القوة الناعمة.. لماذا الإمارات؟

السبت ٠٢ مارس ٢٠٢٤

أعلنت منذ يومين نتائج مؤشر القوة الناعمة العالمي 2024، ضمن قمة القوة الناعمة العالمية 2024 (مؤتمر سنوي) التي نظمتها واستضافتها «براند فاينانس» في مركز الملكة إليزابيث الثانية في العاصمة البريطانية لندن، وقد شارك فيها 193 دولة، وجاءت النتائج لتحل دولة الإمارات في المرتبة العاشرة عالمياً والأولى عربياً ضمن مؤشر القوة الناعمة 2024. وقد وصف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عبر حساب سموه في منصة «X»، نتائج استطلاع آراء 170 ألف متخصص بأنها تقدير عالمي لدولة الإمارات العربية المتحدة. «التقدير العالمي» هو الإنجاز الأعظم بالنسبة لي، لذا هنا أطرح عدة تساؤلات لماذا وصلت دولة الإمارات إلى هذا المستوى من التقدير العالمي؟، وكيف استطاعت أن تحقق هذه النتائج والوصول إلى المراكز المتقدمة في المؤشرات؟، كيف حققت المركز الأول عالمياً في قوة الاقتصاد واستقراره، والثالث عالمياً في مؤشري الكرم والعطاء وفرص النمو المستقبلي، والثامن عالمياً في مؤشرات التكنولوجيا والابتكار والمؤشر العام للتأثير الدولي ومؤشر التأثير في الدوائر الدبلوماسية، وحققت المركز التاسع عالمياً في مؤشر الأمن والأمان، وحققت المركز العاشر في مؤشرات التقدير العالمي للقيادات ومؤشر متابعة الجمهور العالمي لشؤونها ومؤشر الصورة الإيجابية كمركز للتجارة والأعمال. كل ذلك تحقق لعدة أسباب، أهمها القيادة الإماراتية الواعية، حيث تتميز برؤيتها الواضحة وقدرتها على…

غزة.. وإصلاح الضمير العالمي

السبت ٠٣ فبراير ٢٠٢٤

بعد أيام يكتمل الشهر الرابع على معاناة أهالي قطاع غزة المنكوبة، وما زال العالم غير قادر على فعل شيء لإيقاف هذه الكارثة، بل إن الوضع يتحول يومياً من السيئ إلى الأسوأ، والأغرب أنه وصل الأمر بالسلطات الإسرائيلية إلى المطالبة بإنهاء وإلغاء مهمة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» (تم تأسيسها عام 1949) رغم الوضع الكارثي والظروف غير الإنسانية، والوضع الصحي والمعيشي المأساوي لأكثر من 2 مليون إنسان يعيشون في قطاع غزة، يعانون من انعدام الأمن الغذائي، كأنها تريد بهذه المطالبة معاقبة أهل غزة، بل التعجيل بهلاكهم وإبادتهم. بعد الإعلان عن الرواية الإسرائيلية القائلة إنه يوجد 12 شخصاً من موظفي «الأونروا» (تم فصل 9، والتحقيق مستمر بشأن 2، وواحد متوفى) البالغ عددهم 13 ألف موظف قد شاركوا في العمليات، التي قامت بها حركة حماس في السابع من أكتوبر الماضي، سارعت عدد من الدول الممولة للأونروا بالإعلان عن إيقاف تمويلها، مع علمهم بخطورة هذا القرار على الإنسان الغزاوي، وقد وصف الأمين عام للأمم المتحدة «الأونروا» بأنها «العمود الفقري لجميع الجهود الإنسانية في غزة»، وشدد على أهمية ضمان استمرارية عملها. لو افترضنا صحة الرواية الإسرائيلية سنطرح عدداً من التساؤلات ليس لإثبات صحة الفرضية أو خطئها، كما نفعل في الدراسات والبحوث الأكاديمية، بل لنعرف ونكتشف صحة الضمير الإنساني العالمي خاصة الضمير الغربي. التساؤلات كثيرة…

