خالد السهيل
خالد السهيل
كاتب - مستشار إعلامي

أنصف ولا تبرر ظلمك

آراء

من القضايا التي لا تخفى على أحد، الكيل بمكيالين عند البعض. هو ينتقد سوء أخلاق الناس، ولكنه لا يرى سوء خلقه. يتحدث عن العدل بينما يتخبط في ظلم هذا وذاك. يتشدق بالحديث عن حقوق الإنسان، وقد تكون عاملته المنزلية تنتظره شهورا حتى يتكرم بمنحها راتبها. يرى سواه من الموظفين مفرطين، على الرغم من عدم التزامه بخدمة الناس من خلال الوظيفة التي يؤديها.

إننا نخوض اختبارات يومية، أمام المبادئ اللفظية التي يجيد كل الناس التشدق بها، وبين الأفعال الشخصية التي لا تستحضر الواجبات وتلتزم بها في مقابل حديثها عن حقوقها.

إن من المؤذي حقا، أن يكون من يطالب بالحقوق أول من يخرقها، إذ لا يمكن أن يحذر إنسان من السرقة وهو يمارسها، ولا أن ينهى عن الرشوة وهو يتورط فيها، ولا أن ينتقد الواسطة وأول شيء يخطر على باله عندما يريد إنهاء معاملة هو البحث عن واسطة.

تناقضات الحقوق والواجبات، تلاحقنا في كل لحظة. المسألة تبدأ من الشارع وتمر ببيئة العمل وتنتهي بالمنزل.

ما أكثر من يرصف كلمات جميلة عن الحقوق، ولكن تبقى هذه الكلمات مجرد نموذج مجرد نموذج يعكس حالة التناقض بين القول والفعل.

إن الجمال الحقيقي للإنسان، ليس في أن يظهر على هذا المنبر أو ذاك ويتحدث بمنتهى الجمال، إذ لا قيمة للكلمات ما لم تقترن بأفعال توازيها.

من المؤكد أن هيئة وجمعية حقوق الإنسان ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وهيئة مكافحة الفساد والمؤسسات التي تناهض العنف الأسري … إلخ. كل هذه الجهات لن تتمكن من تحقيق أهدافها، طالما أن هناك من يعتلي منابرها ليطرح كلاما مناقضا لواقعه. لقد قيل قديما: فاقد الشيء … لا يعطيه.

المصدر: الاقتصادية
http://www.aleqt.com/2014/12/06/article_912329.html