أهلاً بالطيبين

آراء

ـ عندما تسأل كاتباً أو فناناً أو لاعب كرة قدم؛ ما هي أبرز عيوبك أيها الفاضل المحترم؟ يقول لك مباشرة: أبرز عيوبي أنني طيب جداً ومتسامح وكريم مع أصدقائي، و( ينضحك علي بسرعة). ويقدم لك نفسه على أنه ملاك طاهر، وأنه يختلف عن البقية مع أنه الأكثر سوءاً بينهم.

– للحظة تعتقد أن هذه الإجابة الرقيقة والناعمة خرجت من فم عذراء خجولة؛ لكن راقبوا ماذا يقول المشاهير عندما يتحدثون عن زملائهم؛ ثم قارنوا بين حجم الغرور والمساحة الحرة التي يمنحونها لأنفسهم في تشويه الآخرين، وبين ما يدَّعونه من مكارم وفضائل.

ـ كل إنسان يُحب أن يكون جميلاً في عيون الناس؛ لكن المشكلة التي تغيب عن بال كثير من المشاهير ــ الذين يُلَمِّعون أنفسهم في كل مكان ــ هي أن المتلقي يفهم كل شيء، وليس مغفلاً إلى الدرجة التي يصدق معها كل هذا الكمال والطيبة والتسامح.

ـ الحقيقة التي لا ينفع معها التلميع؛ أن اللاعب (الطيب) يتحول إلى ملاكم عندما تطالبه بالاعتزال بسبب مستواه الهابط، والفنان يصاب بالجنون عندما تنصحه بالاعتزال لأن صوته يشبه غسالة ملابس تعاني زيادة الحمولة، وبالطبع فالكاتب المعمر يغضب كثيراً حينما تذكره بأنه آخر أبناء جيله كتابة في الصحف!!

ـ المجلات الفنية، وكذلك بعض المحترمة جنباً إلى جنب مع فضائيات تعبئة الوقت هي التي جعلت من كل المشاهير طيبين وحلوين ومرتبين؛ لكن جربوا أن تختلفوا مع أحدهم على الهواء مباشرة!! نصيحة تأكدوا قبلها من عدم وجود أكواب أو ملاعق والأهم من عدم وجود آلات حادة.

المصدر: الشرق السعودية