تصحيح الأفكار

السبت ٠٧ أكتوبر ٢٠٢٣

حضرت خلال هذا الأسبوع أمسية ثقافية أقيمت في مكتبة محمد بن راشد في دبي التي تعد واحدة من أهم المنارات الثقافية العربية التي تبث فكراً وتنشر أدباً وعلماً وثقافة وتزود زوارها ومرتاديها بمختلف العلوم والمعارف كل ذلك بهدف خدمة الإنسان وتغذية عقله حتى يحصن نفسه بالمعارف ويزود عقله بالفكر والعلوم، نظمت الأمسية الثقافية لمناقشة كتاب يبدو أنه سيلقى رواجاً كبيراً وهو فعلاً يستحقه من ناحية موضوعه، حيث يتناول شخصية عظيمة ومؤثرة على المستوى الدولي؛ شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله. عندما تجتمع شخصيات فكرية وأكاديمية وثقافية بالإضافة إلى الإعلاميين في الدولة في مكان هدفه الأول خدمة الثقافة والحوار الحضاري ويكون موضوع النقاش كتاب يتناول شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ومؤلفه لازم سموه لمدة ثلاثة عقود، فلا بد أن يكون الحديث عن دور سموه الشجاع والجريء في إعلانه الحرب علانية على التطرف والإرهاب بكل الوسائل ومنها الوسائل والأدوات الفكرية! إلى الآن كل شيء طبيعي (في الأمسية)، ولكن الإثارة كانت في إحدى المداخلات القيمة التي تطرقت إلى أهمية إنشاء مؤسسات فكرية انطلاقاً من منطق بسيط أن الفكر المتطرف والمنحرف قد يتراجع أحياناً أو قد يختفي نتيجة لحجم الضربات الأمنية على التنظيمات والجماعات والأفراد المتبنين والحاملين لهذه الأفكار المنحرفة، ولكن سيعود بطريقة…

على العالم الحد من تفاقم الأزمة السودانية

السبت ٠٦ مايو ٢٠٢٣

إلى الآن لم تحظَ الأزمة السودانية المتصاعدة مع دخولها الأسبوع الثالث، التي نشبت بين الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الردع السريع بزعامة محمد حمدان دقلو «حميدتي» بالاهتمام والمتابعة من كل القوى والفاعلين والمؤثرين الدوليين، بالقدر الذي تمثله هذه الدولة من أهمية في الاستراتيجية العالمية. ما يحدث في السودان من صراع واقتتال لا يقل أهمية وتأثيراً عما يحدث في الحرب الروسية- الأوكرانية من ناحية تداعياتها على الاستقرار والأمن الدوليين، فإذا كان تأثير الحرب الأوكرانية تركز على الغذاء والطاقة، فإن للسودان أهمية جيواستراتيجية، بسبب موقعه الجغرافي على ممر بحري دولي مهم للتجارة العالمية وللنقل البحري، ما يفرض على جميع الدول ألا تستمر في الصمت. من ناحية البعد الدولي هناك مخاوف كثيرة من تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في السودان، مما سيتسبب بمزيد من التحديات والأزمات، خاصة وأن عالمنا اليوم لديه ما يكفيه من مشكلات وأزمات جميعها مرتبطة ببعضها بطريقة أو أخرى، وكلها تؤثر على بعضها سلباً، وبالتالي أي أزمة جديدة ستزيد من الضغوط على حكومات العالم، وتعرقل من مساعيها في البحث عن حلول ما يؤدي بالنتيجة إلى مضاعفة معاناة الشعوب، أي أنه وبشكل عام لا أحد يريد مزيداً من الحروب والأزمات. ولو نظرنا في البعد الإقليمي الأفريقي فكل جيران السودان يتابعون، وبقلق ما يحدث في الداخل السوداني، لأنها تكاد تكون أغلبها تعاني…

