جديدا على هذه التنظيمات ومنها تنظيم الإخوان المسلمين رغم كل البوادر الحسنة التي أظهرتها السعودية لرموز الإخوان منذ طاردهم عبدالناصر حتى انتهى بعضهم اليوم في أحضان خامنئي !
كنت ومازلت أرى أن مشكلة بعض التيارات الحركية الإسلامية تكمن في «الانتهازية» التي تتناقض مع المبادئ الأخلاقية التي يجب أن تحكم منهج التيارات الدينية، فعندما ترفع شعار الدين فإنك محكوم بقيم تختلف عن بقية التيارات السياسية والقومية والشعوبية والعرقية !
لم أفهم يوما كيف يمكن لراشد الغنوشي وعباس مدني وعلي بلحاج أن يحرضوا على بلاد الحرمين ويقفوا مع صدام حسين البعثي في احتلاله للكويت التي كانت يومها منارة للأنشطة الخيرية للجمعيات الإسلامية، أو يمكن لمكتب إرشاد الإخوان في مصر أن يصدر بيانا يساوي فيه بين الحوثي الذي يتوعد بقصف الكعبة والسعودي الذي يحمي الكعبة، أو يمكن لحماس أن تطعن في السعودية وتتحالف مع إيران، ناهيك عن أن السعودية الدولة الوحيدة التي التزمت بتطبيق الشريعة الإسلامية وظلت دائما النصير الأول لقضايا المسلمين، وقدمت كل شيء للقضية الفلسطينية، وكانت مواقفها الإيجابية تجاه قضايا إخوانها المسلمين دون أي تكلفة على أي طرف آخر!
الخلاصة التي يجب أن يعيها الحركيون ومن خدعوا بهم، ليست السعودية التي تقيم علاقات مع إسرائيل أو تفتح لها المكاتب وتستقبل زعماءها في مطاراتها واستديوهاتها التلفزيونية، وليست السعودية التي تقتل وتهجر المسلمين السنة في العراق وسورية ولبنان، وليست السعودية التي تمد الحوثي بالأسلحة والصواريخ ليستهدف بها الكعبة ويهدد باحتلالها !
باختصار ليست السعودية الطرف الشرير في أي من معادلات وأزمات المنطقة، فتشوا عن الشر في عقول مرتهنة، وضمائر ميتة، وقلوب ملوثة، ومبادئ متناقضة !
المصدر: عكاظ