أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه لا يجوز الحكم على الناس بناء على العقيدة والعرق والدين والتوجهات الجنسية، مشيراً إلى أن الدعوة إلى التمييز بشأن المسلمين «يخالف قيمنا»، مؤكداً أن الولايات المتحدة قتلت 120 من قادة تنظيم داعش، وإنها تحارب هذا التنظيم في عقر داره، داعياً في الوقت نفسه المشرّعين الأميركيين إلى تشديد إجراءات اقتناء السلاح.
تشويه الإسلام
وأضاف أوباما للصحافيين عقب اجتماعه ليل أمس مع مجلس الأمن القومي، لبحث جهود الولايات المتحدة لمحاربة داعش، أن الإرهابيين يحاولون تشويه صورة الإسلام، وأن مصطلح الإسلام المتطرف ليس استراتيجية، إنما يستخدم لأغراض سياسية.
وركّز على أن الولايات المتحدة تحارب تنظيم داعش في عقر داره، وقتلت أكثر من 120 من قيادات التنظيم المتشدد. وقال إن هؤلاء ليسوا جهاديين وإنما «قطاع طرق ولصوص». وأضاف أن الولايات المتحدة تبذل كل ما في وسعها لمنع الهجمات داخل البلاد وتحارب تنظيم داعش في عقر داره وقتلت أكثر من 120 من قادته.
ونوه بأن «داعش» يفقد سيطرته على أراض في العراق وسوريا، وأن أعداد المقاتلين الأجانب الذين ينضمون إليه انخفض بشكل كبير. وقال إنّ التنظيم «خسر نحو نصف المناطق المأهولة التي كان يسيطر عليها في العراق، وسيخسر المزيد. ويواصل داعش خسارة الأراضي في سوريا كذلك».
وأضاف الرئيس الأميركي: «باختصار فإن تحالفنا يواصل حالة الهجوم، بينما داعش في حالة دفاع».
وشنّ الرئيس الأميركي هجوماً على المرشح الجمهوري دونالد ترامب وكال له الانتقادات بسبب اقتراحه منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة.
وتحدث أوباما بغضب واضح للتعبير عن موقف رافض فوق العادة لمقترح ترامب بمنع دخول مهاجرين من دول «لها تاريخ في الإرهاب» رداً على مذبحة النادي الليلي في أورلاندو بولاية فلوريدا ورفض أوباما انتقادات المرشح الجمهوري له بأنه لا يستخدم التعبير «إرهاب الإسلام المتشدد» لوصف أعمال تنظيم داعش ووصف أوباما ذلك بأنه محاولة سياسية لتشتيت الانتباه.
وقال أوباما «ما الذي سيحققه استخدام هذا الوصف بالضبط.. ما الذي سيتغير؟ هل يعتقد أحدهم أننا فعلاً لا نعرف هوية من نقاتله؟ عبارة الإسلام المتشدد ليس فيها أي سحر.. إنه حديث من وجهة نظر سياسية».
اقتناء السلاح
وفي قضية سهولة شراء واقتناء السلاح، شدد الرئيس الأميركي على عدم وجود معلومات مؤكدة بأن جماعة إرهابية خارجية خططت للهجوم على ملهى أورلاندو والذي أدى إلى مقتل وجرح العشرات. وشدد على أن بوسع المشرعين المساعدة في وقف مثل تلك الهجمات من خلال أن يجعلوا حصول من يسعون لقتل الأميركيين على أسلحة هجومية أصعب.
وأضاف أوباما، بعد أن أطلعه كبار مسؤولي الأمن القومي على التطورات، أن الولايات المتحدة تبذل كل ما في وسعها لمنع الهجمات داخل البلاد لكن المشرعين يمكن أن يساعدوا من خلال إعادة فرض الحظر على الأسلحة الهجومية.
وقال «إذا كنا نريد فعلاً مساعدة أجهزة إنفاذ القانون على حماية الأميركيين من المتطرفين في الداخل ومن الفواجع على غرار ما حدث في سان برناردينو وما حدث الآن في أورلاندو فهناك طريقة بناءة للقيام بذلك».
ومضى يقول إنّه «يجب ألا يسمح لمن لهم صلات محتملة بالإرهاب الذين يمنعون من ركوب طائرة بشراء بندقية». وأضاف: «أعيدوا فرض الحظر على الأسلحة الهجومية. اجعلوا استخدام الإرهابيين هذه الأسلحة لقتلنا أصعب».
وأقرت الولايات المتحدة حظراً على الأسلحة النارية النصف آلية في العام 1994 ولكن انتهى العمل به في 2004 ولم يجدد بعد تقديم طعون عدة رفضتها المحاكم.
المصدر: البيان