حقق منتخب آيسلندا لكرة القدم مفاجأة من العيار الثقيل، وبلغ الدور ربع النهائي من كأس أوروبا «يورو 2016»، إثر فوزه على نظيره الإنجليزي 2-1 في ثمن النهائي في نيس. وسجل راغنار سيغوردسون (6) وكولباين سيغثورسون (18) هدفي آيسلندا، وواين روني (4 من ركلة جزاء) هدف إنجلترا.
وتلعب آيسلندا في ربع النهائي مع فرنسا التي تأهلت على حساب جمهورية إيرلندا 2-1. وحققت آيسلندا فوزاً تاريخياً على إنجلترا في أول ثمن نهائي تاريخي لها،
وصدقت توقعات المدرب المحلي هيمير هالغريمسون، المساعد للسويدي لارس لاغرباك، الذي قال عشية المباراة «نحن أمة صغيرة (330 ألف نسمة)، لكنهم لا يعرفون أسماء لاعبينا بينما نحن نعرفهم جميعاً وسنهزمهم».
وأشرك المدرب الإنجليزي، روي هودجسون تشكيلته الأساسية مع تغيير واحد تمثل بمهاجم ليفربول دانيال ستاريدج، بدلاً من زميله في خط الوسط آدم لالانا، بهدف تعزيز الهجوم الذي بات يشكل قوة ضاربة مع وجود هاري كاين ورحيم سترلينغ وواين روني.
ونزل رجال هودجسون إلى الملعب تحت الضغط وهاجس تسجيل هدف مبكر، وكان لهم ما أرادوا بعدما تعرض سترلينغ للعرقلة من الحارس هانيس هالدورسون وحصل على ركلة جزاء نفذها روني بنجاح (4).
لكن رد الفعل جاء سريعاً من الجانب الآيسلندي من رمية جانبية على رأس كاري أرناسون الذي أرسلها باتجاه المرمى انسل لها راغنار سيغوردسون وتابعها «طائرة» في شباك جو هارت مدركا التعادل (6).
ومرر قائد آيسلندا آرون غونارسون، كرة من الجهة اليسرى إلى اليمنى في منتصف الملعب ثم وصلت إلى يون دادي بودفارسون الذي مررها بدوره أرضية خادعة إلى كولباين سيغثورسون الذي أطلقها مباشرة من على خط المنطقة تصدى لها جو هارت، لكن دون أن يمنعها من معانقة شباكه (18).
وفي بداية الشوط الثاني، زج هودجسون بجاك ويلشير بدلاً من أريك داير في وسط الملعب، ثم دفع بجيمي فاردي بدلاً من رحيم سترلينغ، ثم لعب الورقة الأخيرة في الدقائق الأخيرة فأخرج روني وأدخل زميله الشاب في مانشستر يونايتد ماركوس راشفورد، لكن ذلك لم يكن له أي جدوى.
وجاء تأهل آيسلندا ليسحر العالم، فهذا البلد يملك قاعدة صغيرة للاعبي كرة القدم في البلاد ويقدر عددهم بنحو 20 ألفاً، في بلد لا يتجاوز عدد سكانه 330 ألفاً، ويعد الأصغر في تاريخ نهائيات كأس أوروبا.
واحتشد عشرات الآلاف خلف شاشة عملاقة في ريكيافيك لمتابعة المباراة حسب ما أورد التلفزيون الرسمي.
فمنذ الاستفتاء على الاستقلال عام 1944، لم يعرف هذا البلد (330 ألف نسمة) إلا نادراً فرصة الاحتفال بالانتصارات الوطنية، الإنجاز الرياضي الأكبر قبل كأس أوروبا كان ميدالية فضية لمنتخب كرة اليد في دورة الألعاب الأولمبية في بكين 2008.
وجاء على موقع التلفزيون الرسمي الإلكتروني «نصر لا يصدق لآيسلندا»، في حين عنونت صحيفة فريتابلاديد «أولادنا يعيدون إنجلترا إلى البيت».
وكتب وزير الشؤون الخارجية الآيسلندية على تويتر «لا توجد كلمات، فقط دموع وفرح».
وكتبت النائبة استا هلغادوتير على تويتر أيضاً «إنه البريكست الحقيقي»، في إشارة إلى تصويت الإنجليز لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي قبل أيام.
