مجموعة من الصور الفوتوغرافية القديمة طوتها صفحات الزمن، ومر عليها دهر تفتح من جديد وتظهر للعلن بحلتها القديمة التي حافظت عليها في معرض الأصدقاء المقام حالياً في بيت 29 بمنطقة الفهيدي التاريخية في دبي، لقطات جماعية بالأبيض والأسود وصور لأشخاص وأصدقاء عاشوا في عام 1930 وقد احتفظت بها عائلات مصرية لسنوات طويلة وتوارثها الأبناء والأحفاد، لكن بعضهم لم يدرك قيمتها فتخلص منها وكان مصيرها لدى تجار التحف والأنتيكات، وليقتنيها ويعرضها المصور التوثيقي علي عبد الله شريف رئيس قسم الطاقة الإيجابية في الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي.
أيام زمان
استطاعت الفوتوغرافيا أن تنقل لنا صورة ولمحة عن أم الدنيا مصر أكثر وضوحاً وتعبيراً عن شكل الحياة فيها منذ عام 1930 – 1940 من خلال صور قديمة صغيرة الحجم من أيام زمان لمجموعة من الأصدقاء خلال رحلاتهم داخل مصرفي القناطر الخيرية وحديقة الحيوان والأقصر وأسوان والمحلة الكبرى، والسويس وحلوان، ومن اللافت الشغف في تسجيل لقطات تاريخية توثق لحظاتهم في كل رحلة بالصورة، وتشرح نفسها بنفسها ما يغني عن عشرات الكتب، وخلف كل صورة يكتبون أسماء الأشخاص الذين يظهرون فيها ومكان وتاريخ التقاطها.
القناطر الخيرية
الأصدقاء هذا ليس مجرد عنوان للمعرض، بل إنه محاولة لأخذ زواره في رحلة تاريخية عبر الزمان والمكان، رحلة إنسانية تعبر عن الوفاء والصداقة، كانت فيها الكاميرا شاهدة وحاضرة دائماً في كل لحظة وثقت واحتوت علاقة هؤلاء الأصدقاء في عشرين صورة، ومن بين هذه الصور وفق التعريف المصاحب لها صورة التقطت بالقرب من الجندي المجهول بمدينة السويس أثناء رحلة مدرسة الأمير فاروق في 12 فبرابر 1937 ظهر فيها الأصدقاء مجتمعين.
كما تجمعوا في صورة تختلف عن بقية الصور الأخرى التي التقطت فهي صورة تمتد جذورها في أعماق التاريخ من خلال رحلة مدرسية قاموا بها إلى معبد الكرنك عام 1937 وفي صور أخرى التقطت لهم في فبراير عام 1938 في رحلة سياحية إلى وادي الملوك، وفي عام 1939 التقطت الكاميرا صورة جماعية أثناء نزهة للأصدقاء في القناطر الخيرية المعروفة بطبيعتها الهادئة والجميلة.
العدسة المكبرة
يقدم المعرض تجربة تفاعلية للزوار وفرصة لرؤية صور تاريخية صغيرة الحجم، ومن خلال استخدام العدسة المكبرة نستطيع رؤية الصور ومظاهر الحياة الاجتماعية في تلك الفترة ومن خلال الأزياء وملابس أصحاب الصور، ومن خلال تأمل هيئة الأشخاص على سبيل المثال بحيث يمكن أن نتعرف على لمحة عامة من طريقة ثيابهم، ووسائل النقل والأماكن السياحية والتاريخية في تلك الفترة.
لقطة واحدة
أكد المصور التوثيقي علي شريف أن لديه آلاف الصور الفوتوغرافية القديمة ضمن مجموعته الخاصة، والتي تضم صورا من مصر من بداية عام 1920 وحتى أوائل الثمانينات.
واشار شريف ان الصورة الفوتوغرافية القديمة تعد أرشيفاً معلوماتياً غاية في الأهمية، فهي تؤرخ حقباً مهمة من تاريخ الدول وتختزل الحقائق والأماكن والشخوص في لقطة واحدة دون تزييف، كما أنها قيمة كبيرة تختصر الكثير من التفاصيل وتنقلها إلى آخرين يعيشون في نطاق زمني مغاير، ويستمر المعرض حتى نهاية الشهر الجاري برعاية الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي.
المصدر: صحيفة البيان