شنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما هجوماً ساخراً على كل من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وقناتي “سي إن إن” و”فوكس” الإخباريتين، وخصومه الجمهوريين، قبل أن يصوّب نفس السلاح إلى نفسه، خلال العشاء السنوي التقليدي لرابطة مراسلي البيت الأبيض.
وسخر أوباما من تصريحات معلق محافظ، العام الماضي، حول ترشيح بوتين للفوز بجائزة نوبل للسلام، وقال: “كي نكون منصفين، هم يمنحون الجائزة لأيّ شخص هذه الأيام”، على رغم أنه حاز على الجائزة أيضاً في 2009.
كما سخر أوباما من اهتمام المعلقين الإعلاميين بصور الرئيس الروسي التي يظهر فيها بصدره العاري.
واستهل أوباما الحفل، الذي أقيم الليلة الماضية، قائلاً: “عادة أبدأ مثل هذا العشاء بالمزاح عني شخصياً، لكن عمن بوسعي الحديث بعد 2013 السيء بالنسبة لي؟”، في إشارة إلى المشكلات التي شهدها العام الماضي، والتي أدّت إلى تراجع شعبيته لمستويات تاريخية.
ونالت قناة “فوكس”، إحدى أشد القنوات المعارضة له، نصيبها من النقد اللاذع للرئيس الأميركي، الذي أكد ساخراً “يجب أن يتقبلوا الأمر بصدر رحب في فوكس، سيفتقدونني حقاً، سيكون من الصعب عليهم إقناع الأميركيين أن هيلاري كلينتون وُلدت في كينيا”، بينما ضجّ الحضور بالضحك.
بالمثل، أطلق أوباما دعابة حول أداء شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية، فيما يتعلق بتغطيتها التي اعتبرها “مبالغة” لحادثة الطائرة الماليزية المفقودة منذ الثامن من آذار (مارس) الماضي، والتي اختفت من على شاشات الرادار وعلى متنها 239 شخصاً.
واستطرد “تعرّضت لخلل في الساعة البيولوجية لدى عودتي من رحلتي الأخيرة إلى ماليزيا. إنها المسافات التي يتعين على المرء أن يقطعها، كي يحصل على تغطية من قبل سي إن إن هذه الأيام!”.
ولم يفت على الرئيس الأميركي التطرّق إلى “أوباماكير”، الاسم الشعبي للإصلاح الصحي الذي واجه عقبات كثيرة في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، لدى إطلاقه الرسمي بسبب مشكلات تقنية.
وتزامنت سخرية أوباما من هذه العقبات، مع تكرار المحاولات الفاشلة لتشغيل رسالة مسجلة حول تكريم المنظمة الراعية للحدث، فما كان منه سوى أن انتهز الفرصة ليدعو وزيرة الصحة السابقة، كاثلين سبليوس، لتشغيله وهي المسؤولة عن إطلاق النظام الصحي، والتي لطالما كانت عرضة للانتقادات.
وقال أوباما: “هل يمكن لأحدهم أن يساعدني في إصلاح ذلك؟”، قبل أن تدخل سبليوس إلى القاعة وسط ضحكات الحضور.
وعلّق أوباما على تراجع شعبيته قائلاً: “يقول البعض إن استطلاعات الرأي التي تقلل من شعبيتي تجعل رفاقي الديمقراطيين غير راغبين في إطلاق حملة معي. لا أعتقد أن هذا صحيح، على رغم أنني لاحظت كيف أن ابنتي ساشا كانت بحاجة إلى متحدث رسمي في المدرسة، وقررت دعوة بيل كلينتون”.
ولم تتوقف الانتقادات للجمهوريين عند سخرية أوباما اللاذعة فحسب، إذ لم يتوان الممثل الكوميدي جويل ماكهيل عن توزيع انتقاداته على كل من كريس كريستي حاكم ولاية نيوجيرسي، الذي كان موجوداً، ورئيس مجلس النواب جون بوينر، بسبب النزاعات الداخلية في صفوف الحزب يميني التوجّه.
كما برز بين الحضور كل من الممثل روبرت دي نيرو، والممثلة لوبيتا نيونجو، والسينمائي المخضرم هارفي فايشتاين، والنجمة الفرنسية جولي ديبلي، فيما يُعدّ تأكيداً على الاتجاه المتبع منذ أعوام، حول دعوة نجوم السينما والتلفزيون والموسيقى إلى الحدث، الذي كان يقتصر على الجهات المنظمة، ووسائل الإعلام، ومجموعات الضغط السياسي.
وتجمّع ثلاثة آلاف مدعو بالبهو الكبير لفندق “هيلتون”، من أجل تكريم رابطة مراسلي البيت الأبيض، في حدث يهدف لإضفاء جو من المرح على عمل الصحافيين، الذين يغطون الأخبار حول الرئيس، وموظفي الإدارة الأميركية.
المصدر: واشنطن – إفي