«أمراض المعدة».. المُسكنات لا تكفي

منوعات

يحدث التهاب بطانة المعدة بسبب العادات الغذائية السيئة، أو نتيجة عدوى بكتيرية، ويكون غير مؤلم، ولا تنتج عنه أضرار في معظم الأحيان. وإذا لم يتم علاج هذا الالتهاب، فإنه يتحول إلى التهاب مزمن في بطانة المعدة، وغالباً لا تظهر معه أي أعراض في البداية، إلا أن الحالة قد تتطور إلى الإصابة بحرقة المعدة، أو سرطان المعدة في أسوأ الحالات.

وقد يتسبب الغضب والتوتر في حدوث التهاب بطانة المعدة، وكذلك الأطعمة الحريفة، أو تناول الكثير من القهوة. وتتمثل أعراض التهاب المعدة في الشعور بالغثيان، وآلام في أعلى البطن، أو شعور عام بالخمول والكسل، كما تتضمن الأعراض أيضاً مشكلات الهضم، أو الإسهال في بعض الأحيان.

وغالباً ما يذهب المرضى، الذين يعانون مثل هذه الأعراض، إلى الصيدلية لشراء الأدوية والمسكنات، التي يمكن صرفها من دون روشتة الطبيب، حيث تكفي مثل هذه الوسائل للتخلص من هذه الأعراض المرضية في معظم الأحيان.

استشارة الطبيب

مثل هذه التدابير قد لا تجدي نفعاً مع بعض الحالات، حيث أوضحت الصيدلانية أورسولا زيليربيرغ، من الرابطة الألمانية للصيادلة، قائلة: «إذا استمرت الأعراض المرضية لمدة أطول من أسبوعين، أو إذا كانت تحدث فجأة، فعندئذ يجب استشارة الطبيب على الفور».

ويقوم الطبيب بالاستفسار عن العادات والسلوكيات الغذائية والظروف الحياتية للمريض، إضافة إلى فحص أعلى البطن بواسطة الموجات فوق الصوتية. وأوضح البروفيسور ماتياس إيبرت، من الجمعية الألمانية لأمراض الجهاز الهضمي، قائلاً: «يتم إجراء تنظير المعدة من أجل التأكد من تشخيص الإصابة بالتهاب بطانة المعدة».

حاد أم مزمن؟

أضاف إيبرت قائلاً: «يتم التمييز بشكل أساسي بين الالتهاب الحاد والالتهاب المزمن لبطانة المعدة». وعادة ما يحدث الالتهاب الحاد لبطانة المعدة بسبب تناول المشروبات الكحولية، أو تناول أنواع معينة من الأدوية والعقاقير، وغالباً ما يستمر فترة قصيرة فقط.

وفي حال التهاب بطانة المعدة المزمن، فلا تظهر أي أعراض في البداية، حيث يتطور المرض في الخفاء، لكن هناك بعض الإشارات التحذيرية، التي تتمثل في الإحساس بانتفاخ في أعلى البطن، ورائحة كريهة في الفم، والشعور بالامتلاء. وينقسم التهاب بطانة المعدة المزمن إلى النوع A والنوع B والنوع C.

وأشار البروفيسور الألماني، ماتياس إيبرت، إلى أن النوع B هو أكثر الأنواع انتشاراً لالتهاب بطانة المعدة المزمن، ويظهر نتيجة للإصابة بجرثومة المعدة الملوية البوابية أو هيليكوباكتر بيلوري، وغالباً لا تتسبب هذه البكتيريا في حدوث مشكلات أو أضرار، لكن قد يحدث ضعف في المقاومة المناعية بالمعدة، وبالتالي تتعرض بطانة المعدة للإصابة.

سرطان المعدة

أضاف الطبيب الألماني توماس سوكوليك، قائلاً: «في حالة عدم علاج هذه الأعراض، فقد يؤدي ذلك إلى الإصابة بحرقة المعدة أو سرطان المعدة»، وعادة ما يتم علاج جرثومة المعدة بواسطة المضادات الحيوية، التي يتم تناولها في المتوسط بين أسبوع وأسبوعين.

ونادراً ما تحدث الإصابة بالتهاب المعدة من النوع A، وهو نقص في المناعة ينتجم عنه قيام الأجسام المضادة بمهاجمة بطانة المعدة. وأوضح البروفيسور ماتياس إيبرت، قائلاً: «وفقاً للحالة المرضية يمكن تعاطي بعض الأدوية، التي تعمل على الحد من تأثير حمض المعدة».

وترجع أسباب الإصابة بالتهاب المعدة من النوع C إلى الالتهابات الكيميائية، التي تحدث بسبب المسكنات، ولذلك يتعين على المرء، الذي يتعاطى هذه الأدوية كثيراً استشارة الطبيب حتى لا يتعرض للإصابة بالتهاب بطانة المعدة.

وأضاف ماتياس إيبرت أنه يتعين على المرضي الذين يعانون تغيرات متقدمة في بطانة المعدة إجراء الفحوص الطبية بصورة منتظمة؛ لأنه تزداد لديهم خطر الإصابة بسرطان المعدة، وكلما تم اكتشاف الأورام مبكراً، زادت فرص الشفاء منها. وهناك بعض الإجراءات البسيطة للوقاية من التهاب المعدة، والتي تتمثل في البعد عن الإجهاد والتوتر العصبي، وتناول الأطعمة القليلة الدسم، مع الحرص على تناول عدد كبير من الوجبات الصغيرة على مدار اليوم، بدلاً من تناول وجبات كبيرة على مرات أقل.

المصدر: الإمارات اليوم