كاتب سعودي
العملية الإرهابية التي نفذها شاب كندي بقتل عائلة مسلمة دهساً بشاحنة في مدينة لندن الكندية أدت إلى مقتل 4 من أفراد العائلة، والخامس مصاب بجروح خطيرة.
بعد هذه الجريمة البشعة، تساءلت، أين التسامح؟
هذا السلوك الإرهابي الذي لا دين له ولا جنسية ولا انتماء، هذا السلوك المنفلت المتطرف هو نتيجة عمليات غسيل عقول مستمرة تدعمها منظمات إرهابية تتلقى التمويل من جهات أو دول لها أجنداتها الخاصة التي لا علاقة لها بمبادئ التسامح والتعايش والأمن والسلام للجميع.
السلوك الإرهابي لم يولد مع الإنسان، هو صناعة في معامل التطرف والتعصب والعنصرية. هو ترجمة لفكر منفصل عن الواقع يقود إلى قتل الأبرياء، هو تدمير وتفجير وتخريب للعقول قبل أن يصل إلى قتل الإنسان أو تفجير المباني، هو سلوك يعبر عن الجهل والعجز، وفشل المؤسسات التعليمية والفكرية والإعلامية في اتخاذ مواقف جادة وعملية ومستمرة في مكافحة التطرف والإرهاب.
قلت في مقال سابق عن التسامح إن الإنسان يصر على وضع نفسه في قفص الاتهام متهماً بالعنصرية والتطرف الفكري وإشعال الحروب وانتهاك حقوق الإنسان، يتذكر كل عام يوم الحب ويوم التسامح ويوم السلام وكأنه يعاقب نفسه لأنه يبتعد عن الحب والتسامح والسلام رغم الاحتفاء والاحتفال بتلك الأيام بمواعيد محددة لا يمكن أن ينساها.
اليوم أضيف إلى ما سبق أن الإنسان الذي يرتبط بتلك الأيام بذاكرة قوية، ينسى ممارسة تلك القيم الإنسانية الجميلة.
أزمة الإرهاب أزمة عالمية وإنسانية، حلها يتطلب جهوداً موحدة وجادة فكرية وأمنية، حلها يتطلب عدم تبرير الأعمال الإرهابية، ويتطلب محاسبة منابع التطرف الفكرية والإعلامية، ويتطلب الشجاعة وتجريم الإساءة للأديان والأنبياء، وتخلي بعض الدول عن الغطرسة.
العمل الجماعي الدولي الفعال يتطلب الانتماء الصادق لجهود مكافحة الإرهاب وعدم الاكتفاء بالإدانة والتعبير عن القلق.
العمل الجماعي الدولي عمل فكري وأمني وإنساني يجب أن يتحرر من المؤثرات السياسية والمصالح الذاتية، هو عمل يتسلح بقوة مبدأ التسامح الذي يحقق الأمن للجميع.
المصدر: الرياض