قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أمس، إن الاتحاد الأوروبي يرتكب أخطاء فادحة فيما يتعلق برده على محاولة الانقلاب في تركيا وإنه يخسر نتيجة لذلك دعم الأتراك لسعي بلادهم لنيل عضوية الاتحاد.
وقال تشاووش أوغلو «للأسف يرتكب الاتحاد الأوروبي بعض الأخطاء الفادحة. لقد رسبوا في اختبار ما بعد محاولة الانقلاب». وأضاف «دعم الأتراك لعضوية الاتحاد الأوروبي الذي كان يصل إلى نحو 50 في المئة من السكان أعتقد أنه يبلغ الآن نحو 20 في المئة».
وتقول تركيا إن المخاوف التي عبرت عنها واشنطن والعواصم الأوروبية بشأن الإجراءات الصارمة التي اتخذتها أنقرة عقب الانقلاب الفاشل مبالغ فيها بينما لم تكترث بمحاولة الانقلاب نفسها.
وقال أوغلو إن التقارب بين تركيا وروسيا لا يهدف إلى إزعاج أوروبا أو الولايات المتحدة. لكنه حذر الغرب من احتمال «خسارة» تركيا يوما ما. وقال الوزير «إننا لا نصلح علاقاتنا بروسيا لإرسال رسالة للغرب».
وقال إنه يمكن لتركيا أن تجد أرضية مشتركة مع موسكو بشأن سوريا حيث يؤيد كل بلد الطرف الآخر في الصراع. وقال «نتشابه في التفكير فيما يخص وقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية والحاجة إلى حل سياسي في سوريا وربما نفكر بشكل مختلف فيما يخص كيفية تنفيذ وقف إطلاق النار».
وفي الإطار نفسه ، أعلن المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن أن الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين اتفقا خلال لقائهما أمس الأول، على تشكيل لجنتين من الجانبين لبحث الأزمة السورية.
وقال المتحدث : إن الجانبين إنهما اتفقا على قيام كل طرف بإنشاء آلية ثلاثية مؤلفة من عاملين في الاستخبارات والجيش، والسلك الدبلوماسي، على أن تعمل اللجنتان مع بعضهما من أجل تسوية الأزمة السورية. وقال «أتوقع أن تتوجه اللجنة التركية إلى موسكو (الليلة الماضية) وأن يعقد الاجتماع الأول بين الجانبين اليوم الخميس».
في هذه الأثناء، شددت متحدثة باسم حلف شمال الأطلسي في بيان أمس على أن انتماء تركيا إلى الحلف ليس مطروحاً للنقاش، وذلك ردا على«تكهنات» أوردتها الصحافة في هذا الصدد. وقالت المتحدثة اوانا لونغسكو إن «انتماء تركيا إلى الأطلسي ليس مطروحا للنقاش» والحلف «يعول على المساهمات المستمرة لانقرة التي يمكنها أن تعول على تضامن ودعم» الحلف.
وتعد أنقرة شريكا استراتيجيا في الحلف وتملك ثاني أكبر جيش في الأطلسي من حيث العديد بعد الولايات المتحدة. وجاء توضيح الأطلسي بعدما نشرت الصحافة التركية معلومات تحدثت عن ضلوع دول غربية في محاولة الانقلاب في منتصف يوليو في تركيا. وتأخذ الحكومة التركية على حلفائها الغربيين أنهم وفروا لها دعماً محدوداً جداً في مواجهة الانقلاب الفاشل، ولم تنظر برضى إلى دعواتهم المتكررة إلى ضبط النفس خلال حملة التطهير التي أعقبت المحاولة. إلى ذلك، قتل خمسة جنود أتراك وأُصيب ثمانية آخرون بجروح أمس في جنوب شرق تركيا، خلال هجوم شنه حزب العمال الكردستاني. وقال المصدر إن عبوة يدوية الصنع فجرت عن بعد لدى مرور قافلة في اولوديري قرب الحدود العراقية. وفي وقت لاحق قتل ستة مدنيين بتفجيرين متزامنين في جنوب شرق تركيا نسبا الى الحزب نفسه.
وقالت الوكالة ان تفجيرا بسيارة مفخخة اوقع اربعة قتلى في وسط مدينة ديار بكر في حين قتل مدنيان في تفجير اخر في الوقت نفسه تقريبا لدى مرور سيارة للشرطة.
من جانبه، حث أردوغان البنوك التركية على انتهاج سياسة تقديم القروض الميسرة. وهدد البنوك التي تتعنت في إقراض الشركات في مرحلة ما بعد محاولة الانقلاب، قائلا في كلمة له أمام المجلس الاستشاري للمصدرين الأتراك في القصر الرئاسي أمس «سنضغط على قطاع المال في هذا الأمر». أضاف «البنوك التي ترفض الإقراض في هذه المرحلة التي تمر بها بلادنا بل وتطالب تحت ذرائع مختلقة عملاءها بتسديد ديونهم، انحازت إلى جانب، وهذا هو ما أريد أن أعلنه من هنا، ولكن هذا الجانب ليس الجانب الذي يمثل شعبنا». تابع أردوغان «لن نتردد في تسجيل البنوك التي نلمس أن لديها تحولًا سلبياً فيما يتعلق بسياسة الفائدة والإقراض ومساءلة هذه البنوك في إطار القواعد المتبعة». وقال إنه إذا لم تدعم البنوك الشركات في هذه المرحلة الحرجة لتركيا بل وتستغل كل فرصة للمطالبة باسترداد قروضها «فسأعتبر ذلك خيانة». من جانبه، قال وزير الجمارك التركي بولنت تفنكجي أمس إن بلاده خسرت صادرات بقيمة مليار دولار خلال الشهور السبعة الأولى من العام بسبب الأزمة الدبلوماسية التي نشبت مع روسيا.
المصدر: الإتحاد