ثاني المنتخبات التي أذهلت العالم كان المنتخب الإيطالي الذي جاء لمنافسات (يورو 2016) بحقيبة مليئة بالشكوك، لكن يبدو أن المنتخب سيترك هذه الشكوك في فرنسا وربما يعود للديار يوم 11 يوليو/تموز المقبل حاملاً لقب البطولة.
ورفع الفوز الذي حققه المنتخب الإيطالي 2 – صفر على المنتخب الإسباني، حامل لقب البطولة في آخر نسختين، معنويات فريق أنطونيو كونتي في مهمته المقبلة، وهي مباراة دور ال 8 أمام المنتخب الألماني بطل العالم والذين لم يخسروا أمامهم في أي مباراة خلال بطولة كبرى.
ويفتقر كونتي، الذي سيترك الفريق عقب البطولة لتدريب فريق تشيلسي الإنجليزي، للنجوم الكبار، أمثال أندريا بيرلو وماريو بالوتيلي اللذين لم يتم اختيارهما.
ووُصف المنتخب الإيطالي «الأزوري» قبل البطولة، بالضعيف وربما واحداً من أفقر المنتخبات الإيطالية في فترة طويلة، ولم يتم ترشيحه لإنهاء فترة الجفاف في البطولة الأوروبية التي استمرت ل 48 عاماً.
لكنهم أعلنوا عن أنفسهم بالفوز في مباراتهم الافتتاحية بالبطولة على منتخب بلجيكا 2 -صفر، ثم الفوز على السويد 1 – صفر ليتصدروا المجموعة مبكرًا، وهو الأمر الذي أتاح لكونتي فرصة منح الراحة لبعض اللاعبين أمثال الحارس بوفون والمدافع كيلليني، في المباراة الأخيرة للمجموعة أمام أيرلندا والتي خسرها صفر – 1.
وسجل كيلليني الهدف الأول أمام إسبانيا، وأنقذ بوفون مرماه من 3 هجمات خطيرة في الدقائق الأخيرة قبل أن يسجل جراتسيانو بيلي هدف الحسم للمنتخب الإيطالي.
وتمكن المنتخب الإيطالي من إيقاف طريقة لعب إسبانيا التي تعتمد على التمرير السريع، بينما في نفس الوقت تقدم المنتخب الإيطالي للهجوم كلما تتاح الفرصة.
وقال كونتي، عن مواجهة الماتادور الإسباني «إنها ليست أفضل فترات المنتخب الإيطالية من حيث توافر المواهب، ولكن أعتقد أننا فريق، ولسنا مجموعة من اللاعبين».
وأضاف كونتي «أنا سعيد بأداء كل اللاعبين، لقد عملوا بقوة لمدة شهر لتحقيق شيء عظيم ولمفاجأة الجميع قليلاً، ولدرجة ما، حققنا هذا».
واتفق ليوناردو بونوتشي، أحد المدافعين والذي حصل على لقب رجل المباراة مع كونتي حيث قال «أدوات كونتي هي خطة اللعب، هذا المنتخب يفتقد للاعبين أصحاب المهارات لذلك علينا أن نلعب جميعنا كفريق».
وقال كونتي: «كنت أعلم أن اللاعبين لديهم شيء فيما بينهم ليقدموا ما قدموه، بالطبع لعبنا مباراة جيدة وخلقنا فرصاً عديدة أمام أحد أفضل المنتخبات في العالم».
وأضاف مدرب تشيلسي الجديد «هذا الفريق يلعب كرة قدم، كنا منظمين للغاية في الدفاع وأيضًا ونحن نهاجم، الناس ينظرون للجانب الدفاعي، أظهرنا أن إيطاليا لا تعتمد فقط على الطريقة الدفاعية».
وأكد كونتي «الفريق سيحتفل بالتغلب على إسبانيا وهو ما لم يكن نضعه في أجندتنا، لكن بعد ذلك سنبدأ في الاستعداد لمواجهة يوم السبت أمام المنتخب الألماني الذي يدربه يواخيم لوف.
وكان آخر فوز حققه المنتخب على المنتخب الألماني، بطل العالم 2014، في الدور قبل النهائي ببطولة كأس العالم 2006 ويورو 2012، لكن كونتي حذر أنهم تلقوا هزيمة كبيرة 1 – 4 من ألمانيا في مباراة ودية أقيمت في مارس/آذار الماضي.