صعود الإمارات نحو المستقبل

السبت ١٩ نوفمبر ٢٠٢٢

من العنوان يبدو واضحاً ما هو المقصود؛ لأن هذه العبارة ترددت كثيراً منذ أن تسلم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان «حفظه الله»، مقاليد حكم دولة الإمارات العربية المتحدة، ولكن تناولي هنا له أهمية خاصة. العبارة قيلت هذه المرة في واحد من أهم المنتديات والملتقيات الفكرية والاستراتيجية في المنطقة العربية بشكل عام، ومنطقة الخليج العربي بشكل خاص، وهو «ملتقى أبوظبي الاستراتيجي» الذي ينظمه سنوياً مركز الإمارات للسياسات، وكان الملتقى الأخير هو النسخة التاسعة، وعقد هذا الأسبوع في العاصمة أبوظبي. وذلك بحضور العديد من الباحثين والمفكرين والمحللين في العالم، والكثير من المسؤولين والسياسيين. الأهمية الخاصة التي أقصدها هو الظرف الزمني الذي يمر به العالم، والذي برزت فيه دولة الإمارات كدولة مؤثرة وفاعلة في الأزمات والتحديات الدولية. وكذلك نشاط دبلوماسيتها العالمية، فتواجدت بشكل فعلي في أكبر حدثين عالميين في نفس اللحظة التي قيلت فيها العبارة، وكأنها تؤكد الحديث المتكرر بأن دولة الإمارات ستشهد صعوداً دولياً في المرحلة الثالثة لقيادتها بعد أن كانت المرحلة الأولى تسمى بمرحلة التأسيس، ثم جاءت الثانية مرحلة التمكين، والآن يعيش الشعب الإماراتي مرحلة الصعود التنموي بكل أشكاله. فمنذ تأسيسها (دولة الإمارات) في العام 1971، وهي قائمة على رؤية مستقبلية، ومنطلقة بخطوات عملية نحو المستقبل، فواقعنا اليوم هو نتاج تلك الرؤية المستقبلية التي عمل القائد المؤسس الشيخ…

المفاهيم الغربية المتحورة

الأربعاء ١٣ أبريل ٢٠٢٢

مرّ العالم في العقد الأخير بالعديد من الأحداث والمتغيرات والتحولات وحتى التحورات، ولا تزال عدد من الدول العربية تعاني حتى اليوم آثار وتبعات ما يسمى بالربيع العربي «المشؤوم» الذي عاثت فيه جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية فساداً وتدميراً في تلك الدول، وانتشرت الجماعات الإرهابية كداعش والنصرة والقاعدة والحوثي في مناطق مختلفة كالعراق وسوريا واليمن، كما عانى العالم بعض الأزمات الاقتصادية، وواجه أكبر أزمة وبائية لم يتوقعها العالم أجمع وحطت تداعيات الوباء «كورونا» على البشر والحكومات والاقتصاديات. وما إن بدأ العالم يتعافى من أزمته الصحية إلا وقد بدأ يواجه أزمة أخرى «الحرب الروسية- الأوكرانية» التي ألقت بتداعياتها على العالم وليس فقط على الدول المتصارعة. للحرب آثار مدمرة على الإنسان والمجتمعات والاقتصاد والبيئة وتؤثر آثارها السلبية على الجميع فالعالم مترابط ومعتمد على بعضه البعض. الحرب الروسية- الأوكرانية منذ بدايتها، تسابق للحديث عنها وتحليلها ووضع السيناريوهات المستقبلية لها العديد من الخبراء والمحللين والمستشرفين السياسيين والمفكرين، فمنهم من يرى أنها نهاية نظام عالمي وبداية نظام جديد ومنهم من يرى أنها استنزاف ومستنقع للدب الروسي وغيرها الكثير من السيناريوهات والتوقعات. كما كان 2019 و2021 عامي تحورات كورونا فربما 2022 عام تحورات المفاهيم الغربية هنا لن أتطرق للوضع الحالي ولا للسيناريوهات المستقبلية المتوقعة للحرب، بل هنا أطرح تساؤلات لكم: هل نحن في مرحلة كشف حقيقة واختبار مصداقية…

