كاتب - مستشار إعلامي
عمل سنوي جبار تبذله المملكة بدأب من أجل تأمين ضيوف الرحمن. هذا أمر لا يخفى على المنصف، استقبال نحو مليوني حاج في وقت واحد وفي بقعة محدودة، مهمة عظيمة، يدرك مدلولاتها من يتعاملون مع إدارة الحشود البشرية.
ومن هنا يمكن النظر إلى التوجيهات التي قدمها نائب الملك الأمير محمد بن نايف ولي العهد رئيس لجنة الحج العليا، إذ طالب ـــ يحفظه الله ـــ خلال ترؤسه لجنة الحج العليا “أن ينصرف حجاج بيت الله الحرام إلى أداء مناسك الحج والتفرغ للعبادة، بعيدا عن التصرفات والشعارات التي تخالف تعاليم الإسلام وتعكر صفو الحج وتؤذي مشاعر الحجاج”. (“الاقتصادية” 21/8/2015).
هذه الدعوة التي تؤكد عليها المملكة كل عام، تتسق مع قدسية المكان، والأحكام والتوجيهات الربانية، المرتبطة بشعيرة الحج؛ حيث لا رفث ولا فسوق ولا شعارات سياسية متناقضة من شأنها أن تؤدي إلى تعكير الأمن ـــ لا سمح الله.
لقد كانت المملكة العربية السعودية منذ تأسيس هذا الكيان الشامخ، تعتبر أن خدمة حجاج بيت الله الحرام شرف وواجب، تتوخى من خلاله رضا الله سبحانه وتعالى.
وهي تصرف بشكل دائم على مشاريع الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وتسعى كل عام إلى التيسير على ضيوف الرحمن.
ومن يتابع اقتصاديات الحج، يدرك إن المملكة تركز على المنافع التي تنعكس على الحجاج، ولا تنتظر أي مردود اقتصادي. الأمر هنا لا يتعلق بمشاريع ذات عوائد لخزانة الدولة، بل هو شرف أكرم الله به هذا البلد وقادته الميامين.
ولجنة الحج العليا، بالتنسيق مع أجهزة الدولة كافة، تعمل طيلة العام، إذ لا يكاد ينتهي موسم الحج، حتى تبدأ الاجتماعات من جديد لمراجعة ما تحقق والبدء في تنفيذ مشاريع جديدة، تحقق مزيدا من الراحة واليسر لضيوف الرحمن.
وتستنفر الحكومة كل طاقاتها، من أجل تأمين كل ما يحتاج إليه الحجاج، حتى يتموا مناسكهم بيسر وسهولة.
إن وعي ضيوف الرحمن بأهمية هذه الشعيرة، وضرورة النأي بها عن تقاطعات السياسة، مسألة حتمية. وهذه تتحملها منابر المساجد والإعلام، كما تتحملها الدول الإسلامية كل فيما يخصه.
ومن المؤسف، أن بعض الدول والأحزاب، لا تتسامى عن محاولة إقحام مواطنيها في أتون مثل هذه الممارسات، وقد نجحت المملكة في ردع هذه التجاوزات، فأمن وصحة وسلامة ضيوف بيت الله الحرام أولوية تتعامل معها سلطات المملكة بمنتهى الصرامة. حفظ الله ضيوف الرحمن، وبارك في هذا الوطن الشامخ وقادته الميامين.
المصدر: الاقتصادية