ــ عضو هيئة التدريس بكلية التربية ـ جامعة الإمارات ــ حاصل على الدكتوراة من جامعة جنوبي كاليفورنيا و الماجستير من جامعة جورج واشنطن ــ عميد سابق لوحدة المتطلبات في جامعة الإمارات ووكيل لكية التربية ــ من أبرز كتبه: المنهاج و أراء في التربية
«غرس حب القراءة في نفوس الصغار هو غرس لأسس التقدم والتفوق لبلداننا».. عبارات تصاغ بمداد من الذهب تلخص رؤية «مشروع تحدي القراءة العربي»، والتي تم اقتباسها من كلمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. أما رسالة المشروع العربي الذي انطلق من الإمارات فقد كانت «إحداث نهضة في القراءة عبر وصول مشروع (تحدي القراءة العربيّ) إلى جميع الطلبة في مدارس وجامعات الوطن العربي، شاملةً أبناء الجاليات العربيّة في الدول الأجنبية، ومتعلمي اللغة العربية من الناطقين بغيرها». إنه المشروع التربوي النهضوي الذي قطفنا ثماره الأسبوع الماضي في احتفال مهيب. فرح به كل محب للعربية، وكل متطلع إلى نهضة الأمة من جديد لنَيل مكانها الذي تستحقه ضمن البناء الحضاري العالمي، عندما انطلق مشروع تحدي القراءة قبل قرابة السنة بحلته العربية وبدعم سخي من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله ورعاه، كانت له أهداف استراتيجية ملخصها تنمية الوعي العام بواقع القراءة العربي، وتعزيز الحس الوطني والعربي، إضافة إلى نشر قيم التسامح والاعتدال وقبول الآخر، وتكوين جيل من المتميزين والمبدعين، وتطوير مناهج تعليم اللغة العربية في الوطن العربي وأخيراً تنشيط حركة التأليف والترجمة والطباعة والنشر كما تم تحديد أربعة أهداف خاصة بمسابقة تحدي القراءة العربي هي: زيادة الوعي بأهمية القراءة لدى الطلبة في العالم العربي، وتعزيز الثقافة العامة لدى المشاركين من الطلبة، وتنمية مهارات التعلم الذاتي والتفكير الناقد والإبداعي، إضافة إلى تنمية مهارات اللغة العربية لدى الطلبة في الاستيعاب والتعبير بطلاقة وفصاحة.
وكانت الإمارات التي تعودت على إنجاز ما تَعِد به على موعد محدد لتحقيق ما سبق من أهداف. وتؤكد الإحصاءات التي تم نشرها أن ما تحقق جاوز التطلعات التي رسمتها اللجان المختصة للمسابقة، حيث تجاوز المشاركون ثلاثة أضعاف العدد المستهدف عند الإطلاق. فقد كان الهدف أن تصل المسابقة إلى مليون طالب وطالبة، وكان من المستهدف أن يقرؤوا 50 مليون كتاب، لكن نتائج الدورة الأولى لتحدي القراءة العربي للعام الأول تتلخص في مشاركة أكثر من ثلاثة ملايين و590 ألف طالب وطالبة يمثلون 30 ألف مدرسة من 21 دولة قرؤوا أكثر من 150 مليون كتاب خلال العام الأول لانطلاقة الماراثون العربي الأكبر في مجال تحفيز الشباب العربي على القراءة، فهل حقق التحدي الأهداف المنشودة؟ أقول بكل ثقة: لقد جاوز الشباب العربي كل التوقعات، ونجحنا في دولة الإمارات في نشر قيمة كانت مغيَّبة عن العرب ردحاً من الزمن. إنها حب القراءة.. هذه الكلمة التي اختارها رب البشرية سبحانه وتعالى كي يفتتح بها رسالة السماء الخالدة كي تقول للناس «إن الجهل هو سر التخلف وأساس كل الأزمات.. ومفتاح العلم في القراءة التي تسقي العقل البشري متطلبات الرقي من التفكير والتدبير».
كان لي شرف الإسهام المتواضع في تحدي القراءة، وفي إحدى الدول العربية التي زرتها للتدريب، قال لي أحد القيمين على المكتبات: «لقد تحققت إحدى ثمار تحدي القراءة قبل أن تبدأ المسابقة، فقد أزلتم بهذه المسابقة الغبار عن الكتب في مكتبتي من كثرة التلاميذ الراغبين في القراءة». أعتقد أن تحدي القراءة حقق أكثر من ذلك بكثير فقد أزال الغبار عن العقول وبعث فينا روح الأمل في أننا أمة قادرة على تخطي الكبوات، فشكراً لفريق التحدي، برئاسة الأمين العام للمسابقة، فأعضاؤه لا يُقدر جهدهم بثمن، لأننا تعلمنا منهم أن السعادة في الإنجاز.
المصدر: الإتحاد