وقفة إماراتية مع سوريا

الثلاثاء ٢٢ مارس ٢٠٢٢

أيام معدودة وقليلة، ما بين تغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، التي طرح فيها تساؤلاً بسيطاً ولكن بوزن استراتيجي أقتطف منه جزئية بسيطة: (ألم يحن للعرب أن يتقاربوا؟!)، وبين أن يتفاجأ العالم كله بالإعلان عن وصول الرئيس السوري بشار الأسد، بداية هذا الأسبوع، إلى دولة الإمارات وكأن سموه بذلك يؤشر إلى أن أفعال القيادة السياسية الإماراتية هي الرد العملي لما يقولونه. 11 عاماً من تهميش دولة عربية مركزية مثل سوريا، رغم أن أغلب تحديات إقليمنا في الجوار السوري وربما في قلبها، حيث واحد من أخطر التنظيمات الإرهابية العالمية «داعش» التي تجد في أراضيها بيئة آمنة لمنطلقاتها التخريبية، وحيث لبنان الذي يعاني فراغاً سياسياً، ولا يمكن نسيان العراق حيث ترتع فيه الميليشيات، وبالتالي ألّا يكون هذا محفزاً للاستعانة بسوريا وتفعيل دورها، هذا غير أن العمل العربي الجماعي من خلال الجامعة العربية أصابه «الشلل» حتى لم يستطع أن يعقد دورته الاعتيادية المقررة هذا الشهر، وتم تأجيلها إلى نوفمبر المقبل.. كل هذا يحدث في الوقت الذي يعمل فيه الجميع على إعادة صياغة المشهد الإقليمي بما يتوافق ومصالحه الوطنية. هي الإمارات دولة لديها تقدير استراتيجي ورؤية واقعية في التحولات التي ينبغي التحرك بموازاتها لا أحد لديه شك في محبة دولة الإمارات لشقيقاتها العربيات،…

سيكولوجية الجماهير.. وشراسة الحرب الإعلامية

الثلاثاء ٠١ مارس ٢٠٢٢

كُتبت الكثير من التحليلات عن الحرب الروسية - الأوكرانية حتى قبل بدايتها وتحدث عنها المحللون في كافة وسائل الإعلام بدءاً من أسبابها وتطوراتها وحتى النهايات والسيناريوهات المتوقعة لها. في الأزمات والحروب كل يدلي بدلوه، منذ بدء الأزمة الأوكرانية والعالم يترقب ويتابع، وبما أن الأحداث السياسة مغرية خاصة للشعوب العربية نجد أن الكل يحلل حسب ما يراه، وهنا مربط الفرس، التحليل السياسي يحتاج من المحلل امتلاك المعلومة أو جزء منها أو المهارة والقدرة على رصد المؤشرات والمتابعة الدقيقة للأحداث ليبني عليها تحليله ورأيه بواقعية علمية بعيداً عن العاطفة والأهواء الشخصية والرغبات والتمنيات. إن المتابع لما ينشر في وسائل الإعلام عن تطورات الأزمة الأوكرانية يرى أن الحرب الإعلامية أكثر حدة وشراسة من ميدان المعركة، فأحياناً يلعب الإعلام دور المعلق الرياضي في مباراة كرة القدم فيجعلها مباراة حماسية ولو تابعتها من دون تعليق لسببت لك النعاس من بطء رتمها. حقيقة أننا نتلقى المعلومات والتحليلات من وسائل الإعلام وبناء على ما نستقبله منها تتكون آراؤنا وربما توجهاتنا وعقائدنا، لذا لا بد من الحرص والوعي وعدم الانجرار خلفها حتى لا نصبح مجرد مرددين لقناعات غيرنا، وحتى لا ينطبق علينا ما ذكره «غوستاف لوبون» في كتابه سيكولوجية الجماهير حيث يتم التأثير على الجماهير باستخدام وسائل وتقنيات إعلامية من خلال فهم نفسياتها وطرق التأثير عليها، بحيث يكون…

