أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس أنه سيقدم الأربعاء شرحاً للأميركيين وقادة الكونجرس «خطته للتحرك» ضد تنظيم «داعش»، مشدداً على أنه لن يرسل قوات أميركية إلى الأرض، وأنه لا ينوي إعادة شن هجمات «تماثل الحرب في العراق».
في حين اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الولايات المتحدة لم تكن «جدية كثيراً» حتى الآن في محاربتها للتنظيمات المتطرفة التي تمكنت من السيطرة على مناطق واسعة في العراق وسوريا.
وسيلقي أوباما كلمة يوم الأربعاء «ليصف ما هي خطتنا»، وسيجتمع قبل ذلك مع زعماء الكونجرس يوم الثلاثاء، سعياً لنيل دعمهم لاستراتيجيته للتصدي للجماعة المتشددة.
وواجه أوباما صعوبة في تحديد الطريقة التي يريد التعامل بها مع تنظيم «داعش»، وقال للصحفيين الشهر الماضي «ليست لدينا استراتيجية بعد» للتعامل مع الجماعة.
وقال أوباما في مقابلة مع شبكة «إن.بي.سي» التلفزيونية بثت أمس «أريد فقط أن يفهم الشعب الأميركي طبيعة التهديد وكيف سنتعامل معه، وأن يثقوا في أننا سنكون قادرين على التعامل معه».
وأضاف أن «المرحلة المقبلة الآن هي الانتقال إلى نوع من الهجوم.
سألتقي زعماء الكونجرس الثلاثاء، وسألقي الأربعاء خطاباً أشرح فيه ما ستكون عليه خطتنا للتحرك».
وأكد أوباما «أن تنظيم داعش يمثل تهديداً بسبب طموحاته بالتوسع في العراق وسوريا، لكن الخبر السار الذي جاءنا من القمة الأخيرة للحلف الأطلسي، هو أن المجتمع الدولي في مجمله يدرك أننا إزاء تهديد تتعين مجابهته».
ورداً على سؤال بشأن الاستراتيجية، أكد أوباما في المقابلة التي بثت ضمن برنامج «واجه الصحافة»، أن الأمر «لا يتمثل في إرسال مائة ألف جندي أميركي»، مشدداً «لن يكون بمثابة إعلان عن إرسال قوات أميركية على الأرض، ليس أمراً مماثلاً للحرب في العراق» في 2003.
وأوضح «سنكون طرفاً في تحالف دولي من خلال تنفيذ غارات جوية دعماً لعمل ميداني للقوات العراقية والكردية».
وأضاف «سنضعفهم وسنقلص مساحة الأراضي التي يسيطرون عليها، وفي نهاية المطاف سننتصر عليهم»، معتبراً أن الأمر سيحتاج موارد تفوق ما تخصصه واشنطن حالياً لهذه المنطقة.
وكرر أوباما، الذي سيتزامن خطابه الأربعاء مع ذكرى اعتداءات 11 سبتمبر 2001، أنه لا يملك حالياً معلومات تشير إلى تهديدات للأراضي الأميركية من قبل تنظيم «داعش»، لكن إذا تمكن هؤلاء المسلحون المتطرفون من «السيطرة على أجزاء مهمة من الأراضي وتجميع موارد وأسلحة وجذب المزيد من المقاتلين الأجانب»، فإنه يمكن أن يصبح لاحقاً تهديداً حقيقيا لواشنطن.
وكان ممثلو عشر دول (فرنسا وكندا وأستراليا والدنمارك وتركيا وبولندا وألمانيا وكندا والولايات المتحدة وبريطانيا) اجتمعوا الجمعة على هامش قمة الأطلسي لوضع أسس تحالف، لكن الأهداف النهائية وملامح هذا التحالف لا تزال غير واضحة حتى الآن كما هو الشأن بالنسبة إلى دور كل دولة فيه.
وقال أوباما «أود أن يفهم الجميع أننا لم نر أي معلومات استخبارات فورية عن تهديدات للوطن من تنظيم داعش».
لكنه أوضح أن الجماعة اجتذبت مقاتلين أجانب من الدول الغربية، يمكنهم أن يسافروا إلى الولايات المتحدة «دون عوائق».
وأضاف أنه «بمرور الوقت يمكن أن يكون ذلك تهديدا للوطن».
ويشارك وزير الخارجية جون كيري ووزير الدفاع تشاك هاجل في مهمة بالمنطقة لاستكمال الخطة.
ولم يقل أوباما في المقابلة ما إن كان سيوافق على ضربات جوية في سوريا.
وأضاف «الاستراتيجية لسوريا والعراق على السواء هي أن نطارد أعضاء تنظيم داعش وأصولهم أينما كانت».
وأكد أن الولايات المتحدة ستحتاج من الدول السنية في المنطقة أن «تكثف جهودها» وتقدم المساعدة.
وأضاف «أعتقد أنه، ربما للمرة الأولى لدينا وضوح تام بأن مشكلة الدول السنية في المنطقة وكثيرون منهم حلفاؤنا، ليست إيران فحسب، إنها ليست مجرد مسألة سنية شيعية».
ويريد أوباما أن يساعد الحلفاء الإقليميون في تحقيق النصر وفي العمل مع العشائر السنية الساخطة في العراق، وهو مسعى قال إنه يمكن أن يتضمن «عنصراً اقتصادياً».
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس أن الولايات المتحدة لم تكن «جدية كثيراً» حتى الآن في محاربتها للتنظيمات المتطرفة.
ونقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء عن ظريف قوله رداً على سؤال حول احتمال حصول تعاون بين إيران والولايات المتحدة لمحاربة «داعش» بشكل خاص، «إن الولايات المتحدة لم تكن جدية كثيراً في تعاطيها مع هذه المسألة حتى الآن، لقد دعمت تنظيم داعش في سوريا، والآن تريد محاربته في العراق».
وأضاف ظريف أن «المتشددين يهددون مرة سوريا، ومرة أخرى العراق، وهذا التهديد يمكن أن يستهدف دولا أخرى».
واعتبر أنه «لا يوجد بعد فهم جدي لهذا التهديد ولم يقم الأميركيون بعد بتحرك جدي» ضد المتطرفين.
(عواصم – وكالات)