كاتبة إماراتية
قرار سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان حل مجلس إدارة نادي شركة العين لكرة القدم وشركة نادي العين للاستثمار يعكس الحرص على ترسيخ دور المؤسسات في إعلاء القيم والثوابت والرموز الوطنية، باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الهوية الجامعة التي نعلو ونسمو بها، وتحت راية الوطن وفي ظل النشيد الوطني تصان القيم وتحفظ الأوطان.
جاء ذلك بعد إعلان تجاري لشركة سيارات، يظهر فيه لاعبون في نادي العين يتركون النشيد الوطني ويتجهون إلى مجموعة من السيارات، إعلان بطبيعة الحال أثار استياء الشارع الإماراتي الذي يرى في النشيد الوطني رمزاً له مكانته التي لا يجوز المساس بها بأي حال وتحت أي مبرر.
وجاء الرد سريعاً من سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان الذي أرسل بقرار الحل رسالة واضحة، بل شديدة الوضوح، ليس إلى من فاته الخطأ ولم ينتبه إليه إلا بعد فوات الأوان فقط، بل إلى المجتمع بأسره بمؤسساته وأفراده، لأن الثوابت خط أحمر، والإمارات فوق كل شيء، والخطأ وإن لم يكن مقصوداً، فإنه طالما لامس هذا الخط لا بد من الوقوف في وجهه واتخاذ القرار الحازم بشأنه.
قرار حل الشركتين لجهة لها شعبية كروية كبيرة وقاعدة جماهيرية لا يستهان بها وتاريخها حافل بإنجازات عملاقة في مجال الرياضة، وتحديداً كرة القدم عشق الجماهير الإماراتية، يؤكد الحرص على اتخاذ قرار حاسم وحازم وقوي يعيد الأمور إلى نصابها، ويؤكد أن المساس بالثوابت والرموز أمر غير مقبول مهما كانت المبررات.
إن القرار الصادر يتجاوز كونه قراراً إدارياً، لكونه يرسّخ نهجاً سار عليه الأولون، ويكرّس لمعادلة لا تقبل القسمة على اثنين، حين يكون الحديث عن رمز نعتز به ومبعث فخر دائم لنا وللأجيال المقبلة.
دولة الإمارات بقيادتها ورموزها وشعبها تبقى شامخة، وبها نعلو ونسمو.
نعم، النشيد الوطني أكبر من أن يُستخدم في إعلان تجاري، وهناك ما يمنع هذا الاستخدام وقرارات صدرت في هذا الشأن، كان يتعين الالتزام به مهما كان نوع الاستخدام، فما بالنا وقد استُخدم بشكل سلبي استنكره كل من شاهد الإعلان.
المصدر: البيان