الإمارات – الإنسان.. الحقوق والرغبة السياسية

الأربعاء ٠٥ يناير ٢٠٢٢

ليس في نيتي التطرق في هذه الكلمات إلى الإنجازات الإنسانية التي حققتها دولة الإمارات خلال الخمسين عاماً الماضية، حتى باتت بيئة جاذبة للعيش فيها لكل الجنسيات في العالم. وموقفي من عدم التطرق ليس فقط لأن المساحة المخصصة للكتابة لا تتسع لهذا العمود بل لا توجد أي مساحات لحصرها في كيفيتها أو كميتها ولكن أسعى فقط إلى تقديم قراءة استشرافية لخطة الإمارات للخمسين السنة المقبلة، انطلاقاً من المحور الرئيسي لنجاحاتها الماضية وهو الاهتمام بالإنسان والتركيز عليه. من أجمل السياسات التي تدشن بها الإمارات الخمسين السنة اللاحقة الإعلان عن إنشاء الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان في إشارة صريحة إلى أنها متمسكة بنهجها ورؤيتها التقليدية، التي وضعها مؤسس الدولة قبل خمسين عاماً بأن الاستثمار الحقيقي للأوطان هو التركيز على الإنسان، لذا كانت الإمارات دولة استثنائية خلال الفترة الماضية. ولو وسعنا دائرة الإعجاب بقرار تأسيس الهيئة، فإن منهجية عملها تواكب الأساليب والممارسات العالمية باعتبارها قضية عالمية ولها طرقها في التعامل والمعروفة بـ«مبادئ باريس» وليست شأناً داخلياً لكل دولة، لذا جاء الإعلان متضمناً تشكيل مجلس الأمناء وهو ما يحول الاهتمام بالشأن الإنساني ليكون عبارة عن عمل مؤسسي تتابعه جهة مخصصة في الدولة بكل تفاصيلها. لا تحدث نقلة الاهتمام بالإنسان في الإمارات دون أن تكون هناك رغبة من القيادة السياسية المؤكد أن مسألة اهتمام الإمارات بالإنسان ليست…

تفجير بيروت وتشويش الأفكار

الأربعاء ١٢ أغسطس ٢٠٢٠

تحتاج بعض تعليقات المثقفين والأكاديميين العرب التي رافقت عملية تفجير مرفأ بيروت خلال الأسبوع الماضي، إلى الوقوف أمامها والتمعن فيها وتصويبها إن احتاج الأمر لذلك، وبشكل خاص فيما يتعلق بالمفاهيم المطروحة خلال تلك التعليقات من قبيل مفهوم الدولة الوطنية خاصة لدى تلك الدول التي تعاني من التشتت والتفكك منذ أن ظهر ما يعرف بالولاءات الطائفية العابرة للحدود خاصة تلك التي لها علاقة بـ “إيران” التي تجيد لعبة التدمير وإضعاف الدول الوطنية التي عانت منها مجتمعاتنا المتسامحة والمتعايشة على مدى قرون مضت وهي لا تفوت فرصة لنشر أجندة تدميرية وزرع الأدوات اللازمة عندما تجد منفذاً لأي دولة. إن أكثر ما يقلقنا مع كل كارثة تصيب إحدى الدول العربية هو ظهور أصوات عربية يُفترض أن لها ثقلها الأكاديمي في الشارع العربي نتيجة لمكانتها الثقافية المفترضة ولما تتمتع به من وجود مساحة كبيرة لحرية التعبير ولها علاقتها مع عدد من المؤسسات الثقافية العالمية مما يتيح لها القدرة على التأثير وتشكيل الرأي العام العربي تجاه عدد من قضاياه المصيرية والمهمة بأفكار خاطئة، وآخر مثال على ذلك حادثة تفجير مرفأ بيروت التي أظنها واحدة من الكوارث العربية الكبرى التي تحتاج إلى كل الأصوات العربية المنددة بمختلف شرائحها، حيث إنه لفت انتباهي وأنا أقرأ إحدى الحوارات مع أكاديمي عربي يتم تقديمه على أنه متخصص في النظم…