كاتب وإعلامي سعودي
في كتابه “الأحزاب السياسية في سورية”، يشير الباحث هاشم عثمان إلى حزب صغير تأسس في سوريا في النصف الأول من القرن العشرين بحلب، هو “حزب الله”!
تأثر “حزب الله” السوري بكاريزما الزعيم الهندي غاندي ومبادئه، مناديا باللاعنف والسلام والمحبة، نابذا كل أشكال التطرف والاستبداد سياسيا وعسكريا وطائفيا ودينيا. فقد كان هذا الحزب يقترح شكلاً متمايزاً للحكومة – في إطار رؤية متكاملة لدستور جديد- من حيث مسمى الوزارات ومهامها: وزير الإنسانية بدلاً من وزارة الخارجية، وزير الحياة بدلاً من وزير الصحة، وزير التأديب بدلاً من وزير الدفاع، وزير الدولة العالمية العادلة ومهمته الاتصال بالأمم المتحدة، وزير المحبة ومهمته الإشراف على الحياة الداخلية في البيوت، وزير الحيوانات ومهمته التأليف بين الحيوانات المتباغضة كالغنم والذئب، بالإضافة إلى وزير مكافحة الجهل ووزير المهن الحرة ووزير المكافآت ووزيرة النساء!
وحين توفي بشير كمال (رئيس “حزب الله” السوري) كتبت صحيفة “الفيحاء” في 21 أغسطس 1951 ترثيه: “إن في الدستور الذي وضعه بشير كمال – والذي كان يقال عنه إنه مجنون- أشياء حكيمة جديرة بالاهتمام، كان يجب أن يهتم بها الذين وضعوا دستورنا التقدمي الجديد، وأي بأس في ذلك، فقديماً قيل “خذوا الحكمة من أفواه المجانين”. بشير كمال أسس حزبه بعد تقاعده كضابط من الحرس السلطاني العثماني، حاول الترشح ضد حسني الزعيم في انتخابات الرئاسة عام 1949 ولكن طلب الترشح رفض آنذاك من الحكومة في دمشق.
ليت “حزب الله” السوري – الذي أؤيده وأتعاطف معه – حكم دمشق بدلاً من حزب “البعث” أو بعده، وليت “حزب الله” اللبناني يقتدي بسلفه السوري. حفظ الله لبنان وسوريا والمنطقة من “سلاح الغدر”!.
المصدر: صحيفة العرب