آلام البطن من أكثر الأعراض التي يتعرض لها الأطفال، وتغطي أسبابها مساحة كبيرة، تمتد من سوء الهضم البسيط، الذي لا يستغرق أكثر من ساعة قبل أن يزول، إلى الحالات الخطيرة التي تتطلب علاجاً سريعاً وفورياً، وربما تحتاج إلى تدخل جراحي؛ فعندما يشكو الطفل فجأة من آلام شديدة في منطقة البطن يستمر مدة تتجاوز الساعة، يجب الإسراع إلى استشارة الطبيب، خصوصاً إذا صاحب الألم فقدان للشهية، أو قيء أو إسهال، أو وجود دم في الإخراج، أو حمى، وهو الأمر الذي يؤدي إلى صداع في رأس الأم وهي في حيرة من أمر طفلها.
ويجب أن يترك علاج هذه الحالة للطبيب المختص، كما يجب الامتناع تماماً عن إعطاء الطفل الذي يشكو من ألم في بطنه مسهلاً، لأن ذلك قد يزيد حالته، كذلك يفضل عدم إعطائه مسكناً للألم إلا بعد تشخيص السبب، ويستحسن وضع الطفل في سريره إذا كانت حرارته طبيعية مدة ساعة أو ساعتين، فإذا استمر الألم وجب استدعاء الطبيب.
«المغص»
حول أسباب آلام البطن غير الخطيرة، تقول الدكتورة زينب الجباس، اختصاصية طب الأطفال، إن معظم أسباب آلام البطن غير مؤذية وغير خطيرة، فبالنسبة للأطفال الرضع يعد «المغص» من أكثر الحالات شيوعاً بسبب ابتلاع كميات من الهواء أثناء الرضاعة، لكن بما أن هناك أطفالاً يبتلعون كميات من الهواء من دون أن تصيبهم حالات المغص الشديد، فمن الواضح أن هناك أسباباً أخرى له، كالتكوين النفسي والفيزيائي للطفل، فضلاً عن حالة الأم النفسية ومدى قلقها، وهناك أطفال لا يعانون من المغص إطلاقاً، فيما يعاني قسم آخر من الأطفال من نوبات متباعدة، في حين يتعرض عدد آخر من الرضع لنوبات مستمرة من المغص شهوراً عديدة، مشيرة إلى أنه عادة ما يبدأ الطفل بالصراخ لسبب غير واضح وفي وقت معين من كل يوم، وغالباً ما يكون بعد الرضعة المسائية، فيطوى ساقيه، وقد تبدو بطنه منتفخة بعض الشيء، ويكون واضحاً أن الطفل يعاني الألم.
وتقول إن حمل الطفل لطرد الغازات ذو فائدة كبيرة، ويخفف آلامه، ويشعره بالراحة بعد التغوط أما إذا استمرت نوبات الألم فيجب استشارة الطبيب.
أما بالنسبة للأطفال الأكبر سناً، فتقول الجباس، إن حالات التوتر والقلق قد تكون مرافقة لآلام البطن لديهم، كذلك هناك بعض الأطفال الذين يحاولون جذب اهتمام والديهم، فيدعون الشعور بآلام في البطن، مشيرة إلى أن ذلك يتطلب مساعدة الطفل الذي يعانى مثل هذه الآلام بالحنان والتفهم من والديه ليتغلب عليها، وإذا ما استمرت شكوى الطفل فيجب استشارة الطبيب.
الأكثر شيوعاً
وحول أشهر أسباب آلام البطن الخطيرة، تقول الجباس إن أكثرها حدة وشيوعاً التهاب الزائدة الدودية، وانسداد الأمعاء، وهما حالتان تتطلبان تدخلاً جراحياً، مشيرة إلى أن هناك أموراً تؤدي إلى ذلك، فقد يحدث التفاف في الأمعاء بسبب فتق جراحي أو قد تلتف الأمعاء على نفسها، أي ما يسمى بـ«انفتال الأمعاء». وقد يحدث التصاق في جدار الأمعاء بسبب جراحة سابقة، أو التهاب، ما يسبب انسداد في الأمعاء فضلاً عن بعض التشوهات الخلقية الولادية.
وعن أعراض الانسداد المعوي، تقول إنها تتمثل في أن الطفل يعاني ألماً شديداً يأتي على هيئة موجات تتخللها فترات راحة بين نوبات الألم الشديدة تلك، وسبب الألم هو تقلصات الأمعاء التي تحاول أن تدفع ما فيها عبر الانسداد، وتسمع أصوات من جراء حركة الأمعاء هذه ترافق نوبات الألم.
وقد يتقيأ الطفل وتنتفخ البطن، مشيرة إلى أنه عند ظهور مثل هذه الأعراض تصبح زيارة الطبيب أمراً ضرورياً، لأنه غالباً ما تكون الجراحة هي الإجراء الوحيد الممكن لإزالة الانسداد.
وتلفت إلى وجود حالات كثيرة أخرى من آلام البطن لدى الطفل، والتي تتطلب استشارة الطبيب في أسرع وقت، وتتراوح هذه الحالات بين التهابات معوية يسببها تسمم حاد، أو من جراء ابتلاع بعض الأشياء الغريبة، والكبيرة الحجم أو التهابات الكبد وحصى الكبد.
المصدر: الإتحاد