أول رحلة حول العالم بطائرة «شمسية» تنطلق من أبوظبي

أخبار

B_oVnLRVEAAji6t

سيد الحجار (أبوظبي) أقلعت الطائرة العاملة بالطاقة الشمسية «سولار إمبلس 2»، والتي تستضيفها «مصدر»، فجر أمس الاثنين من العاصمة أبوظبي في رحلتها التاريخية حول العالم دون استخدام قطرة وقود واحدة. وانطلقت أول رحلة حول العالم بطائرة تعمل بالطاقة الشمسية، من مطار البطين الخاص متجهة إلى مسقط في محطتها الأولى لتتابع مسارها عبر بحر العرب لتصل في وقت لاحق إلى أحمد أباد بالهند، حيث ستتوقف الطائرة في 12 محطة حول العالم قبل عودتها إلى أبوظبي بنهاية يوليو المقبل. وقاد المؤسس والرئيس التنفيذي لـ»سولار إمبلس» أندريه بورشبيرغ، الطائرة من أبوظبي إلى مسقط معلناً بدء انطلاق الرحلة، فيما يتابع القيادة رئيس مجلس الإدارة بيرتراند بيكارد من مسقط إلى أحمد آباد، حيث يتبادلان قيادة الطائرة التي تتسع مقصورتها لطيار واحد في رحلة تبلغ مسافتها 35 ألف كيلومتر وتتضمن 25 يوماً من الطيران موزعة على مدى 5 أشهر. وتزن طائرة «سولار إمبلس 2» 2300 كيلو جرام فقط، أي وزن سيارة عائلية، رغم أن أجنحتها أكبر من أجنحة طائرة بوينج 747، وتضم الطائرة 17248 خلية شمسية تشغل أربع محركات، وتستطيع التحليق بارتفاع يصل إلى 8500 متر بسرعة تتفاوت بين 50 إلى 100 كيلومتر بالساعة. وتشمل محطات توقف الرحلة، في مسقط وأحمد آباد وفاراناسي في الهند، وماندالاي في ميانمار، وتشونغتشينغ ونانجينغ في الصين، وهاواي وفينيكس ونيويورك ومحطة أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة لمحطتين في جنوب أوروبا وشمال أفريقيا. وتعبر الطائرة المحيط الأطلسي في رحلة تاريخية أخرى قبل أن تتوقف في جنوب أوروبا أو شمال أفريقيا بحسب الظروف المناخية، ثم تعود إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي. وتستغرق الرحلة 600 ساعة طيران، يتم تنفيذها خلال 5 أشهر تقريبا، وستقطع الطائرة نحو 40 ألف كيلو متر حول العالم. واستغرق التحضير لرحلة الطيران حول العالم من قبل فريق العمل نحو 13 عاماً من العمل الدؤوب، حيث جاء المشروع استكمالاً لطائرة «سولار إمبلس» ونموذجها الأول الذي حطم ثمانية أرقام قياسية عالمية. وتعتبر «سولار إمبلس 2» مختبراً طائراً صُنعت باستخدام حلول تقنية قدمها فريق يضم 80 خبيراً و100 شريك واستشاري، وتم تصميمها لتكون قادرة على تحمل التحديات والتحليق في الجو ليلاً ونهاراً دون الاعتماد على أية وقود تقليدي. وتشكل رحلة «سولار إمبلس 2» حول العالم تحديا لقدرة تحمل الطيارين، فهي تملك مقصورة قيادة بحجم 3.8 متر مكعب تتسع لقائد واحد وخالية من نظم التدفئة وتكييف الضغط. وستكون رحلة الطائرة فوق المحيط الهادي هي أكبر تحديات مراحل الرحلة، حيث ستحتاج من أجل استكمالها إلى التحليق 5 أيام بلياليها دون توقف. أهمية الطاقة النظيفة أبوظبي (الاتحاد) قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير دولة ورئيس مجلس إدارة «مصدر»: « انطلاق طائرة (سولار إمبلس 2) في رحلتها حول العالم يسهم في نشر رسالة الابتكار وتعزيز الوعي بأهمية الطاقة النظيفة وإمكاناتها الكبيرة. وهذه هي القيم التي تعمل (مصدر) على نشرها وتعزيزها، تماشياً مع الرؤية الحكيمة للقيادة في دولة الإمارات». وقبيل انطلاق الرحلة، صافح الجابر الطيارين بيكارد وبورشبيرغ، متمنياً لهم النجاح والتوفيق في رحلتهم التي تتزامن مع «عام الابتكار في الإمارات» والعودة بسلامة إلى أبوظبي. دعم الابتكار والإبداع أبوظبي (الاتحاد) أكد الشاب الإماراتي حسن مرشد الرديني، الذي يعمل ضمن فريق عمل طائرة «سولار إمبلس 2» أن الهدف الرئيس من الرحلة لا يتمثل في استبدال الطاقة الشمسية بالوقود في قيادة الطائرات، ولكن نقل رسالة توعية بما يمكن تحقيقه على «الأرض» من استخدامات الطاقة الشمسية، بعد التأكيد على إمكانية استخدامها في «الطيران»، فضلاً عن ونشر الوعي حول أهمية الابتكار، خاصة عند جيل الشباب وأوضح أنه سيقوم ضمن فريق عمل الطائرة بتقديم الخدمات كافة الخاصة أثناء الهبوط في المطارات. وجبات غذائية خاصة للطيارين أبوظبي (الاتحاد) قالت لين الخطيب، مدير العلاقات الإعلامية بشركة نستله الشرق الأوسط لـ «الاتحاد»: إن مركز نستله للأبحاث والتطوير عمل منذ 4 سنوات على تطوير نظام غذائي متكامل، بهدف تقديم الوجبات الغذائية للطيارين السويسريين، اللذين سيقودان طائرة «سولار إمبلس 2» من جانبها، قالت الدكتورة أميرة قصيص من مركز نستله للأبحاث والتطوير إنها سترافق الطائرة خلال الأشهر القادمة بهدف متابعة النظام الغذائي للطيارين وضمان توفر الكميات المناسبة من الطعام.

المصدر: الاتحاد