أكثر من نصف السعوديين يصدِّقون «تويتر»

منوعات

كشفت دراسة حديثة أعدتها الباحثة والمتخصصة في الإعلام الرقمي ريم السعوي عن رضا مستخدمي «تويتر» السعوديين عن طبيعة النقاش والحوار في هذا الموقع، من خلال ارتفاع درجة الوعي لدى المستخدمين.

وأوضحت الدراسة، التي قدمتها السعوي الحاصلة على ماجستير إعلام رقمي، كمشروع تخرج في جامعة الملك سعود، أن 58.4% من مستخدمي «تويتر» السعوديين يرون أنه مصدر جيد للمعلومة والخبر، فيما يعارض 1.4% هذا الرأي، و40.2% يعتبرونه مصدراً جيداً إلى حدٍّ ما.

وأظهرت الدراسة أن أولئك المستخدمين يرون أن طبيعة الحوار لم ترتقِ للمستوى المطلوب، حيث إن 67.4% يعبرون عن رضاهم إلى حد ما عن طبيعة الحوارات الحاصلة، و67.8% راضون عن مستوى الحرية المتاح في «تويتر»، و60.9% منهم يعتقد أن الجرأة في الطرح في «تويتر» زادت بعد أحداث الربيع العربي.

الدراسة أجريت على عيِّنة بلغت 5347 مشاركاً أجابوا عن أسئلة الدراسة، لمعرفة أولويات مستخدمي «تويتر» حول عديد القضايا المحلية.

وعن تخصيصها الدراسة بـ»تويتر»، قالت السعوي، لـ»الشرق»: اخترت «تويتر» لأنه أضحى المنصة الشعبية الوحيدة للسعوديين، بعد كثرة المنضمين إليه بعد أحداث الربيع العربي، مشيرة إلى أن التسجيل فيه أصبح بتزايد ملحوظ يحفز على الدراسة لمتخصص في إعلام رقمي.

وأضافت قائلة: عنوان الدراسة «دور (تويتر) في ترتيب أولويات الرأي العام السعودي»، وتوصلت من خلال المعلومات التي حصلت عليها، إلى أن مستخدمي (تويتر) السعوديين لديهم وعي عالٍ جداً أكثر مما توقعت. كنت أتبنى أو أظن أن هناك غوغائية أو فوضوية أو جهلاً، لكن بعد دراستي على العينة التي يمكن اعتبارها ممثلة لمجتمع (تويتر)، تبين لي الوعي بدرجة كبيرة، وقد اقترعت هذه الآلاف، التي اتفقت أن القضية الأولى، وتعتبر أولوية بالنسبة لهم هي (الفساد) وليست أي قضية أخرى تثيرها الزوابع الإعلامية أحياناً مثل قضايا المرأة، الهيئة، الاعتقال».

وبيَّنت السعوي أن قضايا الفساد هي أكثر القضايا التي تشغل بال السعوديين في «تويتر»، هي أول وثاني وثالث قضية تشغل بالهم، تليها القضايا الاجتماعية والمحلية.

وحول الحوار التويتري السعودي – السعودي، بينت أن دراستها لم تقِس مستوى الحوار، لكن كرأي شخصي، أراه ينمو ويكبر ويرتقي، ومستخدمو «تويتر» من خلال الدراسة أغلبهم في عمر طلبة الجامعة، والملاحظ لدى هذا العمر مؤخراً وعي سياسي أعلى.

وفي ردها على سؤال عن أن معظم المتابعين يرون أن «تويتر» يؤجِّج الصراعات وينشر الغسيل ويثير الشقاق وأنه موقع تنفيس، أجابت السعوي: أعتقد أن من هم خارج «تويتر» من المدرسة التقليدية الدينية أو الإعلامية، يرونه بهذه النظرة السلبية، مشيرة إلى أننا مازلنا جديدين على ثقافة الحوار، واصفة «تويتر» بأنه أفضل مكان يدربنا على الحوار لواقعيته الشديدة. وقالت: جهلنا بالحوار ليس رأيي الشخصي فقط، بل هو ما تشهده المرحلة، وما شهد به مركز الحوار الوطني بنفسه، كما دلّت إحصاءاته على ذلك، بالتالي أعتبر الموجود الآن رائعاً جداً بالنسبة لوضعنا الحواري الجديد.

وعن الحسابات المليونية، قالت: هي حقيقة، لكن اختيارها هو الوهم، وهذا أشهده بنفسي، ليس فقط مع الحسابات المليونية، حتى بالألوف، أجد أناساً في الواقع لا يمكن أن أسمع لهم، وفي عالم الافتراض يتابعهم الآلاف رغم تفاهة ما يطرحونه وسطحيته، بل إنه ربما يمارس مدحه لذاته دائماً بتعريفه لنفسه، ومع ذلك يتابعه الآلاف.

واعتبرت السعوي إقبال النخب على «تويتر» إيجابياً، ويمنحه تفاعلاً وحيوية وجودُ المثقفين والمؤلفين، وطرح أفكارهم في «تويتر» يجعلك تتفاعل مع النخبة مباشرة وتناقشهم فتستفيد منهم وتفيد، لافتة إلى أن النقاش والحوار وتلاقح الأفكار فرص هيأها «تويتر» بـ»كبسة زر» لم تكن لتحدث في ظل الصالونات الأدبية والثقافية.
وأجابت عن سؤال حول إمكانية أن يغير «تويتر» ما طرحته «الصحوة»، وكيفية ذلك في ظل تصدر حسابات مشايخها هذه المواقع الاجتماعي، بقولها إن للصحوة إيجابياتها في غرس التدين وتأسيسه، والشيء الذي أرى أنها أفسدته حين فصلت المجتمع إلى باب للعزاب وباب للعوائل، و»تويتر» لا توجد فيه أقسام، ولا باب للعوائل أو للعزاب، الفتاة تظهر باسمها الصريح وكذلك الشاب، والجميع يتحدث بعلانية ونقاش مسموع، مستدركة أن هناك من لايزال مختبئاً تحت اسم مستعار وضمير مَبيع لا يأبه بما يقول، لكنه نكرة من إفرازات المجتمع التي تضمن رسالة افعل ما شئت مادام لا أحد يعرفك، لكن «تويتر» حين استخدمناه وبأسمائنا الصريحة، استعدنا كثيراً من سويتنا.

واختتمت السعوي حديثها بأن الإعلام الجديد يصنع «شماعته» ويكرِّر غلطة غيره، بأنه لا يتمتع بالشجاعة الكافية لكي ينتقد ذاته، بل مازال يوجِّه «كل» اللوم إلى غيره دون أن يضع نفسه في موقع اللوم أو حتى جزء منه، وهذا تصرُّف غير عادل، فرغم أنه يشرع للانتقاد والغضب لكل جانٍ، إلا أنه لا يوجِّه اللوم إلى ذاته، ومقاطع الفيديو التي ينتجها الإعلام الجديد وفيها انتقاد للمؤسسات ورجال الأعمال، تصل عدد مشاهداتها إلى الآلاف ويصفقون لها، أما لو أنتج فيديو واحدٌ شجاعٌ في نقد الذات، فلا يجد رواجاً، ربما يكون هذا ردة فعل لخطاب اعتاد العكس، لكن المأمول والمفقود هو الإنصاف.

المصدر: صحيفة الشرق