
حذر أطباء من اللجوء إلى تناول المسكنات أثناء وجبة السحور، بهدف الوقاية من الصداع خلال ساعات صيام رمضان، وأكدوا أن هذه العادة غير فعالة، بل قد تؤدي إلى مشكلات صحية خطرة، مثل مشكلات الجهاز الهضمي والتأثير في الكلى، وقد تصل إلى الفشل الكبدي المفاجئ في حال تناولها بشكل مفرط كإجراء وقائي من دون استشارة الطبيب.
وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن أعراض الصداع عادة ما تكون أكثر حدة في الأيام الأولى من شهر رمضان، بسبب التغيرات في نمط الأكل والشرب، لكن هذه الأعراض عادة ما تختفي مع تعود الجسم على النظام الجديد، وأشاروا إلى أنه حال استمرار الصداع الشديد تجب استشارة الطبيب لتحديد الأسباب، ووضع خطة المناسبة للعلاج.
وتفصيلاً، أكد استشاري أمراض المخ والأعصاب، الدكتور فراس الخطيب، أن الصداع التوتري والصداع النصفي (الشقيقة) يعدان الأكثر شيوعاً بين أنواع الصداع، حيث يُعد الصداع التوتري الأكثر انتشاراً، خصوصاً خلال شهر رمضان، بسبب قلة الطعام والماء خلال ساعات الصيام، إضافة إلى أعراض انسحاب النيكوتين لدى المدخنين الصائمين، موصياً بأهمية اتباع نظام غذائي متوازن فضلاً عن تنظيم وقت النوم، لتجنب الإصابة بالصداع خلال نهار رمضان.
وأشار إلى أن هناك بعض الأفراد الذين يتناولون مسكنات الصداع بشكل يومي كإجراء وقائي في الأيام العادية، ويزيد تناولهم لتلك المسكنات خلال شهر رمضان لتفادي الصداع وقت النهار من دون استشارة طبية، محذراً من أن هذه العادة قد تؤدي إلى مشكلات صحية خطرة، مثل الفشل الكبدي المفاجئ، حال تناول كميات مفرطة من المسكنات.
وأوضح أن أعراض الصداع عادة ما تكون أكثر حدة في الأيام الأولى من شهر رمضان، بسبب التغيرات في نمط الأكل والشرب، لكن هذه الأعراض عادة ما تختفي مع تعود الجسم على النظام الجديد، مشيراً إلى أنه في حالة استمرار الصداع الشديد تجب استشارة الطبيب لتحديد أسباب الصداع، ووضع الخطة المناسبة للعلاج.
من جانبه، حذّر أخصائي المخ والأعصاب والسكتة الدماغية، الدكتور محمد المعتز، من الاعتماد اليومي على المسكنات بعد السحور لتجنب الصداع خلال الصيام، مشيراً إلى أن الإفراط في تناولها من دون استشارة طبية قد يؤدي إلى زيادة نوبات الصداع بدلاً من تخفيفها، خصوصاً لدى المصابين بالصداع المزمن أو الصداع النصفي.
وأوضح أن بعض الدراسات أظهرت أن بعض أنواع المسكنات قد يكون مفيداً في حالات معينة، لكنه يجب أن يؤخذ تحت إشراف الطبيب لتجنب الآثار الجانبية المحتملة، مثل الصداع الارتدادي واضطرابات الجهاز الهضمي.
وأضاف أن الصداع النصفي يُعد من أكثر الأمراض العصبية شيوعاً في العالم، حيث يصيب واحدة من كل خمس نساء، وواحد من كل 10 رجال، وتزداد نوباته خلال شهر رمضان بسبب عوامل عدة، أبرزها توقف تناول الكافيين خلال ساعات النهار، واضطرابات النوم، ونقص السوائل، وانخفاض مستويات السكر في الدم، والتوتر المصاحب لتغير نمط الحياة.
ونصح مرضى الصداع النصفي بتجنب العوامل المحفزة قدر الإمكان، من خلال الحفاظ على الترطيب الجيد بشرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور، والالتزام بساعات نوم منتظمة، كما شدد على أهمية التزام الأدوية الوقائية التي يصفها الطبيب، لضبط وتيرة النوبات وتقليل شدتها، مشيراً إلى أن التخطيط الجيد لنمط الحياة خلال رمضان يمكن أن يساعد على تقليل تأثير الصيام في مرضى الصداع.
بدورها، أوضحت الطبيب العام، الدكتورة حنان الحنا، أن تناول مسكنات الصداع على السحور ليس الحل الأمثل لتجنب الصداع أثناء الصيام، لأن تأثيرها يكون مؤقتاً ولا يدوم طوال اليوم، كما أن الإفراط في استخدامها قد يؤدي إلى مشكلات صحية مثل تهيج المعدة أو التأثير في الكبد والكلى على المدى الطويل.
وأضافت أن أسباب الصداع خلال الصيام تعود غالباً إلى انسحاب الكافيين عند الأشخاص المعتادين على شرب القهوة أو التدخين، إضافة إلى أن التغيرات في نمط النوم قد تؤثر بشكل كبير في الصحة العامة، وأوضحت أن هذه العوامل تسهم في زيادة معدلات الإصابة بالصداع لدى الأفراد، خصوصاً في شهر رمضان بسبب تغير العادات اليومية.
ودعت الأشخاص الذين يعانون الصداع النصفي (الشقيقة) بشكل مستمر، ويعتمدون على الأدوية للتخفيف من أعراضهم، إلى أن يكونوا أكثر حرصاً على عدم تناول المسكنات خلال رمضان، وأشارت إلى أنه في حال شعورهم بأعراض شديدة خلال الصيام، ينبغي عليهم زيارة الطبيب أو التوجه إلى أقسام الطوارئ فوراً، حيث يتم التعامل مع الحالات عبر إعطاء حقن عضلية غير مفطرة مخصصة لعلاج الصداع.
المصدر: الإمارات اليوم