تحي الولايات المتحدة اليوم السبت، الذكرى العشرين لهجمات 11 أيلول/ سبتمبر، حيث يعتزم الرئيس جو بايدن زيارة مواقع تحطم الطائرات المخطوفة، مشيداً بالوحدة الأمريكية، فيما اعتبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن منفذي الهجمات لم يتمكنوا من زعزعة «الإيمان بالحرية والديمقراطية».
وسيبدأ بايدن يومه في نيويورك حيث سيحضر المراسم في المكان الذي كان به برجا مركز التجارة العالمي قبل أن تصطدم طائرتين بالمبنيين مما أدى إلى انهيارهما. ثم سيسافر بعدها إلى شانكسفيل في بنسلفانيا، حيث تحطمت الرحلة 93 التابعة للخطوط الجوية المتحدة (يونايتد إيرلاينز) في حقل بعد تغلب الركاب على الخاطفين، ومنعهم من الاصطدام بهدف آخر.
وسيعود بايدن إلى واشنطن لزيارة وزارة الدفاع، التي تعرضت لهجوم بطائرات أخرى استخدمت كصواريخ في هذا اليوم.
ومن غير المنتظر أن يلقي بايدن كلمة في أي من المواقع الثلاثة، لكنه نشر مقطعاً مصوراً، الجمعة، عبر فيه عن تعازيه لأسر الضحايا وألقى الضوء على الوحدة الوطنية التي نتجت، ولو مبدئياً، عن الهجمات.
وقال بايدن في رسالة مسجلة في البيت الأبيض، وتزيد مدتها على ست دقائق بقليل: «هذا بالنسبة إليّ هو الدرس المركزي لـ11 سبتمبر/ أيلول. وهو أنه عندما نكون الأكثر عرضة للخطر، فإن الوحدة هي أعظم قوة لدينا». وتابع بايدن في رسالته الموجهة إلى مواطني بلاده المنقسمة بشدة: «الوحدة لا تعني أن علينا جميعاً أن نؤمن بالشيء نفسه، لكن من الضروري أن نحترم بعضنا بعضاً، وأن نثق ببعضنا بعضاً».
وأراد الرئيس الأمريكي إحياء ذكرى الحادثة، عبر سحب قوات بلاده بشكل منظّم من أفغانستان إلى حيث تمّ إرسالها بعد الهجمات الشهيرة، لكن الحرب في أفغانستان انتهت وسط حال من الفوضى، مع التقدّم السريع الذي حقّقته حركة «طالبان» ومقتل 13 جنديّاً أمريكيّاً في هجوم خلال عمليّة الانسحاب.
من جهتها، قالت ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية، السبت، أنها تصلي من أجل الضحايا والناجين من الهجمات، وأشادت بالمجتمعات التي تكاتفت لإعادة البناء بعد الدمار.
وقالت الملكة البريطانية في رسالة إلى بايدن، إن «مشاعري وصلواتي وكذلك عائلتي والشعب كله، ما زالت مع الضحايا والناجين والأسر المتضررة، إضافة إلى العاملين في الإسعاف والإنقاذ الذين تم استدعاؤهم للواجب».
وأضافت: «ما زالت زيارتي لموقع مركز التجارة العالمي في عام 2010 عالقة بقوة في ذهني». وأردفت: «إنها تذكرني أنه مع تكريمنا لمن قضوا نحبهم من العديد من الدول والديانات والانتماءات نشيد أيضاً بمرونة وتصميم المجتمعات التي تكاتفت لإعادة البناء».
كما اعتبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن منفذي هجمات سبتمبر في الولايات المتحدة لم يتمكنوا من زعزعة «الإيمان بالحرية والديمقراطية».وقال في رسالة مسجلة بمناسبة المأساة: «بينما فرض الإرهابيون عبء الحزن والمعاناة، وفي حين أن التهديد مستمر اليوم، يمكننا القول الآن إنهم لم ينجحوا في زعزعة إيماننا بالحرية والديمقراطية». وأضاف: «لم ينجحوا في تقسيم دولنا وفي جعلنا نتخلى عن قيمنا أو جعلنا نعيش في خوف دائم». وتابع حديثه عن الهجمات التي أودت بحياة 67 بريطانياً، قائلاً: إن «واقع أننا نجتمع اليوم – في الألم، ولكن أيضاً في الإيمان والتصميم – يُظهر فشل الإرهاب وقوة الروابط التي توحدنا».
وتطرق جونسون في كلمته إلى عودة حركة «طالبان» إلى السلطة في كابول، بعد 20 عاماً من الإطاحة بها.
وفي وقت شددت الحكومة البريطانية على أنها ستحكم على «طالبان» من خلال أفعالها، قال رئيس المخابرات الداخلية كين ماكالوم: إن الأحداث في أفغانستان «شجعت» المتطرفين ومنحتهم «دفعة معنوية»، مشيراً إلى أن أجهزته تبقى «يقظة» بشكل خاص في مواجهة التهديد الإرهابي.
المصدر: الخليج