وقال كونتي: «سنحتاج لمجهود جبار، ألمانيا جرح فوق المعصم ليس لدي مشكلة في قول هذا، يتعين علينا أن نستعد بنفس الرغبة والعزيمة سنحتاج لشيء استثنائي على الإطلاق».
الصحف: تيكي إيطاليا
اجتاحت حمى منافسات (يورو 2016) المقامة حالياً بفرنسا، أنحاء إيطاليا، بعدما تأهل المنتخب الإيطالي إلى دور ال 8.
ونادت صحيفة «لاجازيتا ديللو سبورت»، في صفحتها الرئيسية، وكذلك صحيفة «توتوسبورت» بالاستمتاع بالفوز المستحق الذي حققه المنتخب على إسبانيا.
ونشرت صحيفة «كورييري ديللو سبورت»، مصطلح «تيكي – إيطاليا» في إشارة إلى التفوق على طريقة اللعب الإسبانية الشهيرة «تيكي – تاكا»، التي تعتمد على الاستحواذ على الكرة من خلال التمريرات القصيرة.
وكانت التقييمات عالية للجميع في المنتخب الإيطالي، وحاز المدير الفني أنطونيو كونتي على إشادة المعلقين الذين تراجعوا عن شكوكهم حول قدراته قبل انطلاق البطولة.
ولم تخل الاحتفالات بالفوز من نظرة إلى المباراة المرتقبة في دور ال 8 أمام المنتخب الألماني بطل العالم، السبت المقبل.
وكتب ماسيكو ماورو في مقاله لصحيفة لا ريبابليكا «بعد الأداء الرائع أمام إسبانيا، يبدو الشيء الأكثر صعوبة الآن هو تقديم عرض جيد آخر أمام ألمانيا».
نهاية حقبة البطل الإسباني
وصفت الصحف الإسبانية الصادرة أمس منتخبها الوطني بالضعيف وطالبت المدرب فيسنتي ديل بوسكي بالاستقالة.
وكتبت صحيفة سبورت في عنوان رئيسي «فشل» بينما سخرت صحيفة إلموندو ديبورتيفو من لقب المنتخب «لاروخا» وتعني الأحمر، وكتبت «لافلوخا» وتعني الضعيف.
وقالت صحيفة آس «نهاية مرحلة» وأكدت أن ديل بوسكي، الذي تولى المهمة خلفاً للراحل لويس أراغونيس بعد فترة قصيرة من إحراز لقب بطولة أوروبا 2008، يجب أن يرحل.
وأضافت الصحيفة «حان وقت تسليم المنصب، رحيل ديل بوسكي ومدرب إشبيلية السابق خواكين كاباروس يستعد»، وذكرت أن كاباروس رفض عروضاً من بيتيس وفالنسيا لكي يصبح المدرب القادم للمنتخب الوطني.
ويعد كاباروس المرشح الأبرز للمنصب إذا رحل ديل بوسكي (65 عاماً) رغم وجود أيضاً ترشيحات لميشيل الذي أقيل من أولمبيك مرسيليا في إبريل/ نيسان الماضي وكذلك خولن لوبتيجي مدرب بورتو السابق.
وكتبت صحيفة إلموندو ديبورتيفو «هذا الخروج المبكر وكذلك الخروج المبكر من كأس العالم 2014 نهاية فريق ديل بوسكي». وقالت صحيفة ماركا في صفحتها الرئيسية «لم نعد الأفضل، 2008- 2016 كانت فترة رائعة أثناء استمرارها. بدأت وانتهت بإيطاليا».
وكان بوسع إسبانيا تجنب مواجهة إيطاليا لكن الخسارة 2-1 أمام كرواتيا في ختام دور المجموعات تسببت في وقوع فريق ديل بوسكي في المركز الثاني ومواجهة هذا المنافس العنيد.
وأشادت صحيفة ماركا بديفيد دي خيا حارس مانشستر يونايتد الذي أنقذ إسبانيا من هزيمة مذلة ومنحته سبع درجات من 10، بعدما أنقذ أربع فرص خطرة أمام إيطاليا.
المصدر: الخليج