كاتب وصحفي سعودي
يشجب محمد الفواز حال دورات المياه في مسجد حيه؛ في كل مرة يدخلها للوضوء يُصاب بخيبة أمل، إثر عدم نظافتها. خاطب وزارة الأوقـــــاف، تحدث مع الإمام، طرق كل الأبواب من أجل الاهتمام بها، لكن وضعها لم يتغير كثيرا. قرر محمد قبل نحو عام أن يسهــم في مواجهة هذه المشكلة، خصص ساعتين أسبوعيا لتنظيـــف دورات ميـــاه مسجد حيه، شعر المصلون بالفرق الكبير الذي تركه محمد على دورات المياه؛ فلم تعد نظيفة فحسب، بل عطرة. استثمر محمد هذا الشعور الإيجابي تجاه مبادرته وكتب على باب دورة المياه: “إذا أردتموها نظيفة هكذا يجب أن نعمل معا، ونوزع العمل فيما بيننا”. كان التجاوب غفيرا؛ فدورات مياه هذا المسجد الكائن في الظهران لم يعد تنظيفها مقتصرا على محمد؛ بات يشارك معه أكثر من 20 مصليا يتناوبون على تنظيفها طوال الأسبوع. أحس محمد أن الوقت أمسى مناسبا لكي يطور هذه المبادرة، عبر إشراك الأطفال فيها؛ حتى يصبح هذا السلوك مستداما؛ حاول دعوتهم لكنهم لم يتجاوبوا بما فيه الكفاية، رأى أن يكافئ المشاركين بجوائز مختلفة تبرع بها بعض المحسنين. يتم تكريم ثلاثة أطفال مميزين في أدائهم شهريا بأجهزة لوحية حديثة. دفعت هذه الخطوة الأطفال للمشاركة بكثافة.
الجميل أن سلوك هؤلاء الأطفال لم ينعكس على مسجد الحي، وإنما منازلهم أيضا. فلقد لاحظ الآباء أن بعض أبنائهم باتوا يشاركون في عملية تنظيف منازلهم بعد أن قاموا بهذا الدور في مسجد حيهم.
إن المبادرات الجميلة والعظيمة تحتاج فقط إلى مَن يشعلها. متى ما أشعلتها فستضيء بك وبدونك. اترك عنك التنظير والنقد وبادر، وحينها ستلمس مجتمعا أجمل وأزكى.
المصدر: الإقتصادية
http://www.aleqt.com/2014/11/09/article_904065.html